تأتى الحياة بما لا تشتهى أنفس البسطاء ولا تمنحهم الراحة، تنزع منهم أحلامهم فى عيش حياة هادئة، تمر الأيام عليهم بحلوها ومرها، ولكن ربما لا يجدون فيها طعما حلوا، يتجرعون المرارة فى كئوس حتى أن الحظ السيئ يلازمهم، أينما حلوا وجدوا الفقر ينتظرهم على أعتاب العمل، ومع كل هذا لم يحلموا بأن يتخطوا الفقر بالغنى، فقط أحلامهم بسيطة وضئيلة بالحجم الذى يجعلها تذوب كما يذوب الجليد، حلمهم إما غرفة يسكنونها، أو ثلاجة أو غطاء يرحمهم من الليل وشدة برودته، وأحيانا أخرى راتب شهرى لا يتجاوز الـ ٣٠٠ جنيه، هذه هى أحلامهم، وهذا ما يعيشون من أجله، الأمل الذى تجرعهم الدنيا مكانه ألمًا، ورغم ذلك يصبرون ويبحثون بين طيات الوجع على خبر يفرحهم، أو قليل من المال يجعلهم كأنهم ملكوا الدنيا وما فيها.
أرادت «أم صباح»، أن تعيش الحياة بعزة وكرامة، ولكن صدمتها الحياة بهجر زوجها لها، وأنه تركها بعدما علم بمرض ابنتها ونفقة ابنها الآخر وتملصا من المسئولية هرب.
كافحت إلى أن أصابها المرض، ولم تعد قادرة على سد مطالب المعيشة، خاصة بعدما أصيبت ابنتها بحمى أقعدتها طريحة الفراش، تقول أم صباح: تحايلت على كل من حولى ومددت يدى حتى أجمع ثمن السرير الذى تنام عليها فى المستشفى.
مرت الأيام وابنى حدثت له حادثة وأصبحت وحيدة ووصلت إلى سن الستين وأصبحت غير قادرة بعدما أصابنى وهن المرض، كل ما أتمناه هو مصدر دخل يمنعنى من الجلوس فى الشارع بعدما أصبحت معرضة فى أى وقت للطرد.
للتواصل بالحالة العنوان: شارع الجمعية أبو قتادة بولاق بمسجد الفتح.
