شارك المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، كمتحدث رئيسى في الجلسة الوزارية لمؤتمر الطاقة العربى الحادى عشر الذى بدأ أعماله، أمس، بمدينة مراكش بالمملكة المغربية، والتي عقدت تحت عنوان "التحولات في أسواق النفط والغاز الطبيعى وانعكاساتها على الدول العربية المصدرة للنفط".
وشارك فيها أيضًا كل من المهندس مصطفى قيطونى وزير الطاقة الجزائرى، والدكتور سون زينشنغ الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولى IEF، وعبدالعزيز اليحيائي ممثل منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، والسيدة بغ ماكيي محلل الطاقة الأول في وكالة الطاقة الدولية IEA.
وأكد الوزير أن أسواق البترول والغاز تشهد حاليًّا تذبذبات في الأسعار العالمية تؤثر بلا شك على اقتصادات الدول المصدرة للبترول إيجابًا وسلبًا، الأمر الذى يتطلب تضافر جهود مختلف أطراف الصناعة لتحقيق التوازن في الأسعار والاستقرار بالأسواق وضمان تدفق الاستثمارات لاستمرار عمليات البحث والاستكشاف والتنمية بما يخدم مصالح جميع الأطراف.
وأوضح الوزير أن السوق العالمية تشهد حاليًّا زيادات في أسعار البترول العالمية، بعد أن شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال الفترات السابقة، الأمر الذى يشير إلى أن تذبذبات الأسعار لا تحكمها قواعد العرض والطلب العالميين على البترول وتؤثر فيها عوامل خارجية، مما يستدعى ضرورة التعاون والتنسيق بين المنتجين داخل أوبك وخارجها؛ للوصول إلى أسعار متوازنة وتحد من اضطراب السوق العالمية للبترول والغاز.
وأكد الوزير حرص مصر على التعاون مع جميع المنتجين، سواء داخل أوبك أو خارجها؛ لتحقيق الاستقرار المنشود، مشيرًا إلى الدور المهم الذى تلعبه الدول العربية المصدرة للبترول، الأعضاء بمنظمة الأوبك، في استقرار إمدادات البترول والغاز بالأسواق، فى ظل الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها من حيث حجم الصادرات والإنتاج.
وأضاف الملا أنه فيما يتعلق بتأثير ارتفاع سعر خام برنت الحالي بالأسواق العالمية على مصر، أوضح أن سعر خام برنت من العوامل التي تؤثر في فاتورة دعم المنتجات البترولية، بجانب سعر صرف الدولار وحجم الاستهلاك، وأن هذا الارتفاع بلا شك يؤدى إلى ارتفاع في فاتورة دعم المنتجات البترولية حيث يتم استيراد حوالى 30% من احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية من الخارج، لذلك تضع وزارة البترول نصب أعينها العمل على زيادة إنتاجها من البترول والغاز؛ من أجل تقليل حجم الاستيراد ودرء مخاطر التذبذبات بأسعار البترول العالمية.
كما رأس المهندس طارق الملا الجلسة الوزارية الثانية تحت عنوان "أمن الطاقة كشراكة عالمية"، والتي تحدّث فيها الدكتور سون زينشنغ الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولى IEF، والسيد سليمان الحربش المدير التنفيذي لصندوق أوبك للتنمية الدولية، والدكتور إبراهيم المهنا مستشار بالمملكة العربية السعودية، حيث أكد الملا خلالها أهمية الشراكة العالمية في تأمين إمدادات الطاقة بأسعار متوازنة للمنتجين والمستهلكين والتي أصبحت حاجة مُلحة تحتم على الجميع التعاون والتنسيق لاستمرار الإمدادات لدعم اقتصادات الدول، مشيرًا إلى أهمية وضع خارطة طريق واضحة المعالم تهدف إلى تنسيق ودعم التعاون فيما يتعلق بشئون البترول والغاز، وتحديد الأهداف والآليات اللازمة لتأمين إمدادات مستقبل الطاقة.
وأوضح الملا أن مصر تعمل حاليًّا على أن تصبح مركزًا إقليميًّا لتجارة وتداول الغاز والبترول في إطار مساهمتها بتأمين إمدادات مستقرة للغاز للأسواق العالمية من خلال توجهها لاستقبال الغاز المنتج من حقول شرق المتوسط إلى مصر وإعادة تصديره من خلال مصانع الإسالة في إدكو ودمياط.
