الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مساجد الجمالية.. نموذج للتجاوزات في حق الآثار الإسلامية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم تشرق شمس الحضارة يومًا على بلد من بلدان العالم كما أشرقت على قاهرة المعز لدين الله الفاطمي؛ مدينة الألف مئذنة، قبلة المحبين والعاشقين، والذين يتوافدون إليها من كل حدب وصوب لينهلوا عبق التاريخ.
ظلت مساجد القاهرة التاريخية درة العمارة الإسلامية على مر العصور، شُيدت بحس مرهف، فتميزت بدقة زخارفها، ومهارة تصميمها وقيمة مقتنياتها وأثاثها، فتدفق عبق التاريخ بأرجائها، وتحولت مع الوقت من دُور عبادة، إلى مزارات أثرية هامة شكلت تاريخ وحضارة الأمة فى فترة من أزهى فترات رخائها وتقدمها.
وتتفرد المدينة عن غيرها من مدن العالم بما تحويه من أسبلة ومدارس وخانقات ومساجد تاريخية عاصرت أحداث ووقائع خلدها التاريخ، فأصبحت هذه المساجد جزءًا من تاريخ المدينة، بل أصبحت تاريخًا مستقلًا بذاته لما لها من قيمة دينية وروحية ومعمارية أيضًا، ورغم ندرة زخارف هذه المساجد وبراعة تصميمها إلا أن ساحاتها تحولت إلى أسواق عشوائية تحيطها الباعة تارة، ومقالب للقمامة ومأوى للحيوانات الضالة تارة أخرى.
وفى جولة ميدانية رصدت كاميرا «البوابة» عددًا من التجاوزات فى حق الآثار الإسلامية فى منطقة الجمالية، والتى تضم بعضًا من المساجد المهمة التى تشهد على عراقة العمارة الإسلامية فى فترة من أزهى عصورها فى مصر بشكل خاص وفى الوطن العربى بشكل عام.



مسجد الجوكندار بالجمالية
يأتى مسجد الجوكندار بالجمالية فى مقدمة المساجد التى تُعانى الإهمال على مرأى ومسمع من مسئولى الآثار والمجلس المحلى بالمنطقة، رغم ما له من قيمة تاريخية، فأكوام القمامة هنا وهناك، على امتداد شارع أم الغلام المتفرع من الأزهر حيث يقع المسجد.
أنشأ المسجد الأمير سيف الدين آلـ ملك الجوكندار، عام ١٣٣١، والذى حمل اللقب «الجوكندار» نسبة لتوليه مهمة حمل عصا البولو للسلطان، وهو المسجد الضارب بجذوره فى عمق التاريخ، حيث شُيد قبل ٧٠٠ عام من الآن، إلا أن تاريخ المسجد لم يشفع له لدى المسئولين الذين أهملوا الاعتناء بجنباته التى تعالت حولها أكوام القمامة والحيوانات النافقة، وكذلك تحول لمكان لتبول المارة؛ وهو ما يجعل تلك الأماكن تزداد سوءا، فلا وزارة الآثار تنظفها وتهتم بها، ولا تسمح للأحياء بتنظيفها.
يقول أحد السكان المجاورين للمسجد الأثرى إن موظفى وزارة الآثار يمرون باستمرار على الأثر، ويرون الأهالى تلقى بالقمامة داخله ولا يمنعونهم أو يتحدثون معهم، وعندما يجدون أحدا يحاول تنظيف الأثر من الداخل يأتون بسرعة لمنعه، ومن الممكن أن يحرروا محاضر لهم، مشيرا إلى أن الآثار تخشى على الأثر من تدخل أى جهة لترميمه أو صيانته مما قد يغير ملامحه أو يضره، وهذه الأقاويل يبوح بها خبراء الآثار عند اتهامهم بالتقصير.
