الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كيف ينظر الألمان إلى أعضاء جماعة الإخوان.. قس إنجيلي ألماني يُجيب

القس هانز هيرتل،
القس هانز هيرتل، راعى الكنيسة اللوثرية الإنجيلية فى نورنبيرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال القس هانز هيرتل، راعى الكنيسة اللوثرية الإنجيلية فى نورنبيرج، جنوب ألمانيا، إن الألمان لم يشجعوا ولم يساعدوا ولم يمولوا جماعة الإخوان، ولكنهم فى بداية الأمر، رأوا أن وصول الإخوان للحكم كان نوعا من أنواع الديمقراطية، وفرحوا أن الدول العربية وبالأخص فى مصر يمارسون حق الانتخاب بطريقة فيها ديمقراطية، وكانت مطالبنا، فى ذلك الوقت، هى الدفاع عن النظام وليس الجماعة أو غيرها حتى لو جاء غير هذه الجماعة كانوا سيشجعون الديمقراطية.
ونحن لا نعلم عنهم شيئا، لذلك نحن فى مصر لكى نتعرف على الحقيقة ونعيشها، وهم كانوا معتقدين أن هذه الجماعة ستصنع أمرا جيدا، ولكن فوجئوا أنهم لا يمثلون الإسلام الحقيقى الذى ينادى به الأزهر الشريف. والمشكلة كانت فى الميديا من قنوات وصحف ومواقع وسوشيال ميديا..الخ، والتى كانت تنقل المعلومات والأخبار، بطريقة مغلوطة وكاذبة، لكن الجهود المصرية التى بذلت لتصحيح الموقف جاءت بالجهود الذاتية من أحد القسيسين المصريين، والمقيم بألمانيا، وهو الدكتور القس ثروت قادس، رئيس مجلس الحوارات والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية فى عرض الحقائق من خلال عمل لقاءات وكشف كذبهم وعرض أفلام توضح مدى تطرف هذه الجماعة والوحشية فى الاعتداء على المصريين من العزل أو الأطفال أو السيدات ولم يتوقفوا عند هذا فقط، ولكن اعتدوا على حرمة بيوت الله من خلال تفجير المساجد والكنائس. 
وحول ما إذا كان هناك تغيير في الحوار المسيحى الإسلامى فى ألمانيا، يقول القس الألماني الإنجيلي إنه بعد خبرته الطويلة وهذه الظروف، هناك بحث عن أسلوب جديد فى الحوار عن كيفية التعامل مع المسلمين فى الحوار، الظروف تغيرت تماما عما كانت عليه فى الماضي، بسبب وجود اللاجئين ومعظمهم مسلمون، فغير اتجاه الحوار، فالحوار فيما قبل كان مع عدد قليل من المسلمين، نحاول جاهدين الوصول إليهم.
وصورة الإسلام فى ألمانيا تغيرت إلى حد كبير، وأصبح لدينا عدة صور للإسلام القادم من تركيا، والقادم من العرب، ومن مصر، وغيرها من الدول، لكن فى أول الأمر الإسلام كان مركزا فى الأتراك، لكن بعدما جاء العرب اتغيرت صورة الإسلام، فأصبحت صورة عربية وليست كتركيا فقط، وهما لاحظوا أنها لم تصبح إسلاما بمعنى اتجاه سياسى تركى كما كانت عليه، والسؤال التى نبحث عنه من هو الشخص الذى نستطيع أن نتحاور معه، وهذه أصبحت مشكلتنا، وطبعا تأثير أردوغان كبير جدا، فغير الفكر الخاص بهم، وأصبح الإسلام التركى إسلاما سياسيا، وهم رفضوا فتح باب الحوار مع الهيئة «ديتتب» التى تدعم الأتراك فى ألمانيا، لأنهم أصبح توجههم توجها سياسيا، وليس ثقافيا أو دينيا أو حضاريا، لأن سياستهم مأخوذة من سياسة أردوغان، وهى سياسة ضد ألمانيا.
وهذه حيرت الكنيسة الإنجيلية المنفتحة، وبدأت فى التفكير مع من سنتعامل، هؤلاء سياسيون تابعون لأردوغان، وهؤلاء لاجئون غلابة، فماذا نفعل ومع من نفتح باب الحوار، لأننا لم نصبح مثلما كنا عليه من قبل التعامل مع الأتراك. ولكن بدأنا فى البحث عن من يمثل الاسلام الحقيقي، وهذه مشكلتنا الحقيقية الآن.
وهذه مشكلة على مستوى الكنائس الصغيرة الموجودة بالقرى والمدن الألمانية، لأنه فى الأول لم يكن هناك مشكلة لأنهم كانوا يجلسون مع بعض، وكانوا فى حوار، لكن بدأت تهتم الكنيسة الآن بعد تدهور الوضع السياسى لأردوغان ودخول الإسلام السياسى التركي. والكنيسة لديها أمل كبير فى الأطفال والشباب الصغار الذين جاءوا ودخلوا وسط الألمان يتأثرون تأثيرا إيجابيا، ويستطيع أن يكون له مستقبل أفضل من الوضع الموجود الآن. وأفضل شىء أن تكون فى اجتماعات ولقاءات وندوات مع الشباب والصغار لعدم إحساسهم بالغربة فى البلد.