الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

أيقونة "العذراء البوابة" بالجبل المقدس في اليونان

العذراء البوابة
العذراء البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توجد هذه الأيقونة في الجبل المقدس في دير ايفيرون بشمال اليونان، وتعود إلى زمن الملك ثاوفيلس المحارب للأيقونات في القرن التاسع، الذي قاد اضطهادًا عنيفًا ضد المسيحيين، فكان يرسل الجنود إلى المدن والقرى ليفتشوا الكنائس وينزعوا الأيقونات المقدسة ويحرقوها بالنار.
في ذلك الوقت كانت أرملة تقية تسكن في مدينة نيقية، وكانت غنية جدًا، وكان لديها ابن وحيد، ولكثرة مالها ونفوذها قامت ببناء كنيسة بالقرب من منزلها ووضعت هذه الأيقونة فيها. 
جاء جنود الملك بقصد إتلاف الأيقونات الموجودة في مدينة نيقية، وعندما وصلوا إلى بيت الأرملة وشاهدوا الأيقونة حاولوا ابتزاز أموال منها وإلا فسوف يتلفون الأيقونة ويعذبونها لأنها تحتفظ بها. فطلبت الأرملة مهلة لليوم التالي فأجابوها بالموافقة. وعندما انصرف الجنود، دخلت الكنيسة مع ابنها وبدأت تصلي بخشوع ودموع ثم نهضت وأخذت مع ابنها الأيقونة وانطلقت بها إلى الشاطئ، وقامت بالصلاة ثانية متضرعة إلى السيدة العذراء كي تنجيهم من الجنود وأن تحفظ الأيقونة سالمة. وهكذا رمت الأيقونة في البحر، فسارت الأيقونة مستوية على وجه البحر. 

ثم انطلق إبنها الشاب إلى مدينة تسالونيكي وذهب إلى جبل آثوس حيث دخل إلى دير إيفيرون، حيث عاش حياة رهبانية. وقصَّ خبر هذه الأيقونة على أحد أخوته الرهبان، فدوّنت الحادثة في سجلات الدير. وبحسب سجلات الكنيسة سجلت أن السيدة العذراء ظهرت لراهب ناسك يدعى جبرائيل وأعلنت له عن سرّ هذه الأيقونة وطلبت منه أن ينزل إلى البحر ليأخذها وأن يحتفظوا بها في ديرهم، فأعلن ذلك الراهب لرئيس الدير بأمر الرؤيا. وهكذا نزلوا إلى شاطئ البحر، وأخذوا الأيقونة ثم نقلوها إلى هيكل كنيسة الدير الكبرى.
عندما قامت الحرب بين روسيا وتركيا ثارت في الجبل الاضطرابات والمخاوف حتى أن كثيرًا من الرهبان تركوا الأديرة وهربوا. فكانت النتيجة أنه بعد أن كان عدد الرهبان أربعين ألفًا أصبح في القرن التاسع عشر حوالي الألف. 
ولازال التقليد في الجبل مستمر بتفقد هذه الأيقونة، وفي كل عام في أسبوع التجديدات يقومون بزياح عظيم لهذه الأيقونة حيث يجتمع عدد كبير من الرهبان من كل أديرة الجبل المقدس.