الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإبداع الإنساني لستيفن سيلسبرج في رائعته.. "ET" في مواجهة الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بسيف من فولاذ، آلة القتل، العاصفة بأرواح البشر الأبرياء المستدعاة من تاريخ الخلافة الإسلامية، عدت برأسى الطائر إلى عهد الحجاج بن يوسف السقفى، بالسيف نفسه حين طارت رءوس أينعت وحان قطافها، كما قال، ليصبح طيران الرءوس فى عصرنا ليس بدعة، ولكنه تراث ممتد عبر تاريخ الخلافة الإسلامية، كما سنرى فيما بعد.
وكانت المفاجأة التى تدعو إلى الدهشة والعجب، عندما هربت بروحى من الشر الدامى الملغوم بالحقد الأسود، حرا، طائرا بحلمى بلا قيد فى الفضاء الرحب، راكبا سحب الخيال أحلم وما أنا بحالم. أحلم وما أنا بحالم، وشاركتنى روحى الرؤى والرؤية، انظرى يا روحى تأمليهم همجا خرجوا من جوف التاريخ، أتوا لعصرنا بوحشيتهم البدائية ليحيلوا الجمال قبحا.
مفعوما بالبهجة لما تحررت روحى وصرت فى السماء، وهج ممتد محفوف بنورانية الوجدان أيها الجمال فى أعماق الفضاء، فى مقلتيك الغروب والشروق معا، والنجوم من حولى مزدانة بنور الشموع كزفاف عرس، جمال أخاذ لسماء وردية اللون ملأت قلبى بألوان قوس قزح.
وأنت فى شرفة الفضاء سريعا ما تعود إليك البهجة، لانهائية الأفق، زقزقة العصافير، صياح الديوك، رذاذ ندى الصباح، نسيما يغمر وجهى، يجعلنى فى كامل اليقظة مستمتعا باللحظة، مالكا إرادة الفرح التى تهز روحى، وبنفس عميق أملأ رئتى بنسمة ندية طرية من نسمات الحرية التى أعشقها حتى لو كانت فى الأحلام.
شلالات من الضوء تغمر روحى تداعبنى بالبهجة، وتوشوشنى كوشوشة البحر لصدفاته، لتذكرنى فرحتى بميلاد حفيدى، لتصبح البهجة فى أقصاها فرضا مفروضا مرطبة القلب والروح. بهجتى خالصة إليك يا ربى.. حينما أيقنت أن ما أريتنى إياه جنتى فى وطنى كان أعظم مكافأتى، إلهى ما أروعك، ما أعظمك. 
يا إلهى اسمح لى وأنا مغمور بالبهجة، ومسكون بعشق الوطن، أن أطوف بخيالى على إبداع إنسانى للمخرج السينمائى ستيفن سيلسبرج فى رائعته «ET»، وهو اسم مخلوق فضائى، ضل طريقه فى الفضاء، فجاء إلى الأرض، ليقابله صبى فى سنه اسمه «إليوت»، وعندما وجده كائنا مسالما لا خطر منه، تقرب إليه، واعتبره أحد أصدقائه، وقرر الاحتفاظ به، وأطلق عليه اسم «إى. تى» ولكن صحة «إى. تى» بدأت فى التدهور، لعدم قدرته على التكيف مع جو كوكب الأرض، ليكون الحل الوحيد لإنقاذه هو إيجاد طريقة لإعادته إلى كوكبه. فى الفضاء، إلهى.. هنا أتوقف عند لمحة بارعة من المخرج أثارت فينا النشوة الصادقة، وهى تموج بالروح الإنسانية بمناجاة «إى. تى» لصديقه إليوت بإشارة من إصبعه الغريب فى شكله، والمضىء فى طرفه، مشيرا إلى قلبه ليضىء أيضا، ناطقا كلمة تعلمها من صديقه «H0ME» بمعنى الوطن. فبحب الوطن تضاء القلوب والعقول. فليس للوطن بديل حتى للكائنات الفضائية يجتاحها الحنين لوطنها الأم، فأبكونا بعبارات تفيض شجنا إنسانيا من خيال بشرى رائع، أصبحت فيه إشارة هذا المخلوق أسطورة بديعة تصل إلى حد المقدس فى حب الأوطان.
وعرجت ثانية للمستشفى طائرا من الفرحة، ولا أعرف لماذا «اشتقت» لأرتمى فى حضن أمى، سيدة الحبيبات، ألمح فى عينيها دمعة رقراقة كقطعة من الألماس الحر، فى محرابها احتضنتنى، شاعرا فى ضمتها بضلوع صدرها تحتوينى، لتجمع عبقرية المودة فى الزمان والمكان ممزوجة بما أعانيه من ألم، ودون أن أشكو، هى تعرف سر ألمى، نعم، فيمتزج شجنى الإنسانى لوطنى بنبضات قلب أمى، وحنان الأم الحاضر دائما فى الوعى المتجسد فى خيال الروح، رغم أنها ماتت منذ زمن.
حفيدى يصرخ بالبكاء...!!
وألح على تساؤل عن سر بكائه.. أيبكى لأنه جاء فى عصر طيران الرءوس لمرضى العقول، الذين يعيشون بمعتقد دينى مطلق سلفى وهابى يدعو إلى تدمير حضارة العصر، بدعوى أنها تتناقض مع ما أنزل الله، وإمعانا فى غباء الأغبياء، يعملون على فرض دينهم على البشر قسرا وقهرا، تحت دعوى أن من لم يؤمن بالإسلام بعد البعثة المحمدية، فهو كافر وجب قتله، إنهم فى بنيتهم الفكرية يعتمدون على العنف، يرفضون الآخر تحت اسم فريضة الجهاد، ابتداء بفتح سلخانات مذابح الدواعش فى الولايات الإسلامية بالحى الجديد بسوريا والعراق.. وحتى ليبيا وأخيرا لما طالهم اليأس قتلوا المصلين فى بيت من بيوت الله فى سيناء بمصر تحت يافطة راية سوداء أيضا يدعون أنها إسلامية.