الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عين على خبر.. السيسي في الأمم المتحدة

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلقت أعمال الجمعية العامة للمنظمة الدولية في دورتها الـ73، تحت شعار "جعل الأمم المتحدة وثيقة الصلة بجميع الناس: القيادة العالمية والمسؤوليات المشتركة لإقامة مجتمعات سلمية ومنصفة ومستدامة"، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونحو 130 دولة وحكومة و4 نواب رؤساء، ووزراء خارجية أكثر من 40 بلدا، فيما غاب عنه الحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج.
وعقدت على هامش الاجتماع قمة نيلسون مانديلا للسلام، بحضور زعماء ورؤساء دول من بينهم الرئيس السيسي، والتي شهدت عقد قمة مشتركة بين الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، حيث بحثا قضايا مكافحة الإرهاب والمساندة والتعاون فيما بينهما.
وشهد ثاني يوم عمل رئاسي نشاط مكثف للرئيس السيسي، حيث شارك في قمة «نيلسون مانديلا»، تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الأفريقي الراحل.
وقال الرئيس، في كلمته بالقمة: «يسعدني أن أشارك اليوم في قمة نيلسون مانديلا للسلام، والتي تأتي تزامنًا مع احتفالات إفريقيا والعالم بأسره بالذكرى المئوية لمولد الزعيم الأفريقي الراحل، الذي تجسدت في مسيرته آمال الشعوب الأفريقية نحو الاستقلال والكرامة وإنهاء جميع أشكال التمييز وإرساء مبادئ العدالة والمساواة بين الشعوب، ضمن رموز أفريقية خالدة مثل نكروما وعبدالناصر وسيكوتورى ونيريرى فعبر عن تلك الآمال بإخلاص وكبرياء، وضحى بكل نفيس لتحرير بلاده من الفصل العنصري البغيض، فحمل له شعبه وفاءً لم ينقطع واستمر اسمه رمزًا وعنوانًا لتطلع الإنسان في إفريقيا ومختلف مناطق العالم للتمتع بقيم الحرية والعدل والمساواة».
وأضاف: «الرئيس رامافوزا أحييكِ، سيدي الرئيس، على عقد هذه القمة التذكارية، وعلى اختيارك لموضوعها الذي يدعو إلى إرساء قيم السلام العالمي بجميع أشكاله، ومضاعفة الجهود الساعية نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة، جنبًا إلى جنب مع إرساء مبادئ حقوق الإنسان».
وتابع: «إننا اليوم في أمس الحاجة لأطر فعالة لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاعات وتعزيز الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان بمختلف أبعادها، والقضاء على الفقر والأوبئة، وتفجير طاقات الشباب وتمكين المرأة، بهدف الارتقاء بالإنسان وتحقيق تطلعاته في التنمية المستدامة. كما أنه يتعين علينا جميعًا التضامن والتعاون الصادق من أجل دحر الإرهاب ومحاربة نزعات التطرف والعنصرية والتمييز والطائفية وتكفير الآخر».
واستطرد قائلا: «من هنا، أؤكد دعم مصر للجهود الرامية لتعزيز دور الأمم المتحدة في العمل على تكامل مختلف المقاربات للارتقاء بفاعلية وكفاءة ومصداقية المنظمة من أجل تعزيز قدرتها على تحقيق غايات ومقاصد الميثاق في تحقيق وصيانة السلم والأمن الدوليين، والحفاظ على قيم التسامح والاحترام المتبادل وتفهم وقبول الآخر، تلك القيم التي خلدتها سيرة الزعيم نلسون مانديلا لتكون نبراسا للعمل الدولي متعدد الأطراف».
وأوضح السيسي: «إن اجتماعنا هو مناسبة لمواجهة أنفسنا بما يحتاجه النظام الدولي من تطوير للحفاظ على تلك القيم والغايات النبيلة. فقارتنا الأفريقية، التي كان ومازال نلسون مانديلا رمزًا لها، تواجه تحديات متمثلة بشكل أساسي في ضرورة حصول جميع أطفالنا على تعليم يؤهلهم للمستقبل، وفي إنهاء معاناة شبابنا من البطالة ومن استهداف دعاة الإرهاب والتطرف لعقولهم لتغييبهم عن هذا المستقبل، وفي ندرة المياه والغذاء والتصحر، وفي ضعف الرعاية الصحية للجميع، مما يمكن المرض والأوبئة من اختطاف المستقبل، فمما لا شك فيه أن هناك خللًا في آليات التعاون الدولي أفرزت هذا الواقع الذي نتطلع في إفريقيا لتغييره بالإرادة والمثابرة والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة».