التقط طرف الحديث أحد سكان الحى قائلا: لو أن هناك اهتمامًا بتلك الأماكن لتحولت لمزارات سياحية تساعد فى زيادة العملة الصعبة التى تفتقدها مصر فى هذه الفترة، ليصبح دخلًا قوميًا كبيرًا، ويأتى إليها أفواج من كل بلدان العالم، ومن هنا طالبت إحدى الساكنات المسئول بمباشرة عمله حتى نحافظ على ما تبقى من المساجد، وأن يتم إعادة النظر فى سياساتهم وآرائهم وأفكارهم، ويعيد لهذه المساجد حقها المهدر على مدار فترات زمنية طويلة، فهى تستحق منا كل التقدير لأنها كانت فى يوم من الأيام منارات علمية تتعلم منها البشرية جميعا، فلماذا لا نعيد لها مكانتها التى تستحقها، ونجعل منها مزارات سياحية يأتى إليها البشر ليتعرفوا على هذه الحضارة العريقة، التى لا تمتلكها إلا مصر فقط.
وأضافت إحدى الطالبات المجاورة للمساجد بالحى قائلة: «يأتى هذا التغيير المنشود من ضرورة التخلص من الإهمال والتخلى عن السلبية، والمعروف أن هناك جهة تابعة لوزارة الآثار تتولى هذا الأمر فلماذا لا تؤديه كما يجب أن يكون، متمتمة بصوت منخفض: «دى بلدنا لو ضاعت محدش هيدينا بلده».



مسجد ابن برد بك
ويقع مسجد ابن برد بك فى نفس الشارع، بعد مسجد الجوكندار؛ المسجد قام بإنشائه الأمير محمد بن برد بك الأشرفى الداودار، وهو أحد مماليك السلطان الأشرف أينال عام ٨٦٥ هـ، يتميز البناء فى هذا المسجد بالواجهة الخارجية التى تجعله منفرد البنيان، لأنه عبارة عن حجر غائر تغطيه طاقية على هيئة ربع قبة ترتكز على أربع حوائط من المقرنصات يحيط بها جفت لاعب ينعقد فى ميمة دائرية عند قمتها، وتكتنف هذا الحجر من أسفل مكسلتان حجريتان يعلوهما زجاج غائر بدون أى كتابات، وبين هاتين المكسلتين فتحة باب ذات مصراعين خشبيين فوقهما عتب مستقيم من صنجات حجرية معشقة، وحائطان توسطتهما نافذة مستطيلة تعلوها نافذة أخرى تصغرها فى الحجم مخطوط عليهما كتابة كوفية بارزة نصها (لا إله الا الله محمد رسول الله).
وتتسم جدران المدخل الرئيسى بأربع حنيات متشابهة ذات صدور مقرنصة بمقرنصات من حائطين منها اثنتان على يمينه واثنتان على شماله بينهما قمرية دائرية وأسفل كل حنية من هذا الحنيات فتحة شباك مغطى بحجاب من المصبعات المعدنية يعلوه عتب مستقيم من صنجات حجرية معشقة فوقه عقد، وأعلاها نافذة مستطيلة معقودة بعقد مدببة يغشيها حجاب من السلك الرفيع. 
ويكمن جمال الفن الإسلامى فى الداخل حيث نجده عبارة عن دركاة صغيرة مربعة ذات أرضية من بلاطات حجرية وسقف من براطيم خشبية تفضى إلى ممر ينتهى لصحن مربع فرشت أرضيته ببلاطات حديثة محاط بها أربعة إيوانات أولهما للقبلة فى الناحية الجنوبية الشرقية عبارة عن مستطيل ذى أرضية من بلاطات حجرية وسقف من براطيم خشبية وتصدر جدار القبلة محراب مجوف عبارة عن حنية نصف دائرية ذات عقد مدببة يرتكز على عمودين رخاميين وعلى يمينه منبر خشبى رائع، يعد من أنفس المنابر الخشبية فى فن العمارة الإسلامية بمصر، فعند الوقوف أمام جدرانه تجده مغلقا ولا أحد يؤدى مناسك الصلاة به حاملا رقم أثر ٢٥ وآخر ترميم له كان عام ١٣٥١م، وإلى وقتنا هذا مغلق، بات هذا المسجد يهدده الإهمال الجسيم،حيث تحاصره مياه الصرف الصحي.
