الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شعراء وملحنون ومطربون وثَّقوا لحظات نصر أكتوبر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألهب نصر أكتوبر المجيد، حماس كبار شعراء الغناء، الذين كتبوا معبرين عن فرحتهم الغامرة، وارتبطت بالأسماع على مر السنوات
نرصد في التقرير التالى قصص أبرز الشعراء والملحنين الذين وثقوا لحظات الانتصار، عصف ذهنى للشاعر الراحل عبدالرحيم منصور، ولد أغنية «حلوة بلادى السمرا».


وعبدالرحيم منصور ابن صعيد مصر، أحد أبرز شعراء العامية المصرية فى جيله، كتب خلال مسيرته كلمات أكثر من 200 أغنية، أكثرها فى الفترة الواقعة ما بين حرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر 73، وكان الموسيقار بليغ حمدى شريكه فى معظم هذه الأغاني.
وحين شن الجنود المصريون والسوريون هجومهم الخاطف على القوات الإسرائيلية، فى جبهتى سيناء والجولان، ظهيرة السادس من أكتوبر 1973، كان عبدالرحيم منصور يومها فى منزله يحاول أن ينال قسطًا من الراحة، بعد أن أمضى عدة أيام مع بليغ حمدى فى مبنى الإذاعة، يسجلون بعض الأغاني، وما كاد يغمض عينيه حتى سمع صوت طرق شديد على الباب يكاد يحطمه. فقفز من فوره، وركض إلى الباب ليفتحه، وإذا ببليغ متهلل يقول له: «اصحى وصحصح وفتح عينك يا رحمى احنا عبرنا وانتصرنا»، فأجابه عبدالرحيم: «آآآآآه يا بوووووي.. نفسى كنت ابقى فى البلد دلوقتي»، فقاطعه بليغ قائلًا: «كنت هتعمل أيه يا رحمى لو كنت فى البلد دلوقت»، فقال له: «يا بوووووي.. كنت همسك الربابة واتنى أغنى بيها فى كل البلد».
فقال له بليغ فى إثارة شديدة: «اكتب دا بسرعة يا عبدالرحيم.. خد ورقة وقلم واكتب»، وبالفعل كتب عبدالرحيم منصور من فوره: «وأنا على الربابة بغني، ما املكش غير أنى أغنى واقول، تعيشى يا مصر. وهكذا كان مولد أغنية «حلوة بلادى السمرا بلادي»، التى أنشدتها المطربة وردة الجزائرية، وتغنت بها أجيال من المصريين.
قرر يوسف شاهين أن يهديها للإذاعة، قائلًا: «لأن الوطن أغلى من الفيلم». ولذلك ذهب إلى الإذاعة بصحبة الموسيقار على إسماعيل، وسجلت المجموعة الأغنية

«على الربابة بغنى»
غنتها المطربة وردة الجزائرية، حيث لم يستطع الموسيقار بليغ حمدى الانتظار لوقت طويل، فبمجرد سماع خبر انتصار الجيش المصرى فى معركته مع الجيش الإسرائيلى، سارع بالذهاب إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، فى ذات اليوم ٦ أكتوبر، وكانت معه المطربة وردة، والشاعر عبدالرحيم منصور.
ونظرا لحالة التوتر، الملازمة للحرب، منعهم أمن التليفزيون من دخول المبنى بحجة عدم وجود تصاريح بذلك، وعندما علم رئيس الإذاعة، وكان وقتها محمد محمود شعبان، أمر الأمن بالسماح لوردة وبليغ ومعهم الشاعر عبدالرحيم منصور بالدخول، وسجل الثلاثة الأغنية، وأذيعت فجر اليوم التالى (٧ أكتوبر ١٩٧٣).
هى أغنية ارتبطت بروح الانتصار، غنّتها مجموعة من مطربى الإذاعة المصرية وقت الحرب، كتبها ولحّنها بليغ حمدي
أوضح «حليم» بحاسته الفنية أن هذه الكلمات تحتاج لألحان ذات مواصفات معينة، وبالتالى أسند تلحينها إلى رفيق رحلة كفاحه الموسيقار بليغ حمدي
يقول الأبنودي: «لم يكن من اللائق أن أقول لعبدالحليم اترك الأغنية علشان أم كلثوم عاجباها»، وبالتالى بقيت الأغنية لعبدالحليم حتى تغنى بها فى الاحتفالات بنصر أكتوبر المجيد
طلبت شريفة فاضل من صديقتها نبيلة قنديل كتابة كلمات تعبر عن حزنها، وتهديها لأم كل شهيد، واختارت نبيلة أن تكتب كلمات أغنية «أم البطل»، داخل غرفة الشهيد ابن المطربة شريفة فاضل
شادية غنت «يا حبيبتى يا مصر»، عام ١٩٧٠، وساهمت كثيرًا فى استعادة الثقة، وحب الوطن، مرة أخرى بعد الشعور بالهزيمة التى هزت الثقة فى يونيو ١٩٦٧، وأحبطت الكثير من النفوس.

