الأربعاء 17 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

"عبير" انتحرت هربا من معاملة زوجها.. والجيران: الجاني عاطل ومدمن مخدرات

الزوج والضحية
الزوج والضحية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أن يتسبب الإنسان فى مقتل أقرب الناس له؛ فتلك جريمة بشعة لا تغتفر.. وهو ما حدث فى مدينة السلام بالقاهرة، بعدما أقدمت زوجة على الانتحار هربًا من قسوة وظلم زوجها تاجر المخدرات، ولم يشفع لها عنده أنها انتظرته سنوات بعد دخوله السجن دون أن تطلب الانفصال، وآثرت أن تتحمل مسئولية ابنتها الصغيرة وتنتظره بعد دخوله السجن وقضائه فترة عقوبة استمرت ٧ سنوات بسبب اتجاره في المخدرات، وبعد خروجه عاد مرة أخرى لطريق الإجرام، ولم يكتف بذلك، بل واصل قسوته على زوجته مما دفعها لإلقاء نفسها من الطابق الخامس؛ حيث تسكن لتلقى مصرعها على الفور.
البداية كانت عندما تلقى الرائد حسن البكرى رئيس مباحث قسم شرطة السلام ثان، بلاغا من الأهالى بسقوط سيدة وابنتها من أعلى عقار سكنى.
على الفور انتقلت قوة أمنية إلى مكان الواقعة، حيث تم العثور على جثة سيدة فى الأربعينيات من عمرها وتدعى «عبير»، وبجوارها ابنتها وتدعى «دينا.ع - ١٢ عاما- طالبة» مصابة، حيث تم نقلها للمستشفى.
توصلت التحريات إلى أن السيدة وابنتها قامتا بإلقاء نفسيهما من أعلى العقار، بسبب سوء معاملة زوج الأولى ووالد الثانية.
وأضافت التحريات، أن الزوج ويدعى «ع. أ- ٥٠ عاما- عاطل»، تاجر مخدرات، وأنه دائم التعدى على زوجته وابنته، مما اضطرهما يوم الحادث لإلقاء نفسيهما من أعلى العقار، للهرب منه.
تم القبض على الزوج؛ حيث تم تحرير محضر له وعرض على نيابة السلام، التى أمرت برئاسة المستشار أحمد الشاذلي، بحبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
«البوابة نيوز» توجهت إلى منطقة «النهضة» بمدينة السلام، التى شهدت الواقعة، حيث التقت بعض شهود الحادث ومنهم جارة تدعى «أم يوسف- ٤٠ عاما- ربة منزل»، فقالت: «عبير الضحية كانت سيدة طيبة جدا، مسالمة وفى حالها، لذلك أحبها الجيران كلهم، إلا أن زوجها كان عكسها تماما، فهو كان مشهورا عنه سوء السلوك والبلطجة وتعاطى المخدرات، بل والمتاجرة فيها، ولم يحمل يوما هم زوجته وابنته البالغة من العمر ١٢ عامًا، وواصل طريق الإجرام، رغم أنه منذ فترة افتتح كشكا أسفل العقار الذى يقيم به لبيع المرطبات والسجائر وحلوى الأطفال، بل وواصل الاعتداء على زوجته الطيبة، واستمر فى الاستدانة من الجيران تاركا مسئولية تسديد الديون لها».
وتضيف الجارة قائلة: «رغم كل قسوته تلك؛ فإنها، حينما سجن لفترة ٧ سنوات، لم تطلب الانفصال عنه وفضلت انتظاره ومواصلة تربية ابنتها لوحدها، ولم يكن معها أو بجوارها من يساعدها سوى مساعدات بسيطة كانت تتلقاها من بعض الجميعات الخيرية، إضافة إلى قيامها ببيع مستحضرات تجميل لتوفير متطلبات ابنتها التى التحقت بالمدرسة، وبعدما خرج زوجها من السجن عاد إلى سيرته الأولي، رغم أنه نجح فى الحصول على عمل مراقب «كارتة»؛ إلا أنه ترك العمل بعد وقت قصير بسبب المشاجرات مع السائقين، وبعدها افتتح «الكشك» وواصل تعذيب ابنته وزوجته التى لم يكن بإمكانها الوقوف أمامه أو الاحتماء بأهلها مستطردة: «لما غضبت قبل كده قام باختطاف نجلى شقيقها حتى يجبرها على العودة إليه مرة أخرى» ولذلك عادت مجبرة للحياة معه. وعن حادثة الانتحار تقول: «قبل الحادث بيومين جاءت لى، وقالت إن زوجها هددها بالضرب إن لم تحضر له نقود بأى شكل، بعدها صعدت لشقتها؛ حيث تقيم فى الطابق الخامس، وظللنا نسمع صرخاتها هى وابنتها التى ألقت بنفسها من الشرفة لكن العناية الإلهية أنقذتها، إذ سقطت على «تندة» الجيران الذين قاموا بإخفائها من والدها الذى نزل وهدد الجيران قائلا: «هولع فيكم طلعوا البنت أحسن ليكم»، فاضطروا لتسليمها إليه، وما أن صعد لشقته قام بطعنها بمنطقتى الرأس والقدم، وبعدها حاول الجيران السيطرة عليه، لكنه كان غائبا عن الوعى تماما؛ لأنه كان يتعاطى الأقراص المخدرة. وواصل بعدها ضرب زوجته التى ألقت بنفسها من الطابق الخامس هربا من جحيمه لتلقى مصرعها على الفور.