واختتم الرئيس «فلنتحرك معًا وقدمًا لتحقيق أهداف هذه القمة التاريخية، ولنسترجع القيم والمثل التي تبناها نيلسون مانديلا عبر مراحل نضاله، ولنجعل هدفنا المشترك هو تمكين شعوبنا من مستقبل أفضل في عالم أكثر سلامًا واستقرارًا».
والتقى الرئيس السيسي بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، الرئيس اللبناني ميشال عون، كما التقى رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، ورئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرج.
وحضر الرئيس السيسي عشاء العمل الذي نظمه مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، وهو منظمة غير حكومية لا تهدف للربح، وتشجع إقامة حوار بين القادة السياسيين ومجتمعات الأعمال في مختلف دول العالم، ويضم في عضويته عددًا من مديري كبرى الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار وشركات إدارة الأصول والمحافظ المالية في الولايات المتحدة.
ويشهد برنامج عمل الرئيس عبد الفتاح السيسي، نشاطا كبيرا اليوم، إذ يلتقي عددا من قادة وملوك العالم، ويعقد سلسلة من اللقاءات الثنائية لبحث سبل تعزيز العلاقات مع دول العالم، ودفعها نحو آفاق أرحب على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، كما يبحث سبل مكافحة الإرهاب والقضاء على الفكر المتطرف.
ويلتقي السيسي، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون وأنطونيو جوتيريس سكرتير عام الأمم المتحدة وجوزيبي كونتي رئيس وزراء إيطاليا وملك الأردن عبدالله الثاني، وسيريل رامافوزا رئيس جنوب أفريقيا ورئيس البرتغال مارسيلو دي سوز.
ووفق المتعارف عليه تلقى البرازيل الكلمة الأولى للدول الأعضاء تتبعها الدولة المضيفة الولايات المتحدة الأمريكية ويبلغ عدد المتحدثين اليوم 37 متحدثا.
ويلقي الرئيس السيسي بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين، حيث يتناول خلالها رؤية مصر لتعزيز دور الأمم المتحدة وكذلك المواقف المصرية تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ورؤيتها لأولويات صون السِّلم والأمن العالميين وجهود مصر في دعم مكافحة الإرهاب الدولي.
ويقدم الرئيس في كلمته أمام الأمم المتحدة رؤية شاملة حول موقف مصر من كل التحديات العالمية، كما سيدعو المجتمع الدولي إلى التحرك بفاعلية أكثر لاحتواء ومنع الصراعات المسلحة، ومواجهة خطر الإرهاب ونزع السلاح النووي، ومعالجة مكامن الخلل الكبرى في النظام الاقتصادي العالمي، وسيلفت أنظار العالم إلى ما وصلت إليه المنطقة العربية والشرق الأوسط من أوضاع متردية على كل المستويات نتيجة لهذا الخلل، وتحولها إلى بؤرة للصراع والحروب الأهلية والأكثر تعرضًا لخطر الإرهاب، وبات واحد من كل ثلاثة لاجئين في العالم عربيًا.
ويجدد السيسي التأكيد على أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية هو التمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة التي تقوم على مبادئ المواطنة والمساواة وسيادة القانون وحقوق الإنسان وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العِرقية أو القَبَلية وهو المبدأ الذي يعد جوهر سياسة مصر الخارجية ومقاربتها الرئيسية في التعامل مع كل قضايا المنطقة وعلى رأسها الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق واليمن.
وستحتل القضية الفلسطينية موقعا بارزا في كلمة الرئيس بالتأكيد على ضرورة الإسراع بالتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كأساس للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية.
كما يلفت الرئيس السيسي النظر إلى قضايا القارة الأفريقية مؤكدا اعتزاز مصر بجذورها الأفريقية وحرصها على تعميق دورها في مواجهة قضايا القارة السمراء والتي يأتي على رأسها الفقر والمرض والتنمية، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته في تعزيز حق الشعوب نحو حياة أفضل، ويؤكد التزام مصر بحربها لاستئصال الإرهاب من أرضها والقضاء عليه بشكل نهائي وحاسم ومواجهة جذور ومسببات الأزمات الدولية، الفكرية والاقتصادية وليس الأمنية فقط.