الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس هانز هيرتل بألمانيا: الإخوان لا يمثلون الإسلام الصحيح

القس هانز هيرتل
القس هانز هيرتل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

راعى الكنيسة اللوثرية الإنجيلية فى ألمانيا: افتتاح أكاديمية الحوار الدولية الخميس المقبل

القاهرة أكثر أمنًا من برلين وميونخ.. ومليون ونصف مليون لاجئ يعيش في ألمانيا

الإسلام التركى إسلام سياسي. وضد ألمانيا

قال القس هانز هيرتل، راعى الكنيسة اللوثرية الإنجيلية فى نورنبيرج، جنوب ألمانيا، إنه سيتم افتتاح أكاديمية الحوار الدولية الخميس المقبل فى القاهرة بمقر سنودس النيل الإنجيلي، مشيرا إلى أن هدف الأكاديمية تدريب الأفراد على أهمية وقيمة وآداب الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة فى إطار من المعرفة الأكاديمية والتواصل الإنسانى، وأضاف فى حواره إلى «البوابة» أن الألمان اكتشفوا أن جماعة الإخوان لا تمثل الإسلام الحقيقي، مؤكدا أن ألمانيا لم تدعم أو تساعد الجماعة، وأضاف أن موقف ألمانيا تغير فى الإخوان بعد تصحيح الصورة التى صدرتها الجماعة فى ألمانيا، وأكد أن الإسلام التركى إسلام سياسي، وليس ثقافيا أو دينيا أو حضاريا، لأن سياستهم مأخوذه من سياسة أردوغان، وهى سياسة ضد ألمانيا... وإلى نص الحوار.


> ماذا عن قضية اللجوء فى ألمانيا؟

- أستطيع أن أحكى الكثير عن العمل مع اللاجئين من ثلاث سنين ونصف، اللاجئون بدأوا فى التوافد على ألمانيا، الأغلبية من العراق وسوريا وأفغانستان وبعض الدول الأفريقية مثل إثيوبيا، إريتريا، عدد كثير وليس بقليل من أوكرانيا وألبانيا، وهم جاءوا كلاجئين وطلبوا أن يعترف بيهم كلاجئين فى ألمانيا.

> كيفية تعاملت الكنيسة مع قضية اللاجئين؟

- يتوقف على الدول التى استقبلت هؤلاء اللاجئين قبل دخولهم إلى ألمانيا، وكان يوجد بعض الأشخاص الذين فقدوا ذويهم، ولكن أفضل لاجئين هما الذين أتوا عن طريق مصر، لأن المصريين كانوا يرحبون بهم ويساعدونهم حتى وصولهم إلى ألمانيا، لكن المشكلات التى كان تواجهنا من اللاجئين الذين خرجوا من سوريا عن طريق تركيا أو غيرها من الدول الأخري، فقاسوا وعانوا من الكثير.

والمشكلة الأخرى هى التى كانت تواجهنا فى ألمانيا بشأن الأسر اللاجئة، بأنه لم يكن للاجئ مكان دائم للاستقرار، ولكنه يغير أماكن الإقامة لعدة مرات حتى يقيم إقامة دائمة، وفى هذا الأمر نجد اللاجئ يعانى نفسيا حتى استقرارهم.

لكن المشكلة التى تواجه الألمانى لم يعرف أن يفرق بين هذا وذاك هذا جاء من أين، ما هو أصله، هل هذا مضطهد؟ أم هو من داعش أو غيرها؟ من هذه الجماعات، وهذا الأمر يجعلنا ندقق ونأخذ حذرنا ونفصل هذا عن ذاك.وأيضا كانت يواجهنا ونحن نتعامل مع اللاجئ نوع من أنواع البيروقراطية فى التعامل معهم، وليس كل الأمور كانت تسير بطريقة سهلة، ولا نستطيع أن نقارن البيروقراطية ببلدان أخرى.


> كم عدد اللاجئين الذين ذهبوا إلى ألمانيا حتى الآن؟ وكيف يواجه الألمان وجودهم؟

- مليون ونصف المليون لاجئ موجود الآن فى ألمانيا، لا نستطيع أن ننكر مواجهة الشعب الألمانى أمر اللاجئين سواء مع الأطفال فى المدارس أو فى الشوارع أو المشتريات، والشعب الألمانى لديه فهم للمشكلة وفهم لمشكلة اللاجئين وظروفهم، وطبعا من نفسهم اللاجئين عند استقرار بلادهم يبدأون فى العودة لموطنهم تدريجيا، والحكومة الألمانية لا تضغط على اللاجئين فى قرار عودتهم لبلادهم مرة أخرى لكنهم يتركونهم حسب إرادتهم وحريتهم فى العودة أو البقاء.

