يعتبر الفيلسوف الفرنسي دنيس ديدرو من ضمن أهم علماء حركة التنوير في أوروبا، عرف بكونه كاتبا موسوعيا وفيلسوفا كبيرا، فقد كتب النقد والمسرح والقصة والمقالة الفنية، كما أشرف على إصدار "موسوعة الفنون والعلوم والحرف"، كان من أتباع المذهب التجريبي يسلّم بالوقائع العلميّة ويرفض المذاهب الميتافيزيقيّة، وقد جعله ذلك يتعرض للعقيدة المسيحية بالنقد، وناله من وراء ذلك هجوم شديد من الكنائس.
ديدرو، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الجمعة، كان قد ولد في 5 أكتوبر 1713 بلانغر، حيث درس بمعهد اليسوعيّين، انتقل إلى باريس ليكمل دراساته، تخرج أستاذا للفنون والآداب، اعتنى بالترجمة من الانجليزيّة إلى الفرنسيّة وكان أوّل كتاب ترجمه سنة 1754 بعنوان "محاولة في الاستحقاق والفضيلة" للفيلسوف الانجليزي شفتسبري، كان صديقا لجان جاك روسو، وفي سنة 1746 نشر خواطر فلسفيّة عبّر فيها عن آراء اعتبرت مخالفة للدين فأحيل بسببها على محكمة باريس العليا التي أدانته وحكمت بسجنه ستّة أشهر.
سافر إلى باريس، ثم اتجه إلى لاهاي بهولندا، ثم سان بيترسبورج بروسيا، وألّف في هذه الفترة كتبا عدّة، وقد أثرت فيه جدا تلك التنقلات بين البلدان.
ترأّس ديدرو تحرير "الموسوعة"، ولكن ما إن صدر المجلدان الأول والثاني منها حتى صدر أمر ملكي بإلغائها وإيقاف مشروع المعجم العقلاني للعلوم والفنون والمهن، وقد تدخلت بعض الشخصيات البارزة آنذلك منهم بعض الوزراء لمنع وقف ذلك الجهد العلمي الكبير، وعدم إجهاض هذا المشروع نهائيا، مما شجّع ديدرو على مواصلة إنجاز الموسوعة على الرغم من انسحاب بعض الرفاق، وقد اكتمل عددها وبلغ سبعة عشر مجلدا سنة 1772، ليصبح ديدرو بذلك واحدًا من أهمّ فلاسفة عصر التنوير.
صدر له: خطاب عن العميان، جولة المتشكك، خواطر في تأويل الطبيعة، تاريخ الرسم بالشمع وسرّه، ابن سفاح أو امتحانات الفضيلة، خطاب عن الصم والبكم، الراهبة.
وقد رحل الفيلسوف التجريبي دنيس ديدرو بباريس في 31 يوليو من العام 1784.
