قال الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد: إن المفكر الكبير جلال أمين، مفكر من طراز خاص جدًا، وهو موسوعة ثقافية، ورحيله خسارة كبيرة للأوساط الأدبية والثقافية والاقتصادية، فكان لديه إتقان شديد للغات، مكنه من كتابة الاقتصاد بشكل أدبى مبسط
وأضاف فؤاد فى تصريحات لـ"البوابة نيوز" كان جلال أمين يرى المجتمع ويرصد ملاحظات دقيقة جدًا، وهو ما تمثل فى كتابه «ماذا حدث للمصريين؟» وهو الكتاب الذى خرج معبرًا عن نسيج المجتمع المصري بعاداته وتقاليده وثقافته.
وتابع: «جلال أمين هو نسيج يضم علم الاجتماع والاقتصاد والأدب، وهذا ليس غريبًا عليه، فقد نشأ فى بيئة ثقافية غنية جدًا فهو ابن المؤرخ الكبير أحمد أمين، فقد أثرى حياتنا الثقافية المصرية بشكل خاص، والثقافة العربية بشكل عام، وكانت لديه قدره فائقة على تبسيط الاقتصاد، فهو مفكر مهموم بقضايا مجتمعه، لا سيما القضايا العربية والقومية، ولفترات طويلة، فكان دوره لا يقتصر فقط على مصر وإنما شمل الوطن العربى ككل».
وأوضح فؤاد أن «جلال أمين كان متحدثًا ساحرًا، لديه قدر من السخرية وخفة الظل، ولديه إلمام بالثقافات المتعددة، فكان يستطيع توصيل رسالته بشكل مبسط ولجميع المستويات، حيث كانت تربطنا علاقة صداقة منذ أواخر الستينيات، وكان له موقف واضح من الكيان الصهيوني، وكان قريبا جدًا من هموم وقضايا المجتمع، وكل كتبه كانت توجه بشكل أساسى للقارئ العادي، وهذا لا يتعارض مع كتبه الاقتصادية والتى وجهها لطلابه».
وأشار إلى أن «جلال أمين عميق الفكر وخفيض الصوت، كان يعبر عن كل أفكاره وآرائه بصوت هادئ ورصين، واستطاع التعبير عن وجهات نظره باقتدار عظيم فى شتى المجالات، سواء الاقتصادية أو السياسية وحتى الاجتماعية، وكانت لديه القدرة على إجبار الجميع على الاستماع إليه».
وعن التضارب الذي حدث بشأن خبر إعلان الوفاة، قال فؤاد إنه لا يعرف الأبعاد والأسباب التى أحاطت بزوجته بهذا الشأن، مستدركا: «لكن جلال أمين يستحق أن نسير خلفه وأن نمشى معه فى مشواره الأخير، معربا عن اعتقاده أن عزاءه سيكون علامة فارقة فى تاريخه».