 > ما حقوق اللاجئين فى ألمانيا؟

- بعد ثلاثة أشهر من الإقامة تلغى ما يعرف بالإقامة الجبرية، والتى تحدد حركة اللاجئين فى البلد. إذ يمكن للاجئين السفر بحرية داخل ألمانيا ابتداء من الشهر الرابع لإقامتهم، ولكنهم يتلقون المساعدات الاجتماعية من الدائرة التى تم تسجيلهم فيها فقط. ويمكن تغيير هذا الوضع فى حال انتقال العائلة إلى مكان سكن آخر أو الالتحاق بسوق العمل.

ولم يسمح فى السابق للباحثين عن اللجوء العمل خلال الأشهر التسعة الأولى، أما الحاصلون على ما يعرف (Duldung) فلا يحق لهم العمل لمدة عام. أما الآن فقد تم تخفيض هذه المدة إلى ثلاثة أشهر، وهناك مناقشات فى البرلمان الألمانى لضروة الإسراع فى دمج اللاجئين فى سوق العمل. وهنا لا بد من التذكير بأن إيجاد فرصة عمل للاجئين يعتمد بالدرجة الأولى على عدم تقدم أى مواطن ألمانى أو أوروبى لهذه الوظيفة. وهذا الوضع ينتهى بعد مضى خمسة عشر شهرًا على إقامة اللاجئ فى ألمانيا. أما فيما يتعلق بالتدريب والتأهيل المهنى فلا توجد قيود على الالتحاق بهذه الأماكن.


> ما الخدمات التى تقدمها الحكومة الألمانية للاجئين؟

- بعد تقديم طلب لجوء فى ألمانيا، يتم ترحيل المتقدم إلى مركز لإيواء اللاجئين. ويحصل الجميع على سرير وطعام وملابس ومستلزمات النظافة، إضافة إلى ذلك يحصل اللاجئ على مصروف شهرى يصل إلى 143 يورو للشخص الأعزب. أما الأطفال فيحصلون على مبلغ 85 يورو.

وبعد ثلاثة أشهر يتم نقل اللاجئين إلى مكان إقامة آخر، على نفقة الدوائر الرسمية. ويستلمون التجهيزات الأولية والأدوات المنزلية والملابس. ومن لا يريد ذلك، يمكنه شراء الأشياء بنفسه. ويحصل الشخص على مبلغ شهرى يصل إلى 359 يورو. وهذا المبلغ عبارة عن المصروف والتزود بالاحتياجات الضرورية. وعلى اللاجئ توفير الغذاء والملابس من هذا المبلغ. فى المقابل يجب على اللاجئ استلام المبلغ الذى سيدفعه بدل صرف الكهرباء نقدا من الدائرة المختصة. وفى حال مرور أكثر من خمسة عشر شهرًا على إقامة اللاجئ فى ألمانيا أو الاعتراف بحقه باللجوء فيتلقى مبلغ 399 يورو شهريا.

ولا بد من التفرقة بين المهاجرين والذين ذهبوا لكى يقيموا فى ألمانيا وهم أصلهم بغير الألمانية ودرسوا وأقاموا، واللاجئون واللاجئ ننظر لهم نظرة إنسانية ومساعدة لهم وليس معناها أننا نساعدهم أن يبقوا مهاجرين لكن نحن نساعدهم مساعدة مؤقتة إلا أن تتحسن الأمور فى بلدانهم.

 > ماذا عن وجهة نظر الألمان بشأن جماعة الإخوان؟

- الألمان لم يشجعوا ولم يساعدوا ولم يمولوا جماعة الإخوان، ولكنهم فى بداية الأمر، رأوا أن هذا وصول الإخوان للحكم كان نوعا من أنواع الديمقراطية، وفرحوا أن الدول العربية وبالأخص فى مصر يمارسون حق الانتخاب بطريقة فيها ديمقراطية، و كانت مطالبنا، فى ذلك الوقت، هى الدفاع عن النظام وليس الجماعة أو غيرها حتى لو جاء غير هذه الجماعة كانوا سيشجعون الديمقراطية.

ونحن لا نعلم عنهم شيئا، لذلك نحن فى مصر لكى نتعرف على الحقيقة ونعيشها، وهم كانوا معتقدين أن هذه الجماعة ستصنع أمرا جيدا، ولكن فوجئوا أنهم لا يمثلون الإسلام الحقيقى الذى ينادى به الأزهر الشريف. والمشكلة كانت فى الميديا من قنوات وصحف ومواقع وسوشيال ميديا..الخ، والتى كانت تنقل المعلومات والأخبار، بطريقة مغلوطة وكاذبة، لكن الجهود المصرية التى بذلت لتصحيح الموقف جاءت بالجهود الذاتية من أحد القسيسين المصريين، والمقيم بألمانيا، وهو الدكتور القس ثروت قادس، رئيس مجلس الحوارات والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية فى عرض الحقائق من خلال عمل لقاءات وكشف كذبهم وعرض أفلام توضح مدى تطرف هذه الجماعة والوحشية فى الاعتداء على المصريين من العزل أو الأطفال أو السيدات ولم يتوقفوا عند هذا فقط، ولكن اعتدوا على حرمة بيوت الله من خلال تفجير المساجد والكنائس.


