الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جلال أمين.. رحيل المفكر المستنير

جلال أمين
جلال أمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"يجب أن تكون لدينا الشجاعة للتمييز بين الدين والتدين".. "للثورات مزايا كثيرة من بينها فضح المنافقين" ؛ هكذا عبر الكاتب والمفكر الكبير جلال أمين عن أفكاره التنويرية التي سردها في كتابه "ماذا حدث للثورة المصرية"، والذي رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء الموافق الـ 25 من سبتمبر، عن عمر يناهز الـ83 عامًا بعد صراع مع المرض.
لم يكن جلال أمين، مجرد أستاذًا أكاديميًا وعالمًا اقتصاديًّا كبيرًا، بل كان مهمومًا بحب الوطن والمصريين وأحوالهم المعيشية والتي تجلت في معظم كتاباته وأفكاره، لاسيما الاجتماعية منها. 
وولد الكاتب والمفكر جلال أمين في مدينة القاهرة عام 1935، وهو ابن الأديب والمفكر والمؤرخ أحمد أمين، وهو صاحب تيار فكري مستقل قائم على الوسطية، وتخرج أمين من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1955، وحصل بعدها على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة لندن.
كما شغل منصب أستاذ الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة عين شمس من 1965 وحتى 1974، وعمل مستشارًا اقتصاديا للصندوق الكويتي للتنمية من 1974 إلى 1978، كما عمل أستاذًا زائرًا للاقتصاد في جامعة كاليفورنيا من 1978 إلى 1979 وأستاذا للاقتصاد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة من 1979.
وصدر له العديد من الإصدارات والتي أسهمت بشكل كبير في إثراء الحياة الثقافية والاقتصادية والسياسية، ومنها كتاب "وصف مصر في نهاية القرن العشرين"، ويقدم هذا الكتاب تصويرا بارعا لما آل إليه المجتمع في نهاية القرن العشرين، في الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام، وفي العلاقات الاجتماعية، بما في ذلك العلاقة بين الطبقات، وبين الناس والحكومة، و"عولمة القهر: الولايات المتحدة والعرب والمسلمون قبل وبعد أحداث سبتمبر، والذي يتناول ما أسفرت عنه أحداث سبتمبر من زيادة حدة القهر وعلى الأخص للعرب والمسلمين وينتهي بخاتمة بعنوان ماذا بعد عولمة القهر".
وفى "عصر الجماهير الغفيرة" تعرض من خلاله لجوانب من تطور المجتمع المصري خلال الخمسين سنة الأخيرة في مجالات الصحافة، والاقتصاد، والثقافة، والتليفزيون، والسوبر ماركت والسياحة، والأزياء والحب، والعلاقة بين الدين والدنيا، وكتاب "عصر التشهير بالعرب والمسلمين" كشف فيه تعرض العرب والمسلمين لما تعرضت له سائر الشعوب التي خضعت للاستعمار الغربي، من حملات ضارية من التشهير والتحقير، ولكن أضيف إلى ذلك، في الخمسين عامًا الماضية، حملات التشهير من جانب الصهيونية.
كما صدر له أيضًا "خرافة التقدم والتأخر" ويثير من خلاله شكوكًا كثيرة في صحة الاعتقاد بفكرة التقدم والتخلف، وفيما إذا كان من الجائز وصف دول أو أمم بأنها متقدمة، وأخرى بأنها متخلفة أو متأخرة.
أما عن كتاب "ماذا حدث للمصريين؟ تطور المجتمع المصري في نصف قرن " 1945 إلى 1995" والذي يُعد من أشهر كتاب للمفكر الكبير الدكتور جلال أمين ويقوم من خلاله بطريقته السهلة العميقة بتحليل ما حدث من تغيرات في حياة المصريين وطريقتهم خلال النصف قرن الماضي وذلك بأسلوب ساخر جذاب.
هذا بالإضافة إلى الكتب الاقتصادية ومنها " كشف الأقنعة عن نظريات التنمية الاقتصادية" والذى يتتبع التغيرات العريضة التي طرأت على الفكر الاقتصادي في موضوع التنمية والتخلف عبر القرون الخمسة الماضية، أي منذ نشأة الفكر مستقلا عن غيره من فروع الدراسات الاجتماعية وحتى الآن.
وكتاب "فلسفة علم الاقتصاد" وتناول من خلال هذا البحث تحيزات الاقتصاديين وفي الأسس غير العلمية لعلم الاقتصاد"، و" شخصيات لها تاريخ" يتيح هذا الكتاب، الاقتراب الحميم من شخصيات شهيرة في التاريخ العربي والعالمي، عبر وجوهها المختلفة من أدبية وسياسية وفنية.
كما صدر له كتاب "مصر والمصريون في عهد مبارك 1981 إلى 2008" ويحلل وينتقد الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لمصر والمصريين، في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، و" العولمة"، و"العرب ونكبة الكويت"، وصدر له كتابين في السيرة الذاتية وهما "ماذا علمتني الحياة "، و"رحيق العمر".