السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

«روتسكوى»: رهان جراتشوف على يلتسين خاطئ

كومسمولسكايا برافدا
كومسمولسكايا برافدا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناولت صحيفة «كومسمولسكايا برافدا»، أحداث أكتوبر عام ١٩٩٣، بمناسبة مرور ٢٥ عامًا، ووقتها قام الرئيس يلتسين بقصف مبنى البرلمان بالدبابات فى قلب العاصمة موسكو، للقضاء على تمرد مجلس السوفيت الأعلى (البرلمان)، كان الرئيس قد حل البرلمان فى مخالفة للدستور، فتمرد البرلمان بقيادة نائبه الكسندر روتسكوى الذى كان على خلاف مع يلتسين ورئيس البرلمان حينها روسلان حسبوللاتوف.
وبهذه المناسبة أجرت الصحيفة مقابلة مع أحد أهم الأشخاص الذين شاركوا فى الأحداث، وهو الكسندر روتسكوى، أول وآخر نائب رئيس فى روسيا. 
وحول سبب اختيار يلتسين له كنائب ليخوض معه الانتخابات الرئاسية، قال روتسكوى إنه كان ينتمى للقوى الوطنية بينما كان يلتسين ديموقراطيا، كما أن يلتسين أعطانى الإشراف على القطاع الزراعى وهذا كان ضد رغبتى، فقد كنت أود الإشراف على إصلاح الجيش، والمجمع العسكرى الصناعى. 
وأشار النائب الأسبق للرئيس إنه أى يلتسين كان يريد التخلص منى بأى شكل، فقد أمنت له الفوز فى الانتخابات وبعد ذلك لم أعد بالنسبة له أمثل أى شىء، بل أصبحت مصدر إزعاج ليلتسين وللمحيطين به مما كانوا يسمون أنفسهم بالقوى الديمقراطية. 
واتهم روتسكوى العديد من الساسة بالخيانة، وضرب مثلًا بجينادى زوجانوف، زعيم الحزب الشيوعى، الذى خرج من اعتصام البرلمان لقيادة الجماهير بهدف دعم اعتصام البرلمان، واختفى حسب كلام روتسكوى، وفعل نفس الشىء أمان تولييف، القائد العمالى البارز من منطقة المناجم فى كيميرفو، الذى وعد بأنه سيحرض عمال المناجم على الثورة ضد يلتسين واختفى، والجنرال ليبيد الذى وعد بدعمنا، بعد ذلك اقترح على إطلاق النار على نفسى فى السجن.
ويعود روتسكوى ويسلم بخيانة السياسيين، ولكنه يلوم الجيش الذى وقف إلى جانب من خان الاتحاد السوفيتى وهدمه. 
وحول شعوره عندما قصفت الدبابات مبنى البرلمان وهو بداخله، قال نائب الرئيس الروسى الأسبق، شعرت بالإهانة الشديدة، لأن من كان يقود إطلاق النار، هم زملائى الذين خدموا معى، والإهانة الأكبر كانت من بافل جراتشوف، وزير الدفاع الذى خدم فى أفغانستان، ومن فيكتور يرين، وزير الداخلية، الذى نفذ الأوامر، وتم منحه وسام الشجاعة لإشرافه على قصف البرلمان. 
وحول علاقته بجراتشوف، وزير الدفاع الروسى آنذاك، والذى خدم مع روتسكوى فى أفغانستان، وكانت تربطه بروتسكوى صداقة، قال نائب الرئيس الأول والأخير، لم أر جراتشوف منذ قصف البرلمان، رغم صداقتنا القديمة، وأشار روتسكوى إنه تحدث معه قبل وفاة جراتشوف بوقت قصير، وقال لى: «أنا آسف جدًا، فقد راهنت الرهان الخاطئ» فى إشارة إلى رهانه على يلتسين وقصفه للبرلمان.
ويقول روتسكوى رددت عليه، «لم يكن من الضرورى أن تراهن، لكن كان يجب أن تدافع عن البلاد». هكذا انقضت حقبة مهمة من تاريخ روسيا، ربما كانت هى الفاصلة فيما يخص، تثبيت الديمقراطيين فى الحكم وضمان عدم عودة النظام السوفيتى.
لكن تشير الصحيفة إلى أن روتسكوى ورغم إهانة يلتسين له ومحاولة اغتياله أثناء قصف البرلمان فى أكتوبر ١٩٩٣، فإنه أى روتسكوى حضر جنازته، وطلب له المغفرة عما فعل فى البلاد.