ما زالت أصداء سقوط الطائرة الروسية من طراز إل ـ ٢٠ تتردد فى أجواء العلاقات بين التهديد والوعيد، وبين الاتصالات التليفونية بين القيادتين الروسية، وعلى مستوى الصحافة ما زال الجدل دائرًا وزاد الطينة بلة القرار الروسى بتزويد سوريا بصواريخ إس ـ ٣٠٠ خلال أسبوعين وقرار روسى بالتشويش على الطائرات الإسرائيلية فوق البحر المتوسط.
وقال موقع «بلانت اليوم» إن القرار الذى اتخذته القيادة الروسية بتزويد سوريا بصواريخ إس ـ ٣٠٠ كانت تنتظره دمشق منذ فترة طويلة. فالقرار الروسى استدعى ردود فعل سلبية سواء فى تل أبيب أو فى واشنطن. وحسب الموقع القضية هنا ليست فى العنصر العسكرى فى القرار الروسى، ولكن فى أن روسيا أظهرت استعدادها للتصرف وفق مصالحها، ليس بالتهديد فقط، الذى توزعه على الغرب.
وقال وزير الدفاع الروسى، سيرجى شويجو، إن الصواريخ الروسية من طراز إس ـ ٣٠٠ ستكون فى سوريا خلال أسبوعين، وأشار إلى أن وجود هذا النوع من الصواريخ كفيل باعتراض، أى هجمات جوية من على بعد ٢٥٠ كيلو مترا، ويمكنه من تدمير عدة أهداف فى وقت واحد. يذكر أن هناك اتفاقا روسيا ـ سوريا على توريد هذه الصواريخ منذ عام ٢٠١٣، غير أن روسيا امتنعت عن توريدها باتفاق شفهى مع إسرائيل، أثناء زيارة لنتنياهو إلى العاصمة الروسية.
«إسرائيل بذلت جهودا جبارة لتبعد تهمة ضلوعها فى إسقاط الطائرة الروسية عنها، واهتمت اهتمامًا عميقًا بالحادث، لكن دون جدوى» بحسب الموقع، وأضاف إذا كانت إسرائيل فى السابق، عند سماعها تزويد سوريا بصواريخ إس ـ ٣٠٠ تقوم بنشر التهديدات، بأنها ستدمر صواريخ إس ـ ٣٠٠، فى حالة توريدها لسوريا؛ فإنها الآن وكما نرى سقف العبارات والتهديدات انخفض، وكل ما ذكره نتنياهو هو أن روسيا ستعطى أسلحة متقدمة فى أيد غير مسئولة.
أما الولايات المتحدة؛ فقد كان رد فعلها متوقعًا، ونقل الموقع عن جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومى، قوله إن تزويد الجيش السورى بصواريخ إس ـ ٣٠٠ من شأنه أن يزيد التوتر بدرجة كبيرة، وحمل إيران مسئولية التوتر الحادث فى سوريا ولبنان، واعتبر القرار الروسى بشأن الصواريخ للجيش السورى، سيؤدى لخلق صعوبة فى التوصل لأى حل سياسى فى سوريا.
ونصح بولتون روسيا بإعادة النظر فورًا فى قرارها، واختتم كلماته بقوله إن القوات الأمريكية ستبقى فى سوريا، ما دامت القوات الإيرانية موجودة خارج إيران.
أما مايك بومبيو، وزير الخارجية، فقال إن روسيا لا تعمل لصالح الولايات المتحدة فى سوريا وفى العالم ككل.
وأشار موقع «توب وار. رو» المتخصص فى الشئون العسكرية، إلى أن نتنياهو حذر الرئيس الروسى بوتين فى حديث تليفونى جرى بينهما، من أن وقوع أسلحة حديثة فى أيدى أشخاص غير مسئولين، فى إشارة للقيادة السورية، من شأنه أن يرفع نسبة المخاطرة فى المنطقة.
وذكر نتنياهو الخطأ فى الحسابات السورية التى أدت إلى إسقاط الطائرة الروسية إل ـ ٢٠. ولم ينس رئيس وزراء إسرائيل أن يلقى بمسئولية إسقاط طائرة الاستطلاع الروسية على إيران، وفق كلام نتنياهو إيران هى المسئولة مع سوريا، فهى مسئولة عن عدم استقرار الأوضاع فى سوريا.
من جانبه، وكما نقل الموقع عن المركز الصحفى الروسى، قال إن الرئيس بوتين ركز فى حديثه مع رئيس الوزراء الإسرائيلى على دعم القدرات العسكرية للدفاع الجوى للجيش السورى، وأشار الرئيس بوتين إلى أن الإجراءات التى اتخذتها روسيا موجهة قبل أى شىء، لدرء أى خطر يواجه حياة العسكريين الروس، الذين يقومون بمهمة محاربة الإرهاب الدولى.
