الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مصر على الطريق الصحيح.. مبادرة الرئيس للقضاء على فيروس "سي" تحقق نجاحات بالمحافظات.. و"الصحة العالمية": الأمراض غير السارية سبب وفاة 80 % من مواطني البلدان النامية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اُطلقت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية، قبل 4 أيام، تحت شعار "100 مليون صحة"، والتي تستهدف نحو 50 مليون مواطن مصري، على مستوى الجمهورية.
وفى تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أكدت فيه أن الأمراض غير السارية-أو المزمنة- هي أمراض تدوم فترات طويلة وتتطوّر ببطء في غالب الأحيان. 


تنقسم الأمراض غير السارية إلى أربعة أنواع رئيسية، هي الأمراض القلبية الوعائية (مثل النوبات القلبية أو السكتة الدماغية) والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة (مثل مرض الرئة الانسدادي المزمن والربو) والسكري.
وتأتي الأمراض غير السارية في مقدمة أهمّ أسباب الوفاة في العالم، حيث تقف وراء حدوث أكثر من 63% من مجموع الوفيات السنوية. 
الملاحظ أنّ ربع مجموع الناس الذين يقضون نحبهم كل عام جرّاء تلك الأمراض والبالغ عددهم نحو 36 مليون نسمة تقلّ أعمارهم عن 60 سنة، وعليه فإنّ تلك الوفيات تُعتبر من الوفيات المبكّرة التي يمكن توقيها إلى حد كبير. 
ويشار إلى أنّ نحو 80% من مجموع الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية تقع في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
وعن الفئات المعرّضة لخطر الإصابة بهذه الأمراض أكدت منظمة الصحة أنه يعاني من الأمراض غير السارية جميع الفئات العمرية وجميع الأقاليم. 
وغالبًا ما تلمّ هذه الأمراض بالفئات العمرية الأكبر سنًا، ولكنّ البيّنات تشير إلى أنّ 16 ملايين من الأشخاص الذين يقضون نحبهم من جرّاء الأمراض غير السارية هم أناس دون سن ال70 عامًا وإن 82% من هذه الوفيات "المبكرة" تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. 

وبات الأطفال والبالغون والمسنون جميعًا عرضة لعوامل الخطر التي تسهم في الإصابة بهذه الأمراض، إمّا نتيجة النُظم الغذائية غير الصحية أو الخمول البدني أو التعرّض لدخان التبغ أو آثار تعاطي الكحول على نحو ضار.
وهناك عوامل أخرى تساعد على ظهور هذه الأمراض منها التشيّخ والتوسّع العمراني العشوائي وعولمة أنماط الحياة غير الصحية.
ويمكن أن تتجلى آثار عولمة النُظم الغذائية غير الصحية لدى الأفراد، مثلًا، في ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة السكر في الدم وارتفاع مستوى الدهون في الدم وفرط الوزن والسمنة. ويُطلق على تلك العوامل اسم ‘عوامل الخطر الوسيطة’ التي يمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بمرض قلبي وعائي يدخل ضمن الأمراض غير السارية.
وأشارت إلى حدوث أربعة تغيّرات استقلابية فسيولوجية رئيسية تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض غير السارية وهي: ارتفاع ضغط الدم، وفرط الوزن والسمنة، وفرط مستوى الجلوكوز في الدم، وفرط مستوى الدهون في الدم.

وفيما يخص الوفيات التي يمكن عزوها لعوامل محدّدة، فإنّ العامل الرئيسي المرتبط بعوامل الخطر الأيضية على الصعيد العالمي هو ارتفاع ضغط الدم (الذي يقف وراء 18% من الوفيات العالمية)، يليه تعاطي التبغ، وفرط الوزن والسمنة وزيادة نسبة السكر في الدم. وتشهد البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، حاليًا، أسرع زيادة في عدد صغار الأطفال الذين يعانون من فرط الوزن.
وأكدت منظمة الصحة فى تقريرها أن عوامل الخطر السلوكية التي يمكن تغييرها للحد من هذه الأمراض، مؤكده أنه يسهم كل من تعاطي التبغ والخمول البدني والنظام الغذائي غير الصحي وتعاطي الكحول على نحو ضار في زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض غير السارية.
ويقف التبغ وراء حدوث نحو ستة ملايين حالة وفاة كل عام (إضافة إلى التعرّض لدخان التبغ غير المباشر)، ومن المتوقّع أن يزيد عدد تلك الوفيات ليبلغ ثمانية ملايين حالة بحلول عام 2030، ويمكن عزو نحو 3.2 مليون حالة وفاة من مجموع الوفيات التي تحدث سنويًا إلى قلة النشاط البدني.
وتتسبّب الأمراض غير السارية في حدوث نصف مجموع الوفيات السنوية الناجمة عن تعاطي الكحول على نحو ضار والمقدّر عددها بنحو 23.3 مليون حالة وفاة عزيت 1.7 مليون حالة وفاة سنوية لأسباب قلبية وعائية إلى فرط مدخول ملح الصوديوم في عام 2010.

