الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

8 تحالفات دولية تنافس لنيل إدارة وتشغيل خدمات المتحف المصري الكبير.. خبراء الآثار يؤكدون أنها خطوة نحو الوصول إلى العالمية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تتنافس 8 تحالفات دولية في مزايدة إدارة وتشغيل خدمات المتحف المصري الكبير، حيث تقدموا إلى هيئة المتحف بالمظاريف الفنية والمالية المطلوبة للتأهيل المسبق للمتحف، وذلك بعد إغلاق باب تلقي طلبات التأهيل.
وتضم التحالفات المتقدمة 3 كيانات مصرية خالصة، وتحالفا مصريا إماراتيا، وآخر مصريا كويتيا إيطاليا، بالإضافة إلى تحالف مصري إنجليزي، وآخر مصري فرنسي.

كما أن اللجنة الخماسية المكلفة بإدارة ملف المتحف المصري الكبير والمكونة من ممثلين عن 5 وزارات، والتحالف الاستشاري المكلف بإعداد كراسة شروط الطرح، سيعقدان جلسة موسعة مع التحالفات الثمانية لفتح المظاريف وإعلان مواعيد البت فيها، وستبدأ اللجنة البت في فحص مستندات التحالفات لمعرفة المؤهلين والمستبعدين خلال فترة تتراوح بين 4 و6 أسابيع من موعد فض المظاريف.
وتتراوح مدة التأهيل بين شهرين إلى 3 أشهر، على أن يعقبها مباشرة طرح كراسة شروط المزايدة والدعوة لها بحلول شهر ديسمبر المقبل.

وقال الدكتور مختار الكسباني، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، ومستشار وزارة الآثار سابقًا، إن الإدارة الفنية والأثرية الخاصة بالمتحف المصري الكبير مصرية بحتة، مشيرًا إلى أن إدارة المنشآت الاقتصادية داخل المتحف تتنافس عليها التحالفات الدولية والمصرية أيضًا للحصول عليها، حيث إنها ستتوافر داخل المدينة المتحفية، فهى بمثابة تأجير منشآت قد تتضمن "مطاعم- كافيتريات" وغيرها من المحلات التجارية، وتلك هي المعنية من مزايدة إدارة وتشغيل المتحف.
وتابع الكسباني، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هذه النوعية من المزايدات تحدث في أي دولة من دول العالم وفي الجزر السياحية والمتاحف أيضًا، موضحًا أن سعي مصر وخاصةً إدارة المتحف المصري الكبير للحصول على مستثمرين من الجنسيات العربية والأجنبية أمر جيد جدًا وسيفيد ويعزز السياحة الوافدة لمصر، حيث أنهم سيستخدمون هذا المكان لعمل المنشآت الأخرى الإضافية التي تخدم على المتحف وتوافد الزيارة عليه، فضلًا عن رؤية هؤلاء المستثمرين للحضارة المصرية القديمة من خلال المتحف والقطع الأثرية المعروضة به، وسينقلونها إلى بلادهم، مما سيدعم وسيزيد من عدد السائحين القادمين لمصر.
وأضاف الكسباني، أن هذا الأمر أيضًا سيتم بالتنسيق مع شركات لها ترويج في مجال السياحة بشكل كبير مع كبار المستثمرين من مختلف دول العالم، مما سيجعلهم يعتادون الذهاب إلى المتحف، وبالتالي هذه الزيادة في الأعداد السياحية ستدخل في اقتصاديات إدارة المتحف المصري الكبير.

ولفت الكسباني، إلى أن المسئول عن اختيار هذه التحالفات الدولية لإدارة وتشغيل خدمات المتحف لجنة مشكلة من قبل وزارة الآثار وبالتعاون مع عدد من الوزارات الأخرى، متخصصة ويشارك بها خبراء دوليين أيضًا كي يتم دراسة العطاءات المقدمة من هذه التحالفات، واختيار المناسب منها بما يتناسب مع الإدارة الفنية للمتحف والوزارة.
وأوضح، أنه هناك مجموعات دولية ستأتي لتحكيم هذه المشروعات الخدمية جميعها، ومن بينها مؤسسة "الجايكا" التي تقوم بالصرف على فكرة إنشاء المتحف، مضيفًا أن اللجنة وضعت مجموعة من الشروط لاختيار التحالفات الدولية المسئولة عن إدارة وتشغيل خدمات المتحف، وكيفية الاستفادة من هذه التحالفات والزيارات الوافدة للمتحف بعد افتتاحه واستعراض هذه الخدمات كنموذج مشرف للمتحف.
وأضاف أنه كلما التزمت الشركة أو التحالف المسئول عن الخدمات داخل المتحف سيكون لها أولوية الدخول إلى التقييم لاختيار الأفضل، حيث إنها عبارة عن تقديرات تتولى مسئوليتها اللجنة المشكلة لهذه المزايدة، فإن إدارة المتحف المصري الكبير تسعى لتحويله إلى متحف عالمي على غرار المتاحف الدولية.

بينما قال أحمد عامر، الباحث الأثري، إن التحالفات الدولية التي سوف تشارك في إدارة وتشغيل خدمات المتحف المصري الكبير هي خطوة مهمة في تلك الفترة، فهي تعكس مدى أهمية المشروع الذي ينتظره العالم أجمع، حيث إن هذا الصرح الكبير سيكون خطوة هامة نحو زيادة أعداد السائحين، بالإضافة إلي أن المتحف سيتسع لعدد مائة ألف قطعة أثرية من عصور ما قبل التاريخ حتي العصور اليونانية الرومانية.
وأوضح عامر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن التسابق لنيل إدارة تشغيل وإدارة المتحف المصري الكبير توضح أن العائد من هذه الخطوة بمثابة إنجاز كبير، بالإضافة إلي افتتاح المتحف المصري الكبير في 2020م يثبت أن الدولة تسعى جاهدة وتسابق الزمن لكي يتم افتتاحه بشكل يليق بمكانة مصر الحضارية التي تمتلك أكثر من ثلث آثار العالم فوق الأرض، ولا أحد يعلم العدد المتواجد تحت الأرض، حيث نجد اكتشافات أثرية هامة يومًا تلو الآخر، فهذا المشروع العملاق بمثابة استثمار عظيم ورائع ومن حق أي دولة على مستوى العالم أن تقدم العطاء المناسب الذي يعكس مدي أهمية هذا الحدث الذي ينتظره الجميع بشغف كبير.