الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"ذبح وفقء عين ونزيف" جرائم في الأسبوع الأول.. المدارس تتحول لـ"ساحات بلطجة".. خبراء: انعدام الثقافة وانتشار الأعمال الفنية المشجعة على العنف السبب.. ومطالب بعقوبات رادعة ونشر وسائل التوعية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يمر الأسبوع الدراسي الأول بسلام، فقد بدأ بعدد من الحوادث التي تعددت بين ذبح ونزيف بالمخ وفقأ عين وتشويه وجه بسلاح أبيض، وصفع تلميذ مدرسته علي وجهها.. فلم يتوقع أحدًا أن الأطفال البريئة قد تشارك في مسلسل الحوادث المستمر في مصر، وتتحول المدارس ساحة لجريمة القتل بين التلاميذ.
النصيب الأكبر من الحوادث تم رصده بالمحافظات، والذي يعد مؤشر مزعج بحسب خبراء الاجتماع، حيث أجمعوا على أنه يعد تدني في المستوى الأخلاقي والثقافي لدى الطلاب في المحافظات، وتراجع واضح للقيم والعادات التي طالما تمسكت بها المجتمعات الريفية ومدن الصعيد كان آخرها طعن طالب لزميله أمس بمدرسة الحرافيش الابتدائية، بمحافظة سوهاج، باستخدام سكين، أدت إلى جرح نافذ بالبطن.
وجاءت الدقهلية والمنوفية وبورسعيد أيضا على رأس المحافظات التي سجلت أشد حوادث العنف بين الطلاب في الأسبوع الأول من الدراسة، فشهدت الدقهلية حادثة تلميذ بالصف الثالث الثانوي، بمدرسة بني عبيد الثانوية الزراعية، يشوه وجه زميله بسلاح أبيض، وبالمنوفية يدخل طفل آخر في غيبوبة كاملة، يتوفى على إثرها، بسبب "الهزار"العنيف فيقع على الأرض ليصاب بنزيف داخلى بالمخ، ويتم نقله إلى مستشفى تلا المركزى، لمحاولة إسعافه، لكنه يفقد حياته على الفور.
كما احتلت القاهرة الكبري نصيبا لا يستهان به أيضا من حوادث العنف بالمدارس في الأسبوع الأول، فبالعثور على تلميذ بالصف الرابع الابتدائي مقتول، بعد محاولة الاعتداء عليه جنسيا، وتلميذ آخر يفقأ عين زميله في العاشر من رمضان. 

ويتناول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية، الظاهرة بالتحليل، مؤكدا أنه يجب على الحكومة أن تعلم أن ما يحدث داخل المدارس المصرية الآن ما هو إلا إشارات تستدعى سرعة إصلاح المجتمع، قبل وقوع الكارثة الكبرى بسبب الانخفاض الثقافي المسيطر، الذي جعل انعدام الأخلاق والتربية يتفشيان داخل المجتمع كالسرطان.
وأشار فرويز، إلى أن قلة الوعي مع مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي تدعي بأنها تنقل الواقع، جعل كل فرد يقلد ما تنشره الدراما تقليدًا أعمي ليزداد الواقع سوءً يوم بعد يوم، ذلك لأن الأشخاص ينساقون خلف التعاليم الخاطئة بشكل أكبر عن التعاليم الصحيحة البناءة، ويصبح المجتمع كله داخل دائرة مغلقة.
وأوضح فرويز، أن الأطفال يتعلمون بشكل أسرع وأكبر من كل ما يدور حولهم في المجتمع فهم أكثر تأثيرًا بالسلبيات من الأشخاص البالغين، بالإضافة إلي أن ما حدث بين الأطفال تحذير واضح للحكومة، فالأطفال يقولون بطريقتهم بأن الوضع القادم سيكون بهذا الشكل عنف وحوادث وجرائم وعلى الجميع أن ينتبهوا، فما يحدث ما هو إلا مؤشرات وصورة عن المستقبل.
وتابع فرويز، على مؤسسات الدولة أن تتكاتف لحل مشكلة التدني الثقافي والأخلاقي في المجتمع ككل وفي الأطفال بشكل خاص، فعلي مؤسسة التربية والتعليم أن تكون فعلًا وزارة للتربية والإصلاح وتثقيف الأجيال على القيم الأخلاقية، وأن تهتم بالجانب الرياضي الذي هو متنفس للأطفال والشباب بالإضافة إلى الجانب الثقافي من مسرح ومسيقى وفن راقي، كما على وزارة الإعلام أن تقدم مادة درامية جيدة كي تساعد وزارة التربية والتعليم وباقي المؤسسات المعنية للارتقاء بثقافة المجتمع والأجيال القادمة.

وقال الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، حين قامت وزارة التربية والتعليم بطرح مشروع تطوير التعليم: كنا نأمل جميعًا بأن مشكلة التعليم في مصر سوف تحل بشكل نهائي، فمشكلة العنف المدرسي ليس وليدة اليوم، وإنما هي موجودة منذ وقت بعيد، فمعني أن هناك جرائم تحدث داخل المجتمع التعليمي دليل على أن هناك حالة من التوتر موجودة داخل المدرسة، فالإعلان عن بعض حالات العنف داخل المدارس فهذا يدل على أن تلك الحالات تخطط الخطوط الحمراء، ولكن هناك حالات كثيرة من العنف تحدث يوميًا ولكن تنتهي بتنازل طرف من الطرفين.
وتابع عبد العزيز، أن الوزارات قامت بعمل وثيقة للتعامل بين المعلم والتلميذ وهذا يشير إلى أن العملية التعليمية كأنها حرب بين التلميذ ومعلمه وليست عملية تعليمية، فالحكومة عالجت الموضوع بشكل غير تربوي وكان عليها أن تضع يدها على الأسباب التي أدت إلى التوتر بين المعلم والتلميذ وبين التلميذ وزميله، فلو المدرسة قامت بوضع المشكلة التي تحدث بين التلاميذ وبين بعضها وبين المدرسين عين الاعتبار وقامت بحلها منذ البداية ما كانت الأزمة تتفاقم وتصل إلى هذا الحد.
وأوضح عبد العزيز، أن وزارة التربية والتعليم قامت من قبل بمنع نشر ما يحدث داخل المدرسة من عنف وترويجه إعلاميًا واكتفت بذلك ولم تقم بدراسة الوضع حتي كي تحله، بالإضافة إلي أن المدرس في الأساس لديه مشاكل مهنيًة ومالية، لذا فهو لا يستطيع تقديم أفضل ما لديه أو أن يضيف شيء للتلاميذ.
كما أن التلميذ نفسه يواجه مشكلة مع المناخ المحيط به، فهو فاقد لشغف التعليم، بسبب عدم وجود وسائل ترفيهية، والمناهج التعليمية عقيمة رغم ما قيل عن تطوير المناهج لكن ما زالت المناهج التعليمية عقيمة وتحتاج للتطوير، والتلميذ لا يجد شيئا، وهذا عكس ما أوحت به الوزارة عن مشروع التعليم الذي من المفترض أنه جاء لتطوير العملية التعليمية.
بالرغم من أن الوزارة أعلنت أن نسبة نجاح المنظومة الجديدة 85%، في حين أن مفردات المنظومة لم يتم الإعلان عنها حتى الآن، كما أن المدرسين وأولياء الأمور ليس لديهم فكرة عن مفردات المنظومة وهذا شيئ مؤسف للغاية ولا أدري عن أي منظومة تحدثت الوزارة.