> هل تغيير الحوار المسيحى الإسلامى فى ألمانيا؟

- بعد خبرتى الطويلة وهذه الظروف، نحن نبحث عن أسلوب جديد فى الحوار عن كيفية التعامل مع المسلمين فى الحوار، الظروف تغيرت تماما عما كانت عليه فى الماضي، بسبب وجود اللاجئين ومعظمهم مسلمون، فغير اتجاه الحوار، فالحوار فيما قبل كان مع عدد قليل من المسلمين، نحاول جاهدين الوصول إليهم.

وصورة الإسلام فى ألمانيا تغيرت إلى حد كبير، وأصبح لدينا عدة صور للإسلام القادم من تركيا، والقادم من العرب، ومن مصر، وغيرها من الدول، لكن فى أول الأمر الإسلام كان مركزا فى الأتراك، لكن بعدما جاء العرب اتغيرت صورة الإسلام، فأصبحت صورة عربية وليست كتركيا فقط، وهما لاحظوا أنها لم تصبح إسلاما بمعنى اتجاه سياسى تركى كما كانت عليه، والسؤال التى نبحث عنه من هو الشخص الذى نستطيع أن نتحاور معه، وهذه أصبحت مشكلتنا، وطبعا تأثير أردوغان كبير جدا، فغير الفكر الخاص بهم، وأصبح الإسلام التركى إسلاما سياسيا، وهم رفضوا فتح باب الحوار مع الهيئة «ديتتب» التى تدعم الأتراك فى ألمانيا، لأنهم أصبح توجههم توجها سياسيا، وليس ثقافيا أو دينيا أو حضاريا، لأن سياستهم مأخوذة من سياسة أردوغان، وهى سياسة ضد ألمانيا.

وهذه حيرت الكنيسة الإنجيلية المنفتحة، وبدأت فى التفكير مع من سنتعامل، هؤلاء سياسيون تابعون لأردوغان، وهولاء لاجئون غلابة، فماذا نفعل ومع من نفتح باب الحوار، لأننا لم نصبح مثلما كنا عليه من قبل التعامل مع الأتراك. ولكن بدأنا فى البحث عن من يمثل الاسلام الحقيقي، وهذه مشكلتنا الحقيقية الآن.

وهذه مشكلة على مستوى الكنائس الصغيرة الموجودة بالقرى والمدن الألمانية، لأنه فى الأول لم يكن هناك مشكلة لأنهم كانوا يجلسون مع بعض، وكانوا فى حوار، لكن بدأت تهتم الكنيسة الآن بعد تدهور الوضع السياسى لأردوغان ودخول الاسلام السياسى التركي. والكنيسة لديها أمل كبير فى الأطفال والشباب الصغار الذين جاءوا ودخلوا وسط الألمان يتأثرون تأثيرا إيجابيا، ويستطيع أن يكون له مستقبل أفضل من الوضع الموجود الآن. وأفضل شيء أن تكون فى اجتماعات ولقاءات وندوات مع الشباب والصغار لعدم إحساسهم بالغربة فى البلد.


> ماذا عن الأكاديمية الدولية للحوار التابعة لسنودس النيل الإنجيلى؟

- مصر فى الدرجة الأولى هى التى يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون معا منذ 1400 سنة، فلذلك أردنا أن نتعلم هذه التجربة، بالإضافة إلى الفكر والدراسات والجامعات والفلسفات الموجودة فى مصر، لذلك قرر عدد من قيادات الكنيسة، وأنا منهم، الدخول إلى هذه الأكاديمية، والتى ستحتفل الكنيسة المصرية بافتتاحها الخميس المقبل 4 أكتوبر، بحضور قيادات الكنائس العالمية طالبين العلم من المصريين فى هذا الشأن.

> ما رأيك فى الأمن فى مصر؟

- مصر الآن أكثر أمنا من ذى قبل، فالقاهرة مثلا مدينة كبيرة آمنة، وأؤيد قول السفير الألمانى أن القاهرة أكثر أمانا من ميونخ وبرلين، وإننى أتحرك فى وسط الناس بكل سهولة، رأيت الحفاوة المصرية والشعب الطيب والمرحب بكل الناس برغم اختلاف ثقافاتهم أو جنسياتهم.