الجمعة 14 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الإخوان والعنف المؤجل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

خرقًا للعادة ولقواعد النشر في “,”البوابة نيوز“,” أجدني مضطرا لإعادة نشر المقال الآتي، فقد كتبت هذا المقال منذ سبع سنوات للرد على الإخوان عندما قاموا بتكذيب المهندس أبو العلا ماضي الذي كان قد قال في ندوة إن للإخوان تنظيما في الجيش وإنهم يخططون للوصول للحكم عن طريقه، وللحظ العاثر فإن هذا المقال لم ينشر على شبكة الإنترنت وكان من حظه أن تم نشره في صحيفة متوسطة التوزيع فلم يلق ذيوعًا.. وهذا هو المقال:
ظن البعض أن المهندس أبو العلا ماضي، وكيل مؤسسي حزب الوسط، فجر مفاجأة، حين قال إنه كان من تخطيط الإخوان وخططهم إنشاء تنظيم مسلح يدين بالولاء لجماعة الإخوان أو للنظام الخاص فيها في أوائل الثمانينيات، والحقيقة أن ما قاله أبو العلا هو تحصيل حاصل، بل أصبح من المعلوم من السياسة بالضرورة.. فكل من يعرف جماعة الإخوان ويعرف دروبها وطرقها يدرك أن جماعة الإخوان تظهر غير ما تبطن، وتختزن في أحشائها عنفا لا تستطيع إظهاره حاليا أو البوح به إلا عندما تصل إلى مرحلة ما قبل التمكين، ثم إذا أصبحت الفرصة سانحة لها آنذاك يظهر العنف الذي كان مختبئا خلف ابتسامة مرشديها وذلاقة لسان العريان والسياسيين منها وعمامة شيوخها، أما أبو العلا ماضي فقد قال في ندوة عقدها في الصالون الثقافي للأستاذ أحمد المسلماني: (كنت عضوا بالجماعة في محافظة المنيا، وحين اجتمعنا بمنزل محيي الدين عيسى لتشكيل المكتب الإداري للمحافظة وسألنا الراحل مصطفى مشهور المرشد العام للجماعة وقتها )كيف سنصل للسلطة؟ فقال: بالقوة، فلدينا تنظيم في الجيش من خلاله سنحصل على السلطة(.
كما كشف ماضي في حواره المطول أثناء هذه الندوة والتي كانت بعنوان «ما الذي يجرى في جماعة الإخوان المسلمين الآن» عن وجود قيادي بنقابة الأطباء من أصدقاء الدكتور عصام العريان ــ رفض ماضي ذكر اسمه ــ إنه كان يجند شبابا من مصر للمشاركة في حرب أفغانستان في أواخر الثمانينيات آنذاك بإذن من مصطفى مشهور، مؤكدا أنه علم بذلك الأمر بعد عودة جثمان شاب مصري من هناك إلى بلدته في محافظة الشرقية، ورغم أن ثمة قرارًا كان قد صدر من الجماعة في تلك المرحلة بعدم دخول الإخوان بشكل مباشر في العمليات القتالية بأفغانستان، على حد قول أبو العلا، فإن جثمان هذا الأخ الشرقاوي الذي حضر قادة الإخوان جنازته كشف عن وجود تنظيم مسلح للإخوان، وعندما تعجب التلمساني واستنكر أن يكون هناك تجنيد للإخوان في عمليات قتالية من وراء ظهره تم التحقيق في هذه الواقعة من مكتب الإرشاد، واتضح أن مصطفى مشهور هو الذي أعطى تعليمات سرية بتدريب شباب الجماعة على العمليات القتالية وإرسالهم إلى أفغانستان .
وأضاف أن كرم زهدي، القيادي بجماعة الجهاد، أنه قام في أواخر السبعينيات بتدريب الشباب على استخدام السلاح في الجبل وتراجع بعد انكشاف أمره، وقد اعتبر أبو العلا ماضي أن السيطرة الحالية «للقطبيين» على الجماعة مؤشرا خطيرا في عودة العنف للجماعة قبل أوانه، واتهم الكثير من أعضاء الجماعة بالجهل السياسي على حد قوله.
وقال ماضي مسترجعا بعض المواقف التاريخية التي مرت بالجماعة أنه في عصر الرئيس الراحل أنور السادات اقترح عليه محمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط في ذلك الوقت والذي كان وسيطا للإخوان، الاعتراف بوجود الإخوان المسلمين وتأسيس حزب لهم من أجل إضعاف التيار اليساري، وأن السادات وافق بشرط خروج مجموعة النظام الخاص من الجماعة، واختيار اسم للحزب غير «الإخوان المسلمين»، فرفض الإخوان العرض.
وبعد هذه الندوة التي نشرت الصحف بعضا مما دار فيها بدأت حربا منظمة داخل الإخوان ضد أبو العلا ماضي بقصد تصفيته واتهامه باتهامات أخلاقية ودينية والتلويح بأنه يضحي بالإخوان من أجل أن تتم الموافقة على مشروعه لحزب الوسط.. واستمرت هذه الحرب دائرة إلى الآن في الصحف التي تميل للإخوان وتتحدث باسمها أو في المنتديات والمواقع الإخوانية ولكن يبدو أن الإخوان كانوا يضمرون أمرا آخرا في الحرب الهوجاء التي شنوها ضد ماضي ، فقد سارع عصام العريان بالاتصال بالمهندس محيي الدين عيسى والذي يعمل في المملكة السعودية وهو الآن ومنذ أكثر من عشرين عاما بعيد عن الإخوان وبعيد عن التنظيم، وقد مر بظروف مالية وأخلاقية أبعدته عن الجماعة طوال العقدين الماضيين، ويبدو أن اتصال العريان بعيسى كان بمثابة حبل الرجاء الذي تم مده لعيسى من أجل مغانم ما يغتنمها، وبسهولة استطاع العريان إقناع محيي الدين عيسى بإنكار ما قاله مصطفى مشهور، بل وصل الأمر لحد أن قام عيسى بتفويض العريان بكتابة مقالة يقول فيها على لسانه ما يشاء، وهو الأمر الذي حدث فعلا وأرسل عيسى- أو العريان- مقالته إلى عدة صحف أسبوعية وإلى موقع الإخوان الرسمي، وهنا أخذ يطنطن الإخوان بمقالة عيسى وتحول عيسى المارق سابقا إلى الشيخ الجليل حاليا وسبحان مغير الأحوال.