الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بالصور.. "روبابيكيا الأدوية" على رصيف سوق الجمعة.. خبراء: غياب دور التفتيش الصيدلي.. قبول المرتجعات منتهية الصلاحية وراء انتشار "الدواء العشوائي".. و"التسمم" أبرز الأعراض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتعشت سوق الأدوية العشوائية والمغشوشة، نتيجة الارتفاع في الأسعار، حيث أصبح الملجأ الوحيد لبعض المرضى، فيما حصلت "البوابة نيوز" على صور بيع الأدوية بسوق الجمعة بالسيدة عائشة، على فرش عشوائي يلتف حولها بعض الناس، هذه الصور فتحت التساؤل حول الأدوية المغشوشة والمنتهية الصلاحية ومن المسؤول عن السوق العشوائي للدواء.

كان الدكتور أحمد عماد الدين راضي وزير الصحة السابق، أصدر قرار رقم 115 لسنة 2017، يلزم جميع شركات الأدوية بقبول المرتجعات (الأدوية منتهية الصلاحية) خلال عام وذلك لضمان سحب هذه الأدوية من سوق الدواء وتنظيف السوق منها تماما.

علق الحقوقي محمود فؤاد، مدير التنفيذي لمركز الحق في الدواء، على انتشار باعة جائلين للأدوية "على الرصيف "،وهي منتهية الصلاحية في سوق الجمعة بمنطقة إمبابة والسيدة عائشة: "كل فترة نجد مجموعة من الباعة الجائلين في مناطق مختلفة تبيع الدواء المنتهية صلاحيته على الرصيف، ومن ضمنها سوق الجمعة في إمبابة وبجانب مسجد الفتح، ومحطة مترو المعادي"، مشيرا إلى أن هذه ظاهرة نتيجة وجود أدوية منتهية الصلاحية بحوالي 600 مليون جنيه في السوق المصري، وإدارة الصحة لا تستطيع التخلص من تلك الأدوية، والقوانين لا تطبق على بعض شركات الأدوية، وتلك القضية مثارة منذ 3 سنوات، بجانب أن نقابة الصيادلة حاولت تكرارا التصدي للأدوية منتهية الصلاحية، وهى أدوية سامة موجودة بالصيدليات كان يجب أن تعود إلى الشركات المصنعة لها.

ولفت إلى أن الدكتور أحمد عماد وزير الصحة السابق، أصدر 3 اتفاقات لتطهير السوق من الأدوية السامة، مؤكدا أنها كانت اتفاقات "حبر على ورق"، ولا يوجد آليات لتنفيذها، ولذلك يتم تداول تلك الأدوية مع باعة جائلين.

وأوضح أن أسعار الدواء المباع على الرصيف تتراوح ما بين الـ50 قرش للشريط، والأربع شرائط بجنيه، والبائعين لهم زبائن لهم يقبلون عليهم باستمرار، ويطلبون الدواء دون وعيا، وهى تباع باستمرار لكل أنواع الأدوية المتاحة وبأسعار متدنية، موضحا أن الباعة يتواجدون طوال أيام الأسبوع ولا يقتصر وجودهم على يوم الجمعة فقط، متابعا: "نعيش في مهزلة تسمي انتشار الأدوية منتهية الصلاحية، التي تتسرب إلى المواطن عن طريق البيع علانية في سوق الجمعة الشهير".

وأوضح أن هناك حوالى 20% من الصيدليات في مصر فقط هي التي يتابع عملية بيع الأدوية الصيدلي بنفسه، والنسبة الأخرى تعتمد على وقوف خريجي الدبلومات والثانوية للبيع بالصيدلية، مؤكدا أن من هنا تبدأ الخطورة لأن البائع ليس صيدلي، ومن المحتمل أن يتم تسريب الدواء للسوق لأنه يهمه البيع والشراء فقط، وهناك كثير من الأدوية المسروقة من المستشفيات تباع على الرصيف مكتوب عليها "خاص بمستشفيات وزارة الصحة.

الدكتور حسين السيد، أخصائي أمراض الكبد والجهاز الهضمي، أوضح أن الكبد هو أول أعضاء الجسم تضررًا بتناول الأدوية بشكل عام، وخاصة المنتهية الصلاحية والتالفة، لأنه العضو المسؤول بشكل أساسي عن التخلص من المواد السامة في الجسم وهو لن يتمكن من التعامل معها حتى لو كان سليم بشكل كامل.

وأضاف أنه في حال تناول الأدوية منتهية الصلاحية وإصابة الكبد وعدم تلقي العلاج المناسب فإن ذلك سيؤدي إلى تضرر الكبد بشكل كامل لينتقل ذلك إلى الكلى ثم المخ وبعدها إلى القلب والكثير من الأدوية المنتهية الصلاحية تتحول إلى مضاعفات كيميائية للمواد الفعالة في الدواء مما يهدد نتيجة الضرر الشديد الذي تلحقه بالكلى بسبب حدوث تغيير كيميائي لها مع الوقت، ومنها أدوية مرض السكري والأنسولين، والأدوية الموسعة للشرايين وأدوية القلب والضغط، إضافة إلى المضادات الحيوية السائلة وأن تناول هذا النوع من الأدوية بعد انتهاء مدتها سوف يسبب أثرا تراكميا بتناوله بشكل يومي وسيظهر عليه أعراض التسمم على الإنسان.