الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: يجب أن يشعر المتألمون بقربنا منهم

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"عند أقدام الصليب تذكّرنا مريم بفرح أننا أصبحنا أبناءها، ويدعونا ابنها يسوع لنأخذها إلى بيوتنا ونضعها في محور حياتنا"، هذا ما قاله البابا فرنسيس في عظته في القداس الإلهي الذي ترأسه في مزار أم الله في أغلونا مختتمًا زيارته الرسولية إلى لاتفيا.
جاء ذلك في ختام زيارته إلى لاتفيا، حيث ترأس البابا فرنسيس القداس الإلهي في مزار العذراء في أغلونا، أمس الإثنين، وألقى عظة قال فيها إن حدثين فقط تقاطعت فيهما حياة يسوع وحياة امّه: عرس قانا الجليل ومريم عند أقدام الصليب.
حيث يسلط الإنجيل الضوء على أن مريم قد "وقفت ثابتة" بالقرب من ابنها. لم يكن وقوفًا بسيطًا بل كانت "مُسمَّرة" بثبات عند أقدام الصليب تعبِّر بجسدها أن لا شيء ولا أحد بإمكانه أن يبعدها عن ذلك المكان. وبالتالي تظهر مريم هكذا: بالقرب من الذين يتألّمون والذين يهرب منهم العالم بأسره، بالقرب من الذين يُحكم عليهم من قبل الجميع ويتمُّ ترحيلهم.
أضاف الحبر الأعظم: "تُظهر لنا مريم أيضًا أسلوبًا للوقوف بالقرب من هذه الوقائع والذي ليس مجرّد زيارة قصيرة، وبالتالي على الذين يعانون بسبب واقع ألم معيّن أن يشعروا بأننا بقربهم وبشكل ثابت؛ يمكن لجميع المهمّشين في المجتمع أن يختبروا هذه الأم القريبة لأنّه في من يتألّم تستمر جراح ابنها يسوع المفتوحة. هذا ما تعلَّمته عند أقدام الصليب؛ ونحن أيضًا مدعوون لنلمس آلام الآخرين. لنذهب للقاء شعبنا لنعزيه ونرافقه، ولا نخافنَّ من اختبار قوّة الحنان ومن أن نصرف حياتنا في سبيل الآخرين".
تابع البابا فرنسيس: "صحيح أنّ انفتاحنا على الآخرين قد أحيانًا سبب لنا ألمًا كبيرًا؛ كما هو صحيح أيضًا أن واقعنا السياسي وتاريخ النزاع بين الشعوب لا يزال حديثًا. لكنّ مريم تظهر كامرأة منفتحة على المغفرة، قادرة على أن تطرح جانبًا الحقد وعدم الثقة، ولا تتذمّر حول ما كان سيحصل لو أنَّ أصدقاء ابنها وكهنة شعبها والحكام قد تصرّفوا بشكل مختلف. إن المطران سلوسكان الذي دُفن هنا كتب لأهله بعد أن تمَّ اعتقاله وإبعاده: "أسألكم من أعماق قلبي: لا تسمحوا للانتقام أو الغضب بأن يقيما في قلوبكم. إن سمحنا لهما بذلك فلن نكون مسيحيين حقيقيين وإنما مجرّد أشخاص متعصِّبين". وبالتالي وفي زمن نرى فيه عودة ذهنيات تحثنا على عدم الثقة بالآخرين تدعونا مريم وتلاميذ هذه الأرض لكي نقبل الآخر ونراهم مجدّدًا على الأخ والأخوّة الشاملة".
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول نتذكّر ذلك اليوم وعند أقدام الصليب تذكّرنا مريم بفرح أننا أصبحنا أبناءها، ويدعونا ابنها يسوع لنأخذها إلى بيوتنا ونضعها في محور حياتنا. هي تريد أن تمنحنا شجاعتها لنقف بثبات؛ وتواضعها الذي يسمح لها بأن تتأقلم في كل مرحلة من التاريخ؛ وترفع صوتها لكي وبدءًا من هذا المزار نلتزم جميعًا بالاستقبال بدون تمييز ولكي يعرف جميع سكان لاتفيا أننا مستعدّين لتفضيل الأشد فقرًا وإنهاض الذين سقطوا واستقبال الآخرين كما هم عندما يمثلون أمامنا.