مسجد بردبك الذى يتفرد بعدة أمور تجعلك تخرج من بيتك قاصدا مشاهدة زهوه، لكنك تصدم حينما تجدها غارقة فى المجارى الطافحة، والأسوار المتهالكة، والفرش البالى، والتجهيزات الخارجية المتخاصمة مع التراث وحتى مع الحداثة، مع وجود «كولديرات» مياه، وأبواب ومواتير مياه بأقفاص حديدية يأكلها الصدأ، وأصابه الزمن وتهدده الرطوبة، وتقشرت الجدران بفعل الرطوبة، وعوامل الجو، ويعد انتشار أكوام القمامة، أمام المساجد ظاهرة متكررة، دون تحرك المسئولين من حى المنطقة على رأسهم رئيس الحى، لإزالة تلك المخلفات والسيطرة على تلك التجاوزات من أصحاب عربات الكارو التى تقوم بإلقاء مخلفات البناء، بالإضافة إلى تصاعد وتيرة الإهمال الذى أضر بالمسجد بسبب انتشار القمامة أمام مداخلها، مما يؤدى إلى الأضرار الصحية وانتشار الأوبئة للمجاورين.



مسجد مرزوق الأحمدى
نستكمل جولتنا بين مساجد حى الجمالية لنشاهد انهيار جزء من السقف فى مشهد مؤسف، إنه مسجد «مرزوق الأحمدى» الذى مر على بنائه ٤٠٠ عام ويعتقد البعض أنه يضم أثرًا لأقدام النبي، ويعد المسجد شاهدًا على تاريخ إحدى المدارس الصوفية المصرية، التى تعود إلى السيد أحمد البدوي، صاحب الطريقة الشهيرة، الذى عاش فى طنطا بمصر، ودفن هناك حيث يقع مسجده المعروف، تم بناؤه فى القرن السابع عشر، أى منذ أربعة قرون تقريبًا، يوجد بداخله ضريح ومكان مخصص للصلاة، بتصميم عثماني، عباره عن القبة المخروطية، وفى طريقة رسم النقوش التى تزين المسجد، غير أن أشهر ما فى المسجد، آثار الأقدام، التى يرى المريدون، أنها آثار أقدام النبى محمد عليه الصلاة السلام وقد طبعت على حجر، لا يقتصر الأمر على هذا الأثر المنسوب للنبى عليه السلام فحسب، وإنما يروى القائمون على الجامع، أنه يحوى ٣ قطع من الحجارة التى تعود للحجر الأسود الذى قاموا باستخدامه فى بناء الكعبة المشرفة، وقال البعض إن هناك إحدى القطع تم سرقتها منذ سنوات، وأصبح مكانها خاليًا، وكانت الطامة الكبرى عندما تعرض المسجد خلال العقود الماضية لأضرار بالغة، نتجت عن التغيرات المناخية، بالإضافة لزلزال عام ١٩٩٢ الذى انهارت بسببه مبان كثيرة ووقع عليها أضرار جسيمة، بخاصة القديمة منها، وظهرت هذه الأضرار فى سقفه وحوائطه التى ظهرت بمظهر ينذر بالخطر، الى أن وصل المسجد الى تلك الحالة، يبدو أنه فى خطر كبير، يبدو أن جامع «سيدى مرزوق اليماني» يعد حسن الحظ؛ لأن الأضرار التى أصابته هى أضرار جزئية، لم تسفر عن سقوطه بالكامل، فيما قد لا تحظى غيره من المساجد الأثرية، والمعالم الأثرية بشكل عام، بهذه الفرصة للترميم.



