الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"أم فلفل" تواصل مسيرة كفاح زوجها بعد وفاته

المرأة الحديدية تحارب الفقر بـ«كنكة شاى»

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تقف على نصبتها لتجهيز الشاى وتجذب بأحاديثها كل الأشخاص من حولها، وعندما تأتى سيارة تذهب إليها تفتح بابها وبعد نزول صاحبها تقوم بمسحها وركنها على حافة الطريق ومن بعدها تبيع للعاملين بـالمحلات المجاورة وأصحاب عربات الفول وهكذا تعمل يوميا.. «أم فلفل» صاحبة الـ ٦٥ عاما، التى تقطن بمنطقة داير الناحية، تأتى يوميا إلى نهاية شارع مصدق لتبدأ يومها بوضع «الوابور» على جدار وبجواره أدوات الشاى وعلى كتفها فوطة لمسح السيارات وركنها ومن ناحية أخرى تقوم بجمع كنزات البيبسى بداخل كرتونة لتجعل منها مصدر رزق إضافى بجوار عملها.
تحكى أم فلفل لـ «البوابة» حكايتها: «أقوم للشغل من الساعة ٨ صباحا حتى الساعة ١٢ مساء يوميا وأقوم بركن السيارات وعمل شاى للسواقين وأصحاب المحلات، وإضافة إلى عملى أقوم بجمع الكنزات، وجوزى كان يعمل قبل وفاته ركين للسيارات وأخذت مكانه وقمت بعمل نصبة شاى التى أسترزق منها ومن أجل لقمة العيش، وفى البداية واجهت صعوبات مع أشخاص آخرين كانوا يريدون أن يحتلوا هذا المكان ولكنى تحملت هذه المشاكل واستمريت بعملى منذ ٣٠ عاما أحضر باجورا لعمل الشاى وتوزيعه على المحلات والكل هنا يتعاطف معى ويعاملنى معاملة حسنة ويساندوننى ومن هنا استطعت أن أزوج عيالى وأكمل دراستهم».
وأضافت أم فلفل: «أنا عندى ٥ عيال منهم ٣ متجوزين و٢ لسه فى المدارس وعندما زاد الحال صعوبة فكرت فى عمل شيء يزيد من رزقى فقمت بجمع الكنزات يوميا لبيعها من أجل زيادة دخلى لتكملة تعليم عيالى وأقوم بعمل الرجل وأتعامل مع الكل فى نطاق عملى وأصبحت أمّا لكل من بجوارى من أصحاب عربيات الفول وغيرهم، عندما أواجه أى مشكلة لا يتأخرون عن مساعدتى، وعملى بالشارع علمنى الكثير بأن يكون لى أنياب من أجل الحصول على لقمة العيش».
وتابعت أم فلفل: «بالرغم من تعبى وإجرائى لعملية قلب مفتوح لا أستطيع أن أقعد بالمنزل من أجل أطفالى الذى لا يوجد لهم سند غيرى وأريد تكملة رسالتى معهم مثل إخواتهم، ومن أجل لقمة عيشى التى توارثتها عن زوجى والحمد لله ربنا بيرزقنى وبحضر كل يوم كيلو سكر وعلبة شاى وأسترزق منهم وربنا يرضينى فى نهاية يومى لأشترى كل ما يحتاجه أطفالى دون أن أمد يدى إلى أحد».
واختتمت كلامها: «كل ما أتمناه هو أن أكمل رسالتى مع عيالى وأن أراهم مبسوطين ولا يرون التعب الذى مر على فى تربيتهم وتعليمهم وأن أحيا حياة شريفة وبالجد والعمل سوف يرزقنى الله».