الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الجهاد الإلكتروني.. "داعش" يحاول بناء خلافته المزعومة مجددًا

داعش
داعش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استغلت الجماعات الراديكالية ما يُسمى بـ«الثورة المعلوماتية»، كوسيلة لاستقطاب مجندين لها على مستوى العالم، ونشر أفكارها المتطرفة، وتوجيه أعضائها لأماكن تنفيذ عملياتها الإرهابية.
ويُعرف «الجهاد الإلكتروني» أو «الإرهاب السيبرانى»، باستخدام الإنترنت كآلية لاختراق شبكات اتصال دولة ما أو الأنظمة الحمائية الخاصة بها؛ لنشر فيروسات إلكترونية تُعَطّل المؤسسة لمدة زمنية معينة، أو من أجل تدمير قواعد البيانات الخاصة بها؛ ما يكلفها مليارات الدولارات.
وكشف مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية، عن أن تكلفة هجمات الإرهاب السيبرانى فى عام 2017، تجاوزت الـ700 مليار دولار.
أكثر ما ميز تنظيم «داعش» عن التنظيمات الإرهابية الأخرى، هو كيفية استخدامه لشبكات الإنترنت؛ حيث يسعى إلى توسيع قاعدة المتعاطفين، والترويج لقوته وعملياته الإرهابية فى أماكن كثيرة حول العالم، خاصة فى أوروبا، وساعده كثيرًا إتقان مجموعة من عناصره للجانب التقنى، لكن الأخطر ما زال قيد التنفيذ حتى الآن، وهو تنفيذ عمليات، وتهديد قواعد البيانات الحكومية، باستخدام «الإرهاب السيبرانى».
ويحاول «داعش» حاليًّا الحفاظ على خلافته الافتراضية عبر وسائل التواصل الاجتماعى، وجذب متعاطفين معه، والإبقاء عليهم ليتخطى المرحلة الحالية لمرحلة أخرى أكثر استقرارًا يستطيع خلالها بناء خلافته المزعومة، ورغم ذلك، يحاول أن يتبنى التنظيم بعض الهجمات ليثبت حضوره على الساحة، وآخرها هجوم الأحواز على عرض عسكرى إيرانى فى ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨.
محدودية الجهاد الإلكتروني
رغم النطاق الواسع الذى استخدمه «داعش» لشبكات الإنترنت عن التنظيمات الأخرى، فإنه لم يستخدم الإنترنت فى تنفيذ أى عملية، وانحسر استخدامه ما بين التجنيد، أو تمرير عملياته، أو نشر فيديوهات.
واستخدم «داعش» مؤسسات إعلامية عبر الإنترنت مثل «الفرقان، وأجناد»، وغيرها من المنصات التى بثت عملياته الإجرامية، بصورة احترافية.
كما استخدم التنظيم الإرهابى مواقع الإنترنت المظلم «dark web»، فى عمليات استقطاب مجندين جدد، وكذلك من أجل الحصول على موارد جديدة للتمويل، إذ بات داعش قادرًا على جمع ملايين الدولارات عبر التعامل بعملة «بيتكوين» (عملة إلكترونية بشكل كامل تتداول عبر الإنترنت فقط من دون وجود فيزيائى لها).
وبحسب تقرير لـ«روسيا اليوم»، فإن داعش لجأ إلى تلك المواقع لضمان سرية عملياته؛ لأن الدخول إليها يتطلب «متصفحات» أخرى، خاصة مثل «الديب ويب» (Deep web)، و«يونيون تور» (Onion Tor)، وترتبط تلك المواقع بكل ما هو غير قانونى.
لماذا الجهاد الإلكتروني؟
فى الوقت التى تجد الجماعات الإرهابية صعوبة فى تنفيذ هجماتها؛ بسبب التشديدات الأمنية الأوروبية الحالية، تتجلى مميزات الجهاد الإلكترونى فى عدة ميزات، منها: انخفاض التكلفة فإذا ما قرر الإرهابى تنفيذ عمليته عبرها، فكل ما يحتاجه الفرد الحاسوب الشخصى الخاص به والاتصال عبر الإنترنت، فهنا ليس بحاجة لشراء أسلحة مثل البنادق والمتفجرات، فبدلًا منها يمكنهم إنشاء فيروسات تدمر أهدافهم.
أيضًا هناك صعوبة التعقب، فالإرهاب السيبرانى مجهول أكثر من الأساليب الإرهابية التقليدية، فهناك العديد من صفحات الإنترنت بأسماء مستعارة، كما أنه فى الفضاء الإلكترونى لا توجد حواجز مادية، مثل نقاط التفتيش للتنقل، وحدود العبور، ولا وكلاء للجمارك؛ ما يجعل مسألة تتبعهم أمرًا صعبًا على الأجهزة الأمنية والشرطية، ومن ميزات الجهاد الإلكترونى أيضًا.
تنوع الأهداف واختلافها إذ يمكن أن يستهدف الإرهاب السيبرانى أجهزة الكمبيوتر وقواعد البيانات الحكومية، والتى بمجرد إدخال فيروسات إليها، قد يؤدى ذلك إلى توقف العمل بتلك المرافق لعدة أيام كما يتسنى لهم التنفيذ عن بُعد فمن الممكن أن يتم إجراء التحريض السيبرانى عن بُعد، وهى ميزة جذابة بشكل خاص للجماعات الراديكالية، فيتطلب الجهاد الإلكترونى تدريبًا جسديًّا أقل، واستثمارًا نفسيًّا، وتحييد خطر الوفاة، أو السفر، وكل تلك المتطلبات تُعد من سمات الجهاد التقليدي؛ ما يُسهل على الجماعات الإرهابية تجنيد أتباعها، والاحتفاظ بهم.
التغطية الإعلامية
ما يريده الإرهابيون فى كثير من الأحيان يتمثل فى الانتشار على مدى واسع، ولذا يتضمن الجهاد الإلكترونى الانتشار والتأثير فى عدد أكبر من الناس.
وعليه، فقد تلجأ الجماعات الراديكالية للجهاد الإلكترونى من أجل استمرار عملياتها الإرهابية، وتغيير منهجها الإرهابى من استهداف العناصر البشرية إلى قواعد البيانات الحكومية، إضافة إلى ما طرحناه من مميزات لعمليات الجهاد السيبرانى، فمن المرجح أن يُصبح هو مستقبل العمليات الجهادية، خاصة فى أوروبا التى شددت نطاقها الأمنى على الجهاديين.