مدرسة تُتُر الحجازية
لم يكن المشهد عند مسجد مرزوق الأحمدى يختلف كثيرا عنه عند مدرسة «تتر الحجازية» التى كانت أميرة من عصر المماليك ونالت تقديرا واحترامًا من عامة المصريين والأكثر من أهل العلم لما بذلته من عناية بالأوقاف والمدارس، وبالعلم وأهله، إنها تتر الأميرة الابنة للناصر محمد بن قلاوون، وكانت الأقرب إلى قلبه، لقبت تتر بالحجازية بعد زواجها نسبا للأمير المملوكى «بكتمر الحجازي» وقامت ببناء قصرها بالرحبة المبنى بها المدرسة ودار تحفيظ القرآن كما يطلق عليها سابقا، التى تعرف اليوم بحارة باب العيد، بها مدرسة وقبة ملحقة، وكذلك مكتب لتعليم أطفال من الأيتام مبادئ القراءة والكتابة، والقرآن الكريم، هذه المجموعة المعمارية التى أنشأتها الأميرة تتر ذهبت جميعها، ولم يبق منها سوى القبة والمدرسة، وفقد كل هذا بسبب أحد رجال عصر المماليك الجراكسة، أما المدرسة التى حولها جمال الدين الأستادار إلى سجن والتى قامت الأميرة ببنائها فى عام ٧٤٩هـ، ثم قامت ببناء المدرسة فى عام ٧٦١هـ، وشيدت مدرسة ليتلقى الأطفال فيها العلوم والآداب والفن، وأنشأت بها منارًا عاليًا من حجارة ليطلق منه شعائر الصلاة، وأضافت «تتر» للمدرسة مكتبًا للسبيل فيه أيتام المسلمين، ولهم مؤدّب يعلمهم القرآن الكريم وتقوم بالإنفاق وتقديم يد العون للفقراء حيث تصنع لهم الملابس من الصوف فى الشتاء ومن القطن صيفا، والآن نقف أمام هذا الإعجاز المعمارى غير المتكرر لنشاهده متحولا لوكر لمتعاطى المخدرات ولصناديق لجمع القمامة، علينا أن ندرك المعضلات التى أودت بهلاك تلك الآثار المهملة والتراث المصرى الممتد عبر التاريخ والقادر على مواجهة الزمن وتغيراته يستحق أن نعتنى به ونهتم، وأن يراه العالم بشكل جديد ومختلف، حينها سوف تصبح هناك سياحة خارجية ورافد اقتصادى جديد لم نكن نتنبه إليه.
لنبحر أكثر فى عالم المعمار الإسلامى القديم، نرى مشهدا لا يقل سوءا عن المشهد فى «تتر الحجازية» ليتكرر المشهد الأكثر سوءا فى مدرسة الأمير مثقال الواقعة بداخل قصر الخلفاء الفاطميين بحى الجمالية الذى كان دارا للخلافة، والتى كانت الأولى لدراسة الفقه على مذهب الإمام الشافعى إلى أن أصبحت دارًا للعلم، إن الأمير مثقال كان معروفا باسمه الحقيقى «الطواشى الأمير سابق الدين مثقال الأنوكي»، وتم بناء المدرسة ٧٦٢ هجرية، لنجدها على شكل مربع يتكون من صحن أوسط يحيط به أربعة إيوانات، ويكون إيوان القبلة على الصحن بفتحة معقودة، وينقسم إلى قسمين كبيرين بأحدهما محراب كبير عمقه ١.٥ متر، وتعد المدرسة من المدارس المعلقة حيث يصعد إليها عن طريق ٧ درجات دائرية، ويقع مدخلها الرئيسى فى الجهة الشمالية الذى يؤدى إلى قاعة مربعة تؤدى من جهتها الشرقية إلى إيوان القبلة ومن جهتها الغربية إلى دهليز يقع خلف الإيوان الشمالى به سلم يؤدى للمئذنة، أما فتحة القاعة الجنوبية فتؤدى لصحن المدرسة، وليس لهذا الأثر مئذنة حيث انهارت منذ فترة بعيدة، وأهم ما يميز هذه المدرسة وجود نفق ليوصل لبيت القاضى، وهى معالجة معمارية أراد بها المعمارى أن يجعل هناك اتصالا بين حارة قرمز وبيت القاضى من هذا النفق، الذى تحول أيضا لجمع المخلفات، وإلقاء الحيوانات النافقة، حيث إنه فى ظل تلك الصعوبات التى تعانى منها مصر، يعلن الجميع أن الحل الأمثل للإنقاذ هو عودة النقد الأجنبى، وذلك عن طريق عودة السياحة وجذبها، بينما يتغافل الجميع أن معظم الآثار فى المحافظات الكبرى سقطت عن الخريطة السياحية، رغم تاريخها المعروف إلا أنها فقدت الهوية بسبب الإهمال.
