الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

نائب رئيس جامعة الأزهر: يجب خلق جيل جديد يجيد لغة الحوار والتعايش السلمي

الدكتور يوسف عامر،
الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والط
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دعا الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، المشرف العام على مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ومركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، ومركز الأزهر للترجمة، إلى إقرار مفاهيم «التعارف، والتعايش، والتعاون، والتنوع، والتعدد» وغيرها من الدلالات التي تعبر عن الحضارة الإنسانية، بدلًا من مصطلحُ «صراع الحضارات»، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ»، فمراعاةُ سنةَ الله في التعدد والاختلاف والتنوع، تُؤصلُ للتواصل بين الناس.
وأبدى عامر، خلال كلمته فى مؤتمرِ التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي الذى يُعقد فى نيويورك، تحفظه على مصطلح «التطرف العنيف»، قائلًا: لا يوجد تطرف عنيف وآخر رحيم، فالتطرفٌ يؤدي إلى الإرهاب والتدمير.. وطالب بإقرار مصطلحٍ يعني «شبهات المتطرفين وانحرافاتهم والرد عليها وتصحيحها» بدلًا من مصطلح «الرواية والرواية المضادة» الذى يجعلُ الشبهةَ والحقيقةَ يقفانِ على قدمِ المساواة.
ودعا إلى تضمينُ المناهجِ الدراسيةِ قيمَ التواصل الإنساني بين الشعوب، ودعمُ وتشجيعُ الأعمالِ السينمائية والتليفزيونية ومختلفِ الفنون التي تنشرُ ذلك، وتحويلُ مؤتمرِ التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي إلى جمعيةٍ مستقلةٍ لها دورُها الفاعلُ وقراراتِها الملزمةُ للجميع، تُشَكّلُ من المعتدلين من الجانبين.
وأكد عامر ضرورة توجيه الدعمُ الأمريكي للآخرين إلى الجانب الإنساني والأخلاقي وليس للمصالح التي تعود عليها من خلال هذا الدعم، ويمكن أن تدعمَ واشنطن العالم الإسلامي أكثر في الجانب العلمي، الأمر الذي نجده بوضوح من دول أوروبية.. مشيرًا إلى أهمية تفعيلُ دورِ الملحقياتِ الثقافية في العالم الإسلامى وأمريكا، بما يدعمُ التواصلَ الحضاري والدعمَ العلمي، والاهتمام بالقواسم الإنسانية المشتركة، وإعدادُ برنامجُ عملٍ للتواصل الحضاري بين الجانبين، ومتابعةُ تنفيذِه، وعرضُ نتائجَه في مؤتمر العامِ القادم، وإقامةُ منتدى «حوارِ الثقافات» بصفةٍ دوريةٍ واستضافتُه بالتناوب، لإتاحة الفرصة لشباب الجامعات - من خلفيات ثقافية وعقائدية مختلفة - للتعارف فيما بينهم؛ من أجل خلقِ جيلٍ جديدٍ ينشأُ على لغة الحوارِ والتعايشِ السلمي وتبادلِ الرؤى ومصادر المعرفة.. إضافة إلى دعمُ ورعايةُ الفقراء والمشردين في العالم الإسلامي، خاصة في ميانمار، وفلسطين وغيرهما. 
وشدد نائب رئيس جامعة الأزهر على أهمية تشجيع التبادلِ الثقافي الإيجابي بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة بما يسهم في مكافحةِ التطرف، ودحضِ سردياتِ الكراهية، وتمهيدِ الطريق لمرحلةٍ جديدةٍ من العلاقات تقومُ على التفاهمِ المتبادلِ والاحترامِ والثقة.. مشددًا على أن التواصلَ الحضاري بين الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية والعالمِ الإسلامي أمرٌ حتميٌّ وضرورةٌ ملحةٌ؛ إذ يساعدُ على دحرِ الإرهابِ والتطرفِ فكرًا وممارسة، وترسيخ السلام العالمي، والحثِّ على احترام الآخر، بعيدًا عن الأهواءِ الشخصية أو المصالحَ الاقتصاديةِ أو التوجهاتِ السياسية.
وتابع: يجب الاهتمامِ السريعِ والجادِ بحقٍ يتعلقُ بأرضٍ هي مهدُ الرسالاتِ والحضاراتِ للبشرية في كل مكان وزمان؛ حتى يتحققُ السلامُ والأمانُ، ألا وهو حقُّ العالمِ الإسلامي والعربي في المسجد الأقصى، وحقُّ الفلسطينيين في أرضهم وديارهم، وإتاحةُ الوسائلِ الممكنةِ التي تسمحُ لكل طرف أن يُعرِّف بنفسه للآخر، بحيث يمكنُ من خلال هذه الوسائل أن يُعرِّفَ المسلم صورتَه عند أخيه -في الإنسانية - الأمريكي، ويُعرِّفَ الأمريكيُّ صورتَه عند أخيه -في الإنسانية – المسلم. 
وأشار إلى دور الأزهر في التواصل الحضاري، حيث ينفتحُ على التعاون مع العالم أجمع، بوسائل كثيرة، منها: التواصلُ المباشرُ مع لجنةِ مكافحةِ التطرف والإرهاب بمجلس الأمن، وقد شارك مرصدِ الأزهر لمكافحة التطرف في ثلاثة مؤتمراتٍ بالولايات المتحدة الأمريكية، كما قامت اللجنةُ بزيارة المرصد منذ عام في إطار التعاون المشترك لمجابهة التطرف، وعقدُ المؤتمراتِ الدولية، مثل «مؤتمرُ السلامِ والمواطنةِ الدولي» و«مؤتمرُ القدس عام ٢٠١٨»، حيث شارك في المؤتمرين وغيرهما قياداتٌ دينيةٌ من الولايات المتحدة الأمريكية، والالتزامُ بالوسطية إعمالًا لقول الله عز وجل: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ»، واستقبالُ الدارسين من أمريكا في الأزهر، وإرسالُ البعثاتِ لنشرِ مبادئ الإسلام الوسطي حول العالم.