الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في الذكرى الـ 45 من انتصارات أكتوبر.. "الأزهر" يحيي ذكرى العبور.. عضو كبار العلماء: السادات ضمن أعظم القادة الذين عرفتهم البشرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سعت المؤسسة الدينية من خلال الأزهر الشريف، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، مع حلول الذكرى الـ45 من انتصارات الـ6 من أكتوبر، للتعريف بهذا الحدث الجليل وتعظيم الاستفادة منه في غرس قيم الوطنية داخل أبنائه، فمن خلال أسبوع الوطنية الذي شهده أكثر من 10 آلاف معهد أزهري ويحوي أكثر من مليون ونصف طالب وطالبة بربوع المحافظات، في إطار حرص الأزهر على أن يكون حاضرا من خلال تخصيص الحصة الأولى للطلاب في اليوم الأول من الدراسة عن "قيم المواطنة وحب الوطن".



الخطبة الشهيرة
يعد الأزهر أحد أهم رجال المعركة مع إسرائيل في تلك الحرب، فمن خلال مشاركة رجاله انطلقت حملة التوجيه والتحفيز وزرع الوازع الديني وبث الحماسة في نفوس الجنود، في مقدمتها ما قام به إمامه الأكبر الراحل عبد الحليم محمود، صاحب البشارة الأول بالنصر من منبر الجامع الأزهر، والذي اشتهر بخطبته أثناء الحرب، قائلا "نحن على طريق أهل بدر نلتف حول القائد الأعلى، راجيًا الله أن يوفق الجنود المصريين، وداعيًا أن يثبت أقدامهم".
ورفع عبد الحليم أكف الضراعة إلى السماء قائلًا: "اللهم إنا نسألك أن تجعل الدائرة عليهم"، ثم ردد "الله أكبر" وهلل بها المصلون تفاعلًا معه، وأمنوا على الدعاء، إلى جانب الدور الذي بذله عدد من رموز دعوته الوسطية ومنهم "محمد الغزالي، محمد متولي الشعراوي، وحافظ سلامة"، وغيرهم من رموز الدعوة الأزهرية.



حرب دينية ووطنية 
الدكتور محمود مهني، عضو هيئة كبار العلماء، أكد على أن حرب أكتوبر مثلت للأزهر وأبنائه حربًا دينية ووطنية، فالأولى جاءت من قوله تعالى: "انْفِرُوا خِفافًا وَثِقالًا وَجاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ"، انطلاقًا لما وصف به النبي مكة حينما أخرج منها حيث قال: "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إليَّ ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك"، مشددًا على أن الأزهر ورجاله خاضوا الحرب وهم يعرفون قيمة ما يفعلون لدينهم ووطنهم.
وقال مهني في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": "كنت مجندًا في حرب 73، وقبلها كان الأزهريون يذهبون في حرب الاستنزاف، وكنا نحفر الخنادق، ونوجه الجنود إلي حب الأوطان، ونعرفهم بأن اليهود لا أمن لهم ولا أمان، وأنهم يرتبكون عندما يرون مسلمًا، متابعا "جنودنا من الجنود الأوائل وكان من يعدهم من القادة، وكنا وقتها طلابًا حتى تخرجنا لنشارك في الحرب".
وشدد عضو هيئة كبار العلماء أن الأزهريون قادوا حربًا دينية ووطنية، في مقابل اليهود الذين اعتبروا أنفسهم يحاربون دينًا، ونحن أيضا نحارب عن الدين والوطن المسلوب سواء سيناء وسوريا وفلسطين، دفاعنا عن أرضنا ومقدساتنا، ولولا أن السادات اتخذ قراره لكانت الأرض العربية كلها مسلوبة، مضيفا "السادات كان عظيمًا في حربه وسلمه ونحن قلنا له أهلا بك زعيمًا وطنيًا". 
ولفت إلى أن الرئيس محمد أنور السادات ضمن أعظم القادرة التي عرفتها البشرية.



رفع الروح المعنوية للجنود
قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، الذي كان من ضمن المشاركين في حرب أكتوبر المجيدة، إنه شارك مع الجنود فى حرب العاشر من رمضان، من خلال وجوده معهم لدعم روحهم المعنوية، وحثهم على القتال والنصر.
وأكد أن أعظم مثال علي حضور الأزهر وفعاليته خلال هذا الحرب، هو ما فعله الدكتور عبد الحليم محمود، الذي صعد منبر الجامع الأزهر، قائلًا "نتلف حول القائد الأعلى ونستمسك، سنكون عنان وبناء، ستكون أمور وأمور، وأخذ يخطب في الناس، ويؤكد لهم بأن الحرب مقبلة وسوف ننتصر، وأنه يستبشر خيرا بأن النصر مقبل.
وأضاف أن الشيخ عبد الحليم محمود استعان في هذا الصدد بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة، وأنه عند لقاء العلماء بأبناء الجيش في شهر رمضان أثناء الحرب أفتى بعض الدعاة للجنود بأنه نظرًا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عونا لهم في الانتصار على العدو الصهيوني، بيد أن بعض الجنود أجابوا قائلين: «لا نريد أن نفطر إلا في الجنة!».
وأكد هاشم، أن بعض علماء الأزهر ممن كانوا في الجيش وقتها كانوا يخرجون مع الجنود إلى ساحة القتال لتثبيتهم معنويا، وكانوا يرافقونهم فى الخنادق والثكنات، وفى أماكن التحصينات، ويؤازرونهم، ويقاتلون معهم، وكانت لديهم تصريحات خاصة بهم، تميزهم، بحيث كانوا يوجدون مع الجنود في كل مكان. 
وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن الشيخ عبد الحليم محمود، قبيل حرب رمضان المجيدة، رأى رسول الله صل الله عليه وسلم في المنام يعبر قناة السويس ومعه علماء المسلمين وقواتنا المسلحة، فاستبشر خيرا وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر، ثم لم يكتف بهذا، بل انطلق عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام. 
وتابع: وكانت نتيجة الإعداد الجيد الذي قام به الجيش المصري، مضافًا إليه طمأنة الدكتور عبد الحليم محمود لرئيس البلاد وحَفْزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التي تحتل جزءًا غاليًا من تراب مصر، هي ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر كبير.