حسرة تصيبك عندما تصل إلى باب المسجد الذى حوى التاريخ والحضارة ومقابر صانعيه، فتقف على باب المسجد ليكن باستقبالك بركة من «تفل» الشاى و«طفى» السجائر على أرض ساحة المسجد وتعلو أدراج السلالم من الخارج وعلى الأعتاب، وتجد أبوابا مغلقة، وشروخا بقواعد الأعمدة وجدرانا متهالكة، وتهدم المبنى التاريخى، والتراثى، بالفعل تجد شروخا موجودة فى قواعد أعمدة المسجد التى تحمل السقفين، الداخلى الخشبى، والعلوى الخرسانى، ويفترش أرض المسجد سجاد بالية متآكلة بها بقع رطوبة تشربه السجاد من الأرض لبقائه فى مكانه فترات طويلة، والأثر مغلق على مصائبه، ويعانى المسجد فى حالة مزرية فهو بحاجة إلى استشارٍ على درجة كبيرة من الخبرة لأهمية المسجد والحاجة إلى أعمال صيانة تليق بتاريخه، لتطل على التاريخ المنسى والمهجور، والآيل للاندثار نتيجة إهمال ترميمه رغم تعرضه للإهانة وعدم الوعى بقيمته التاريخية.



مسجد أيدمر البهلوان
تنتهى الرحلة بنا فى آخر مساجد شارع أم الغلام بحى الجمالية عند مشهد أكثر سوءا مما سبق ذكره وهو مسجد «الأمير أيدمر البهلوان» عند وصولك إلى شارع أم الغلام المتفرع من شارع الأزهر فى طريقك إلى حى الجمالية ستجد على اليمين مسجد أيدمر صاحب المئذنة غير المكتملة البناء والقبة الرائعة، إنه أحد المساجد المملوكية المنسية وغير المشهورة‏، تم إنشاؤه سنة ‏١٣٤٥‏ م وقام ببنائه الأمير سيف الدين أيدمر بن عبدالله البدرى والملقب بالبهلوان‏، ويحمل لقب البهلوان معنى القوى والفروسية وليس الأراجوز أو الفكاهى ولكن الكلمة تعود الى أصول فارسية، والأمير سيف الدين أيدمر كان أحد كبار الأمراء فى عهد السلطان الصالح إسماعيل بن السلطان الناصر محمد بن قلاوون، والمسجد حاليا مغلق وغير مفتوح للزيارة، الى أن وصل حاله الآن ليصبح وكرا للخارجين على القانون، وقال أحد سكان الحى إنه يجب على الدولة وضع خطة لتحويل قلب القاهرة القديمة لمتحف مفتوح يساعد فى إدخال ملايين الدولارات لمصر سنويًا مع وضع الدولة خطة لتسكين أهالى تلك المناطق فى المدن السكنية الجديدة للحفاظ على التراث المصرى من الزوال.
وأكد أن المساجد الأثرية تعانى خطرا مدمرا لكونها مغلقة بدون ترميم وليس لها دور فى الصيانة والترميم ويتعامل معها البشر يوميا، بأسلوب عشوائى وغير آدمى ولذلك فإن مدها بالخدمات كالمياه والصرف الصحى والكهرباء فضلا عن السلوك البشرى الخاطئ، كل هذا يهدد بزوالها. محذرا من الإهمال لتلك المبانى الأثرية والذى يسبب زوالها إذا استمر هذا الوضع لأن بذلك سنمحوا عصورا تاريخية من ذاكرة التراث لأن كل أثر شاهد على عصره.