السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

افتكاسات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حكايات مدارس
«اشمعنى أنا يعنى» فيسبوك مَلْآن بالحكايات والقصص عن أيام الدراسة والمصروف وغيرها، تلك الروايات شجعتنى أحكى لكم حكايتى، بالنسبة لى تدرج المصروف من ١٠ قروش، ثم ١٥ قرشًا حتى وصل إلى ربع جنيه فى الصف الثالث الإعدادى تقريبًا، وعن ذكريات الأيام الخوالى التى عشتها وعاشها جيلى فى الثمانينيات، وما أدراك ما الثمانينيات، أتذكر منها تلك المعركة التى شهدها فصل خمسة تالت بين فريقين كنت زعيما لأحدهما، فى عز المعمعة خلعت قطعة خشبية من «الدكة» وأطلقتها بشكل صاروخى لإصابة واحد من الأعداء، لكنها أخطأت الهدف وأصابت الشباك الزجاجى للفصل الذى تكسّر ٧٠ حتة، وفى لمح البصر وجدت فوق رأسى جيشًا من المدرسين كلهم يتسابقون للقبض عليّا كأنى لص حاول سرقة أحدهم فى أتوبيس، وبعد أن نجحوا فى القبض عليّا مستسلمًا رحّلونى لغرفة المدير «مستر عبدالقادر» الذى ضربنى بالعصاية حتى تورمت يداى، ثم سلمنى استدعاء ولى أمر مكتوب وموقّع منه، لكننى لم أبلّغ أمى أو أبى بالموضوع خوفا من العقاب و«مات الكلام».
أما المواقف الأخرى فكانت تجمعنى أغلبها بصديقى مينا الذى لم يبخل عليّا يوما بسندوتشاته أو كتبه أو حتى دماغه العالية، ولم يحرجنى فى أى مرة طلبت فيها قطعة من سندوتشاته، كما لم يتأخر عنى كلما «اتزنقت» فى سؤال وطلبت منه «يغششنى» فى الامتحان، الحقيقة كنا أنا ومينا مثالًا يحتذى به فى الوحدة الوطنية بين شطرى الأمة.
المدرس و«السلطانية»
التف حوله زملاؤه المدرسون لتهنئته بالحصول على جائزة أفضل معلم على مستوى الجمهورية، وبينما كان يتلقى التهانى «سرح حبتين» متخيلًا الجائزة التى سيحصل عليها، قد تكون مبلغًا ماليًا معتبرًا أو ترقية محترمة أو وظيفة جديدة فى ديوان عام وزارة التربية والتعليم، لكن سريعًا ما تبددت أحلامه لحسن حظه كانت المفاجأة أكبر مما يتخيل هو وزملاؤه حيث منحته الوزارة بكل فخر شهادة استثمار قيمتها ٣٠ جنيهًا تصرف بعد ٢٠ عامًا من الآن!
ولا أعرف لماذا ذكرتنى واقعة المدرس بحكاية عم عثمان الغلبان الذى خرج لصيد السمك على ظهر سفينة، ولم يكن معه غير سنارة وسلطانية.
ثم فجأة قامت عاصفة قوية أدت لغرق السفينة وألقت به الأمواج على جزيرة كبيرة فى وسط البحر، وأتى له اثنان من العساكر وأخذوه لملك الجزيرة، الذى سأله: «إنت مين وجاى ليه؟ والشنطة دى فيها إيه؟». عثمان الطيب الغلبان حكى للملك حكايته وفتح الشنطة وأخرج منها السلطانية، ففرح بها الملك كثيرًا، قائلًا: «شوفوا يا شعب الجزيرة، عثمان الطيب الغلبان أعطانى هدية قيمة «تاج الجزيرة»، وقرر إعطاءه الكثير من الكنوز جواهر من ألماس والذهب، ورجع عثمان الطيب الغلبان من غير السلطانية لكن بسفينتين «مليانين» كنوز. أحد جيران عثمان كان شخصًا طماعًا بطبعه وعندما سمع الحكاية جهّز سفينة مملوءة بالكنوز وذهب بها لملك الجزيرة، الذى سأله أيضًا «إنت مين وجى ليه؟».
رد عليه قائلًا: أنا حبيب أتيت لأعطيك كل ما أملك من كنوز يا جلالة الملك، وفرح الملك جدًا بالكنوز، وقرر أن يعطى جار عثمان الغلبان أغلى وأثمن هدية فى المملكة وهى «تاج الجزيرة»، وليصرخ جار عثمان، قائلًا: «السلطانية»!!