الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأسرة أولا وليس التعليم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابعنا الأيام السابقة أحداث قضية طفل "والنبي أنام ربع ساعة يا حاجة" الذي تفاعل معه الكثيرون في مواقع السوشيال ميديا، وانتقل بعد ذلك إلى أرض الواقع، وأصبحت مادة إعلامية غزيرة تابعناها على بعض الفضائيات والمواقع الإخبارية من خلال استضافة والد الطفل أو المدرس الذي صور الفيديو، أو عمل عدة لقاءات مع أسرة الطفل وأخذ تصريحات صحفية ملأت جميع المواقع وظلت عملية البحث عن كبش فداء يحفظ ماء الوجه لوزارة التربية والتعليم التي تنادي دائما بالتربية قبل التعليم.
فالمدرس الذي قام بتصوير تلك الواقعة جعل من شعور طفل بالتعب مادة مضحكة للتسلية وهو فعل لا يمت للأخلاق بصلة ويجب محاسبة هذا المدرس حسابا عسيرا ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه أن يتاجر بمشاعر الأطفال ويجعلها مادة للتسلية باغيا بذلك عددا من اللايكات على فيس بوك.
وبالبحث في مجتمعنا المصري ستجد أمثلة كثيرة لذلك المدرس، وستبقى أصابع الاتهام دائما في اتجاه المدرس وتحميله الجزء الأكبر في حال ظهر سلوك سيئ للطالب، ولكن! إذا نظرنا للقضية من منظور آخر وهو أن شعار وزارة التربية والتعليم هو "التربية قبل التعليم"، سنجد أن الأسرة تحمل على عاتقها الدور الأكبر في تربية الطفل فالمعلم لا يوجد مع الطالب إلا فترات محدودة، وضيق الوقت يُرغم المدرس أن يتجه إلى مهمته الكبرى وهي تعليم الطالب ويكون التعليم بأسلوب راقٍ يمتزج معه حسن خلق المدرس ويظهر في هيئته الأخيرة على صورة معلم فاضل قدوة يحتذى به، فالأسرة متمثلة في الأبوين يقع عليهما العبء الأكبر في تربيتهما للأبناء، فالأبوان مرآة يرى فيها الأبناء أنواع السلوكيات التي تنعكس آثارها على الأبناء بعامل القدوة، ولاسيما إذا كان الأبناء في مرحلة الطفولة؛ فهم أكثر تقليدا لمن حولهم.
فلا يجب أن نذبح المعلمين ونحاسبهم على كل أفعال الطلاب لأن الجاني الأول في سلوك الطفل السيئ هي الأسرة، وسنجد في الأيام المقبلة أحداثا سيكون بطلها الطالب المصري وهذا طبيعي لانتظار البعض لرؤية التطوير الذي نادت به وزارة التربية والتعليم، والبعض الآخر للتصيد في الماء العكر، فأرجو من الأسرة أن تساعد المعلم في أداء مهمته وتوصيل رسالته، حتى تكون الأسرة فاعلة في بناء مجتمع سوي راقٍ يتسم بالأخلاق الحميدة والسلوك القويم.