بالكاد يمر يوم بسلام دون أن يشهد المجتمع المصري جريمة قتل أو خطف أو اغتصاب أو انتحار أوسرقة بالإكراه، بالرغم من اختلاف وتنوع الأسباب التي تؤدي لتلك الجرائم إلا أنها جميعًا تؤدي في النهاية إلي وقوع جريمة تؤثر سلبا علي المجتمع.
وشهدت منطقة البساتين العديد من الجرائم خلال الأيام الأخيرة، حيث وقعت جريمة خطف ربة منزل لصاحب مصنع، وطالب يهتك عرض شقيقته، وآخر يدير مصنع أسلحة، وعاطل يسرق مكتب محامي وشاب يسرق أبوابا حديدية، وسجلت مصر القديمة هي الأخرى عددا من الجرائم من بينها عاطل يقتل عشيقته، وعامل يقتل جاره في مشاجرة، كما شهدت مدينة الشروق أيضًا عددا من الجرائم التي شغلت الرأي العام، منها جريمة ذبح أب لزوجته وأبنائه بعد تخديرهم، وخطف طفل بالشروق.
وقالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن مشكلة انتشار الجرائم في أماكن دون الأخرى ترجع إلي عدة أسباب منها أن السلبيات تنتشر داخل المجتمع بشكل أكبر من الإيجابيات بجانب انعدام الأخلاق التي عليها تقوم المجتمعات وتنهض، فنشر العنف من خلال وسائل الإعلام يزيد من حدته داخل الأماكن التي ينتشر فيها الجهل الأخلاقي والثقافي والديني عن غيرها.
وأضافت أن وجود ظاهرة في مكان ما تحتاج منا التوقف ودراستها والعمل علي حلها، فانتشار الفساد في المجتمع لن يقتصر على مكان بعينه، فاليوم هو موجود ونشط في مكان معين وغدًا سينشط في مكان آخر، فالمجتمع يتأثر بما يحدث فيه وخاصة الظواهر التي تجد اهتماما أكبر من قبل الكثيرين فيه، وعدم السيطرة علي ظاهرة في بداية ظهورها سيعمل على امتدادها داخل المجتمع كله، فنحن في حاجة لنشر جماليات الحياة من خير وجمال وعادات أخلاقية حسنة ونشر الدين الصحيح الذي يدعو للترابط والتماسك ويعمل على تقويم المجتمع.
وأكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، أن انتشار الجرائم في تلك الأماكن يرجع لسببين، الأول أن تلك الأماكن جاذبة للوافدين الجدد فيها وهؤلاء الوافدون أغراب عن بعضهم فلا تجد بينهم تفاهم وود مثل أماكن أخرى، كما يعمل هذا على زيادة انتشار البلطجية والمشاجرات التي تؤدي لوقوع جرائم القتل، وهذا عكس الأماكن التي بها استقرار وسكانها يعيشون فيها منذ وقت طويل الأمر، الذي يخلق مناخا من الترابط.
وتابع: أما السبب الثاني هو تعاطي المخدرات التي تؤثر بشكل كبير في انتشار الجرائم بكل أنواعها من قتل وسرقة وغير ذلك، فتعاطي المخدرات يشكل خطرا خاصة في المناطق التي ينتشر فيها الجهل والعشوائيات فضلا عن عدم الترابط الأسري، فكل ذلك يؤدي إلى عواقب وخيمة.
