الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

باحث أثري يكشف أسرار أشهر معارك الفراعنة في الدولة الحديثة

الباحث الأثري أحمد
الباحث الأثري أحمد عامر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث الأثري أحمد عامر: إن معركة "مجدو" تعتبر واحدة من أشهر المعارك الفرعونية التي دارت في عصر الدولة الحديثة، والتي دارت عام 1468 ق. م والتي تُعتبر خير مثال على تفوق المصريين من القدم فى استراتيجيات العلوم العسكرية فهى دليل على تفوق العقلية المصرية فى التكتيك الحربى حيث تحرك الجيش المصرى بقيادة ملكه "تحتمس الثالث"، ثم قام الملك "تحتمس الثالث" ببناء القلاع والحصون، وقام بتدريب الجنود على أفضل التدريبات وإمدادهم بأسلحة مبتكرة قوية مثل النبال المستحدثة والتوسع في استخدام العربات في القتال، وفي حملة معركة "مجدو" قسم جيشه إلى قلب وجناحين واستخدم تكتيكات عسكرية ومناورات لم تكن معروفة من قبل. 
وأضاف عامر: أنه كان هناك كان هناك ثلاثة طرق للوصول إلى "مجدو"، إثنان منهما يدوران حول سفح جبل الكرمل والثالث ممر ضيق ولكنه يوصل مباشرة إلى مجدو وقد أستقر رأى "تحتمس الثالث" على أن يمر الجيش من الممر الثالث في مغامرة قلبت موازين المعركة فيما بعد، وتعتبر من أخطر مغامرات الجيوش في العالم القديم، و استدعى اتخاذ ذلك الممر في التقدم لمفاجأة الأعداء أن يحمل الجنود المصريون عتادهم الحربي، بالإضافة إلى عرباتهم الحربية وأحصنتهم فكانوا يفكون العربات الحربية ليسهل حملها وتسللوا عبر الممر الضيق في مجموعات صغيرة وكان ذلك مجازفة كبيرة على الجيش لأن يتخذ "تحتمس الثالث" هذا الطريق كي يفاجئ الأعداء المعسكرين على الساحة التالية على الممر.
وأشار إلي أن قوات العدو كانت قد تمركزت عند نهاية طريقين فسيحين معتقدة أن الجيش المصري سيأتي من أحدهما أو من كليهما، وفي فجر اليوم التالي أمر الملك "تحتمس الثالث" الجيش بإعادة تركيب العربات الحربية والاستعداد للهجوم المفاجئ، وبالفعل هجمت قواته وكان على رأسهم في المقدمة على شكل نصف دائرة على "مجدو"، فكانت المفاجأة أن يبادرهم المصريين بهذا الهجوم الكاسح فاضطربوا وفقدوا توازنهم حتى أصبحت جيوشهم في حالة من الفوضى وعدم النظام، وبدأ قادة الجيوش والسرايا في الهروب تاركين وراءهم عرباتهم الكبيرة ومعسكرهم الملئ بالغنائم ليدخلوا المدينة المحصنة، وكان سبب انشغال أفراد الجيش المصري بجمع الغنائم، فقد تمكن الآسيويون من الهروب إلى المدينة وتحصنوا فيها، وكان تبعة انصراف الجيش في جمع المغانم في الوقت الذي كانوا بإمكانهم القضاء على جيوش الأعداء وتحقيق النصر الكامل، لذلك فقد اضطر "تحتمس الثالث" لحصار "مجدو" سبعة شهور طويلة حتى أستسلم الأمراء وأرسلوا أبنائهم حاملين الأسلحة لتسليمها إلى الملك تحتمس الثالث.