«عاش اللى قال»
غنّاها المطرب عبدالحليم حافظ، وكتب كلماتها محمد حمزة، ولحّنها بليغ حمدي. وتأتى بداية حكاية هذه الأغنية حين قام «حليم» بالبحث عن كلمات مناسبة لهذا الحدث العظيم، حيث عثر على تلك الكلمات من خلال تفاعل الشاعر الشاب آنذاك محمد حمزة، وكتابة كلمات أغنية «عاش اللى قال الكلمة بحكمة فى الوقت المناسب عاش»، وذلك حسبما صرح الإعلامى وجدى الحكيم، فى أحد حواراته الصحفية.
وأوضح «حليم» بحاسته الفنية أن هذه الكلمات تحتاج لألحان ذات مواصفات معينة، وبالتالى أسند تلحينها إلى رفيق رحلة كفاحه الموسيقار بليغ حمدي، وبالفعل بدأ حمدى ينفعل بالكلمات، وأخذ يدندن ويردد اللحن منفردًا إلى أن استقر على المقطوعات الموسيقية، التى أصبحت لحنًا مميزًا عمل على إزكاء الروح الوطنية، لدى المستمع العربي، لما فيه من نغمات عززت درجات الحماس لدى المستمع.
وانتهت البروفات، وفى الصورة النهائية حيث كان مقررًا أن يقوم حليم بغناء «عاش اللى قال.. عاش اللى قال الكلمة بحكمة فى الوقت المناسب.. عاش عاش»، ليأتى صوت الكورال من خلفه مرددين «عاش السادات»، وعندما علم السادات بما سوف يتغنى به حليم، منع إذاعة الأغنية لاعتراضه على وجود اسمه فيها، وطلب من حليم إما حذف اسمه أو ذكر جميع زعماء العرب الذين شاركوا فى مرحلة العبور، وبالفعل اضطر حليم الإذعان لرغبة الرئيس السادات، صاحب قرار العبور، وقام بالفعل بإعادة تسجيل الأغنية دون أسماء.

«بسم الله.. الله أكبر»
هى أغنية ارتبطت بروح الانتصار، غنّتها مجموعة من مطربى الإذاعة المصرية وقت الحرب، كتبها ولحّنها بليغ حمدي.
وتعتبر من باكورة الأغنيات الوطنية الخالدة «بسم الله.. الله أكبر» واستلهم كاتبها الشاعر عبدالرحيم منصور كلماتها من صيحة رجال العبور «الله أكبر»، ولحنها الموسيقار الخالد بليغ حمدي، فى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وغنتها المجموعة، وكانت أول أغنية أذيعت فى ذلك الوقت.

«أم البطل»
«عبرنا الهزيمة»
كان زوج نبيلة قنديل، الملحن على إسماعيل، حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالى بلحن شديد الإتقان
غنّتها شريفة فاضل التى استشهد ابنها فى الحرب، من كلمات نبيلة قنديل، وألحان على إسماعيل. فلم تجد المطربة شريفة فاضل كلمات تعبر بها عن حزنها على فقدان ابنها الشهيد فى حرب أكتوبر، وفرحتها بالانتصار سوى كلمات أغنية «أم البطل»، التى كتبتها الشاعرة نبيلة قنديل.
وتقول كلمات الأغنية «ابنى حبيبى يا نور عينى بيضربوا بيك المثل.. كل الحبايب بتهنينى طبعا ما أنا أم البطل»، وتحمل هذه الأغنية قصة إنسانية جميلة، حيث طلبت شريفة فاضل من صديقتها نبيلة قنديل كتابة كلمات تعبر عن حزنها، وتهديها لأم كل شهيد، واختارت نبيلة أن تكتب كلمات أغنية «أم البطل»، داخل غرفة الشهيد ابن المطربة شريفة فاضل.
وقالت شريفة فاضل فى أحد الحوارات التليفزيونية «دخلت نبيلة غرفة ابنى الشهيد، لعدة دقائق، ثم خرجت وفى يدها ورقة بكلمات الأغنية، التى هزتنى بشدة، وشعرت بأنها تعبر عنى بالفعل، وكان زوج نبيلة قنديل، الملحن على إسماعيل، حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالى بلحن شديد الإتقان.
وأضافت شريفة فاضل: لم أطلب تعديل أى جملة موسيقية، وفى اليوم الثالث كنت بماسبيرو لتسجيلها، فرحب «بابا شارو»، رئيس الإذاعة وقتها، بالأغنية وأمر بدخولى الاستوديو فورا.
كتب الأديب توفيق الحكيم مقالًا بعنوان «عبرنا الهزيمة»، فقرأه الشاعر عبدالرحيم منصور، واستلهم أغنية «عبرنا الهزيمة»، من عنوان المقال، ولحنها الموسيقار بليغ حمدي، وغنتها الفنانة الكبيرة شادية، وأذيعت خلال معارك أكتوبر ١٩٧٣.