وأكدت منظمة الصحة أن الأمراض غير السارية تهدّد التقدم المحرز نحو بلوغ المرامي الإنمائية للألفية وأهداف التطوير، وهناك علاقة وثيقة بين الفقر وهذه الأمراض ، ومن المتوقّع أن تتسبّب الزيادة السريعة التي تشهدها هذه الأمراض في عرقلة مبادرات التخفيف من وطأة الفقر في البلدان المنخفضة الدخل، لاسيما برفع التكاليف التي تتحمّلها الأسر مقابل الاستفادة من خدمات الرعاية الصحية ذات الصلة، وتتعرّض الفئات السكانية المستضعفة والمحرومة اجتماعيًا للمرض بوتيرة أشدّ وتموت في سن أدنى مقارنة بالفئات ذات المركز الاجتماعي الأرقى، وذلك لأسباب عدة أهمّها أنّها أكثر عرضة لمخاطر التعرّض للمنتجات الضارّة، مثل التبغ أو الأغذية غير الصحية، ولأنّها لا تستفيد من الخدمات الصحية إلاّ بشكل محدود.
ويمكن، في المناطق التي تشحّ فيها الموارد، أن تؤدي تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالأمراض القلبية الوعائية أو السرطانات أو الأمراض الرئوية المزمنة إلى استنفاد موارد الأسر بسرعة وإفقارها، وتدفع التكاليف الباهظة المتصلة بالأمراض غير السارية، بما في ذلك العلاجات المطوّلة والمكلّفة في غالب الأحيان وفقدان المعيلين، بملايين الناس في هاوية الفقر كل عام، ممّا يحول دون تحقيق التنمية.

وفي كثير من البلدان تُسجّل ظاهرتا تعاطي الكحول على نحو ضار واتباع نُظم غذائية وأنماط حياة غير صحية بين الفئات المرتفعة الدخل والفئات المنخفضة الدخل على حد سواء. 
غير أنّه بوسع الفئات المرتفعة الدخل الحصول على الخدمات والمنتجات التي تحميها من أكبر المخاطر، بينما لا يمكن للفئات المنخفضة الدخل تحمّل تكاليف تلك المنتجات والخدمات في غالب الأحيان.
وعن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها أكدت منظمة الصحة فى تقريرها أنه لا بدّ، للحد من الآثار التي تخلّفها الأمراض غير السارية على الأفراد والمجتمع، من وضع نهج شامل يقتضي مشاركة جميع القطاعات، بما في ذلك الصحة والمالية والشئون الخارجية والتعليم والزراعة والتخطيط وغير ذلك من القطاعات، وذلك للعمل سوية من أجل التقليل من المخاطر المرتبطة بالأمراض غير السارية وتعزيز التدخلات الرامية إلى الوقاية منها ومكافحتها.
ومن الأساليب المهمة للحد من الأمراض غير السارية التركيز على التقليل من مخاطر العوامل المرتبطة بها، وهناك حلول زهيدة التكلفة للحد من عوامل الخطر الشائعة التي يمكن تغييرها (تعاطي التبغ والنُظم الغذائية غير الصحية والخمول البدني وتعاطي الكحول على نحو ضار بالدرجة الأولى) ورسم خرائط وباء تلك الأمراض وعوامل الخطر المتصلة بها.

ومن الطرق الأخرى للحد من الأمراض غير السارية التدخلات الرئيسية ذات الأثر الكبير التي يمكن تنفيذها باتباع نهج قائم على الرعاية الصحية إزاء تعزيز الكشف المبكّر عن الأمراض وعلاج المصابين بها في الوقت المناسب، وتشير البيّنات إلى أنّ تلك التدخلات تمثّل استثمارات اقتصادية ممتازة لأنّها كفيلة، إذا ما تم تطبيقها على المرضى في المراحل المبكّرة، بالحد من الحاجة إلى لعلاج أكثر تكلفة، ويمكن الاضطلاع بتلك التدابير في مواقع مختلفة من حيث مستوى الموارد.
ويمكن تحقيق أكبر الآثار بوضع سياسات صحية عمومية تسعى إلى تعزيز الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وإعادة توجيه النُظم الصحية بغرض تلبية احتياجات المصابين بتلك الأمراض.
وتتسم البلدان المنخفضة الدخل، عمومًا، بمستوى أقلّ مقارنة بغيرها فيما يخص القدرات اللازمة للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها.
ويتجاوز احتمال تغطية الخدمات المتصلة بالأمراض غير السارية من قبل التأمين الصحي في البلدان المرتفعة الدخل احتمال تغطيتها من قبل ذلك التأمين في البلدان المنخفضة الدخل بنحو أربع مرّات. 
ومن غير المرجح أن تتمكّن البلدان التي لا تضمن تغطية كافية بخدمات التأمين الصحي من إتاحة التدخلات الأساسية الخاصة بالأمراض غير السارية للجميع.