فى منزل قديم وبين أب عاجز على كرسى متحرك، وأشقاء كسر الحزن والفقر « ظهرهم»، تساقطت الدموع بغزارة، والأسود أصبح لون الحياة فى نظرهم، بعدما ترك الحزن أثرًا عميقًا فى كل ركن بجدران المنزل، الذى تعالت به الصرخات المكتومة، حزنا على فراق محمود، ابن الـ ١٧ عاما، الذى فقد عمره طعنًا بمطواة على يد صديقه، أثناء عودته من عمله على «التوك توك»، وهو يردد آخر كلماته.. «ليه عملت كده يا صاحبي»!!
انتقلت «البوابة» إلى مسرح الجريمة، بشارع جسر البحر، بمنطقة الساحل بالقاهرة، لمحاولة كشف كواليس وتفاصيل الجريمة، التى هزت الحي، حزنا على الشاب القتيل، الذى لا تزال آثار دمائه موجودة بالمكان، رغم قيام الأهالي، بوضع الرمال فوقها.
يقول رمضان، ٣٠ عاما، شقيق القتيل، والذى لم يتوقف عن البكاء على شقيقه، طوال حديثه: «أخويا اتقتل غدر، القاتل ضربه فى المكان دا بالمطواة، وشقيقى لم تكن له عداوات أو مشكلات مع أحد فى المنطقة، على العكس كان كل ما يشغل باله هو كيف يحصل على قوت يومه، أما عن فكرة نشوب مشاجرة بينه وبين المتهم، فقد حدثت بالفعل، وهذا طبيعى فى عمل سائقى «التوك توك»، حيث تحدث بينهم دائما مشادات ومشاجرات، لكنها لا تصل إلى القتل، خاصة وأن شقيقى والمتهم أصدقاء».
مضيفا: «يوم الجريمة، فوجئت بأحد الجيران، يخبرنى بأن شقيقي، ملقى على الأرض، أول الشارع والدماء تنزف من جسده بغزارة، وأخبرنى أن شخصًا ما قام بطعنه بواسطة مطواة، أثناء عودته من عمله على التوك توك».
متابعا: «على الفور أسرعت وفوجئت بشقيقى ملقى على الأرض غارقًا فى دمائه، وبه طعنة فى منطقة المعدة، وأخرى فى ذراعه اليسرى، وعلى الفور قام الأهالى بنقله إلى المستشفى لتلقى العلاج، والإمساك بالقاتل وتسليمه للشرطة، التى حضرت على الفور لموقع الجريمة».
وعن سبب المشاجرة التى تطورت لجريمة قتل، أوضح «رمضان» أنه فى يوم الواقعة نشبت مشادة كلامية بين المتهم وبين شقيقي، تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها شقيقى بالتعدى على المتهم، بسبب أولوية المرور بـ«التوك توك» وتدخل الأهالى وقاموا بفض المشاجرة بينهما، وأثناء عودة شقيقى إلى المنزل، فوجئ بالمتهم ينتظره على أول الشارع ويطعنه بالمطواة.
واتهم شقيق الضحية، أحد الأشخاص فى المنطقة بأنه السبب وراء الجريمة، والمحرض عليها، وأنه هو من أعطى «المطواة» للمتهم، الذى لم يتجاوز عمره الـ١٧ عاما، ليقتل شقيقه، مطالبًا بالقبض على ذلك الشخص، لتقديمه للمحاكمة أيضا، بقوله: «المتهم عيل صغير، والشخص دا هو اللى أعطاه المطواة، حتى يقوم بقتل شقيقي، وأنا أطالب بالقبض عليه وتقديمه للمحاكمة».
وتحدث رمضان عن شقيقه القتيل، موضحًا أن الجميع يشهد له بالخلق والمعاملة الحسنة للجميع، مشيرًا إلى أنه بالرغم من صغر سنه، فقد كان يعطى قوت يومه لوالده العاجز الذى جلس على كرسى متحرك من أجل علاجه، كما كان يعول أسرة شقيقه المحبوس فى السجن، حيث يتوجه إلى عمله فى الصباح الباكر، حتى الساعة ١٠ مساء.
بداية الحادث كانت بتلقى المقدم علاء خلف الله، رئيس مباحث قسم شرطة الساحل، إخطارا من مستشفى الساحل يفيد استقباله محمود. أ، ١٦ سنة، سائق توك توك، توفى إثر إصابته بجرح طعنى نافذ، أسفل الصدر وآخر بالذراع اليسرى»، وتبين نشوب مشادة كلامية بين المجنى عليه وبين رشاد. ع،١٧ سنة، سائق توك توك، بسبب خلاف بينهما حول أولوية المرور، تطورت إلى مشاجرة تعدى خلالها المتهم على المجنى عليه بسلاح أبيض «مطواة»، محدثا إصابته المشار إليها والتى أودت بحياته، ولاذ بالفرار، وتم ضبطه واعترف بارتكابه الواقعة وتم ضبط سلاح الجريمة، وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة للتحقيق.