«رايات النصر»
غنّتها مجموعة الإذاعة المصرية أثناء الحرب، من كلمات نبيلة قنديل، وألحان على إسماعيل؛ حيث فوجئ الإذاعى وجدى الحكيم، فى الساعة الرابعة صباحًا، باتصال هاتفى من المخرج يوسف شاهين، أخبره فيه بأن هناك أغنية من كلمات الشاعرة نبيلة قنديل، بعنوان «رايات النصر». وكان من المقرر أن تكون هذه الأغنية ضمن أحد أفلامه، وقرر يوسف شاهين أن يهديها للإذاعة، قائلًا: «لأن الوطن أغلى من الفيلم». ولذلك ذهب إلى الإذاعة بصحبة الموسيقار على إسماعيل، وسجلت المجموعة الأغنية.

«يا حبيبتى يا مصر»
غنّت المطربة شادية، قبل الحرب، أغنية «يا حبيبتى يا مصر»، لكنها نُسبت لأغنيات الانتصار، وكتبها محمد حمزة، ولحنها بليغ حمدي. وتعتبر من أهم الأغانى الوطنية، التى يستمع لها الجمهور بشكل دائم، ولا يمل من سماعها، وصار الجمهور مرتبطًا بتلك الأغنية، التى تعبر عن حالة وطنية خالصة، فى كل مناسبة، بسبب الكلمات المليئة بالمشاعر والحب لمصر والوطن.. وكأنها صارت النشيد الرسمى للمشاعر الوطنية.
وفى لقاء نادر للفنانة القديرة شادية، فى أحد البرامج التليفزيونية، كشفت عن كواليس أغنية «يا حبيبتى يا مصر»، فقالت إن الأغنية الوطنية دائما تكون أكثر عاطفية، كما أنها تكون صادقة عند الجمهور.
وأضافت شادية أن أغنية «يا حبيبتى يا مصر»، سبب رجوعها مرة أخرى ووقوفها على المسرح، بعد غياب ٤ سنوات، مشيرة إلى أن المؤلف محمد حمزة بدأ فى كتابة الكلمات، ولحنها الفنان بليغ حمدى فى الحال، حتى إنها تم تسجيلها قبل أغنية «عالي».
شادية غنت «يا حبيبتى يا مصر»، عام ١٩٧٠، وساهمت كثيرًا فى استعادة الثقة، وحب الوطن، مرة أخرى بعد الشعور بالهزيمة التى هزت الثقة فى يونيو ١٩٦٧، وأحبطت الكثير من النفوس.
غنّت المطربة شادية، قبل الحرب، أغنية «يا حبيبتى يا مصر»، لكنها نُسبت لأغنيات الانتصار، وكتبها محمد حمزة، ولحنها بليغ حمدي. وتعتبر من أهم الأغانى الوطنية، التى يستمع لها الجمهور بشكل دائم.

«ابنك يقولك يا بطل»
عندما غنى الفنان عبدالحليم حافظ، أغنية «ابنك يقولك يا بطل»، من كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، وسمعت أم كلثوم هذه البروفات فأعجبت بالأغنية، وطلبت من مؤلفها أن تكون من نصيبها.
وفى هذا يقول الأبنودي: «لم يكن من اللائق أن أقول لعبدالحليم اترك الأغنية علشان أم كلثوم عاجباها»، وبالتالى بقيت الأغنية لعبدالحليم حتى تغنى بها فى الاحتفالات بنصر أكتوبر المجيد، والتى أصبحت من أهم علاماته الفنية، الأمر الذى جعل العلاقة تتوتر بين كوكب الشرق والأبنودي، وبالتالى لم يتم التعاون بينهما، ولم يجمعهما عمل فنى واحد طوال مسيرة كوكب الشرق.
ونظرا لحالة التوتر، الملازمة للحرب، منعهم أمن التليفزيون من دخول المبنى بحجة عدم وجود تصاريح بذلك، وعندما علم رئيس الإذاعة، وكان وقتها محمد محمود شعبان، أمر الأمن بالسماح لوردة وبليغ ومعهم الشاعر عبدالرحيم منصور بالدخول، وسجل الثلاثة الأغنية، وأذيعت فجر اليوم التالى (٧ أكتوبر ١٩٧٣).

«تعيشى يا ضحكة مصر»
غنّاها أبطال فيلم «أغنية على الممرّ»، من أشعار عبدالرحمن الأبنودي، وألحان حسن نشأت. وفيلم «أغنية على الممر» من إنتاج عام ١٩٧٢، سيناريو وحوار مصطفى محرم، وإخراج على عبدالخالق، وبطولة محمود مرسى وصلاح قابيل ومحمود ياسين وأحمد مرعى وصلاح السعدني، وقصة الفيلم عن مسرحية «أغنية على الممر» للكاتب على سالم، وكتب الأغانى الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي.