الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"كوربن" سيمتثل لرأي الغالبية في حزب العمال بالنسبة إلى ملف "بريكست"

زعيم حزب العمال البريطاني
زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن الأحد أنه يعارض تنظيم استفتاء ثان حول بريكست لكنه وعد بالامتثال لرأي الغالبية في حزبه الذي يعقد مؤتمرا في ليفربول.
وقال زعيم المعارضة في مقابلة مع صحيفة صنداي ميرور "أنا لا أدعو إلى استفتاء ثان". وفي وقت تتعثر مفاوضات بريكست بحسب تصريحات رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الجمعة، اعتبر كوربن أن "أفضل طريقة لتجاوز هذا الوضع هي الدعوة لانتخابات تشريعية".
لكنه أعلن أن تصويتا على تنظيم استفتاء جديد سيجرى قبل نهاية مؤتمر حزب العمال الأربعاء، مشيرا الى ان السؤال الذي سيطرح على أعضاء المؤتمر لم يتم تحديده حتى الآن مؤكدا "سأحترم ما سيتقرر خلال المؤتمر".
وبحسب استطلاع لمعهد يوغوف لحساب ذي أوبزرفر نشرت نتائجه الأحد، فان 86 بالمئة من أعضاء حزب العمال يؤيدون تنظيم استفتاء ثان حول النتيجة النهائية لمفاوضات بريكست مع الاتحاد الاوروبي، في حين يعارض ذلك 8 بالمئة منهم.
وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص في شوارع ليفربول بعد ظهر الأحد تأييدا لتنظيم "تصويت شعبي"، ما زاد الضغط على كوربن.
وكتب المتظاهرون على لافتات "لم يفت الأوان" و"جيريمي انصت الينا" و"نحن هنا من أجل أحفادنا".
وقالت كلير هاليت (60 عاما) التي شاركت في التظاهرة وقد غطت كلبها بالعلم الأوروبي، أن كوربن "يجب أن يستمع إلى أعضاء" حزب العمال مضيفة "بوصفه زعيما لا يمكنه أن يكتفي برأيه الخاص عليه أن يمثل الرأي العام في الحزب".
وأيد العديد من نواب وقيادات حزب العمال بينهم عمدة لندن صادق خان تنظيم استفتاء ثان وهو ما تناضل لأجله أيضا الكونفدرالية النقابية (تي يو سي).
أما جيريمي كوربن فاختار حتى الآن تفادي هذه القضية الحساسة. وذكر الأحد عبر بي بي سي بأن 40 بالمئة من ناخبي حزب العمال صوتوا لصالح بريكست في استفتاء يونيو 2016.
وفي آخر انتخابات تشريعية كان كوربن ركز حملته على السياسة الداخلية وخصوصا القضايا الاقتصادية والاجتماعية وهو تكتيك اثمر فاستمر في نهجه.
ويقول تيم بايل، مدير قسم العلوم السياسية في جامعة "كوين ماري" في لندن ان قيادة حزب العمال ستتفادى التموضع الشديد الوضوح في النقاش الداخلي حول المسالة لانها "قلقة جدا ازاء رد فعل الناخبين في حال اتخذ الحزب موقفا مؤيدا لاوروبا".
ومع الانقسام حول بريكست ينقسم حزب العمال ايضا بشأن مشكلة معاداة السامية. وغذى الامر تردد الحزب في تبني تعريف نهائي لمفهوم معاداة السامية خشية ان يؤدي ذلك الى الحؤول دون انتقاد سياسة إسرائيل.
وأقر كوربن في أغسطس 2018 بأن الحزب يواجه "مشكلة حقيقية" في هذا الموضوع مؤكدا ان الاولوية لديه تتمثل في "استعادة الثقة" مع الطائفة اليهودية.
ويقول أناند مينون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "كينغز كولدج" في لندن "اذا ارادوا للمؤتمر ان ينجح، فسيكون عليهم التصدي لمشكلة معاداة السامية وعدم ادعاء انه تمت تسوية المسألة".
وتتمثل مهمة جيريمي كوربن بالتالي في رص صفوف الحزب وخصوصا ان مشروعا يناقش داخل الحزب ينذر باثارة غضب قسم من النواب العماليين. وينص المشروع على ان النواب الراغبين في الترشح مجددا لا يمكنهم القيام بذلك تلقائيا بل سيكون عليهم الخضوع لتصويت اعضاء الحزب.
وهو مقترح تدعمه بقوة مجموعة ناشطين قوية من انصار كوربن تتباهى بالطابع الديمقراطي للمقترح وتأمل بأن يتم تجديد الدماء داخل الحزب. اما معارضو المقترح فهم يخشون ان يؤدي الامر الى عمليات استبعاد.
والخطر يتمثل في إمكان ان يشكل النواب المستبعدون بالتصويت حزبهم الخاص، بحسب ما قال ستيفن فيلدينغ مضيفا "في هذه الحالة يمكن ان يمنع ذلك حزب العمال من الفوز في الانتخابات المقبلة وجيريمي كوربن من الوصول إلى الحكم. والامر بالتالي فائق الأهمية".