الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

في حواره مع "البوابة نيوز".. إريك ألتورفر: أسعى لوصول المسرح لكل الطبقات والمهمشين.. المسرح العربي لم يختلف كثيرًا عن العالمي

إريك ألتورفر
إريك ألتورفر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«إريك ألتورفر» واحد من أبرز المخرجين والدراماتورج فى سويسرا، وكان تركيزه على الكتابات والمشروعات المعاصرة التى تمثل أساليب فنية متنوعة فى المسارح والمهرجانات داخل ألمانيا والنمسا وإنجلترا والأرجنتين وسويسرا، وصاحب برنامج «الكاتبة المسرحية» الذى يعمل على اكتشاف المواهب الشبابية وخلق جيل جديد من شباب الكتاب المسرحيين فى دول العالم، درس اللغة الإنجليزية والألمانية وآدابهما بجامعة زيورخ، وعمل مساعد مخرج بمسرح سوفوكليس بزيورخ منذ عام ١٩٩٧.
أخرج «إريك» مسرحية «الأتوبيس» وأطلق مبادرة لتنظيم المهرجانات لعرض مسرحيات جديدة بمسرح سوفوكليس بزيورخ، جعلته يحصل على عدة جوائز، منها جائزة المسرح السويسرى فى عام ٢٠١٥، التقت «البوابة» بالمخرج والدراماتورج وصاحب برنامج «الكاتبة المسرحية» ولكى يطلعنا على تجربته المسرحية فى سويسرا، والقضايا التى تشغله، وأبرز الكُتاب الذين تأثر بهم، ورؤيته للمسرح العالمي، والمشروع الثقافى القائم عليه. 

■ فى البداية حدثنا عن تجربتك مع «الكتابة المسرحية»؟
- عملت كمخرج ودراماتورج فى سويسرا، كماعملت أيضا فى مسارح عديدة، وفى الفترة الحالية أعمل بشكل أكثر حرية وقائم على برنامج مهم فى سويسرا وهو «الكتابة المسرحية» لمدة عام واحد، وأعمل مديرا لهذا البرنامج منذ ١٥ عاما، ويهدف إلى اكتشاف المواهب الشبابية فى الكتابة المسرحية، والعمل على تنميتها، والتعرف على العناوين المحتملة على المستوى الفردى والمحلى والعالمى والعمل على الحبكة المسرحية وتحديد الشكل واللغة لمسرحيات يمكن تناولها فى المستقبل، وتطبق الورشة على تحليل العرض المسرحى السويسرى «أيام صفراء» وهو عرض كتبته فتاة تبلغ من العمر ١٦ عاما، وهى نتاج ورشة الكتابة المسرحية الذى أعمل على إدارته الآن، مع التركيز على البناء المسرحي، والمحتوى، وحوار الشخصية، ويمثل المسرح الجزء الأمامى فى سويسرا.
ومعظم الأعمال المسرحية التى أقدمها تأخذ الشكل الثقافى الألمانى والنمساوى ذات الطابع السويسري، فالكثير من المسرحيين السويسريين يدرسون بالخارج وكذلك الكثير من الألمان والنمساويين يدرسون المسرح فى سويسرا، فهى بمثابة المزج والخلط بين الهويتين والدمج بين دولة سويسرا والبلدان الأخرى. 
■ كيف ترى المسرح العالمى؟ 
- المسرح متواجد بشدة ولم يمت، لأنه ليس شيئا فريدا من نوعه وغير متواجد، ذهبت للكثير من المسارح بالخارج وجسلت ضمن الجمهور، هى قمة المتعة والتعرف على ما هو جديد فى المسرح وتقنياته، فهو يعبر عن حال وهموم المواطنين بكل قضاياهم.
■ هل المسرح المعاصر ما زال يلتزم بالنمط الأرسطي؟ 
- بالطبع لا.. لأن عروضا كثيرة تقدم على المسرح المعاصر، أما بالنسبة للجزء الأرسطى فهو يطبق على المسرحيات الكلاسيكية المحدودة الشكل، ولكن المسرح المعاصر الآن به عروض مسرحية كثيرة متنوعة ومختلفة.
■ ما رؤيتك للنص المسرحى وتقنياته؟ 
- نمتلك مسرحا قوميا فى سويسرا مثلما هو فى مصر، ويقدم عروضا مسرحية كثيرة كل عام، ويعتمد على وجهة نظر المخرجين وكيفية تقديمها بأى شكل وقالب، فهم يملكون كل الحريات فى اختيار كل الأشكال المسرحية المطلوبة حسب رؤيتهم الإخراجية، فهناك فرق متفردة فى أشد الاحتياج للدعم الدائم من قبل وزارة الثقافة، فهم يتقدمون بطلب للوزارة لتقديم عروض مسرحية وفى حالة نجاحها تقدم فى العالم الخارجي.
وهناك شركات إنتاج تعمل على تمويل هذه العروض مثل فرقة «ماما تشينس» وهى من الفرق المستقلة التى ليست فى الاحتياج إلى الدعم المادى من قبل وزارة الثقافة، لأنها بالفعل من الفرق الناجحة عالميا ومعروفة فى كل دول العالم، فالمسرح السويسرى يمتلك أشياء كثيرة يمكن تقديمها فى الصندوق الأسود، والشارع، والساحات، والميادين، ويأخذ المسرح السويسرى شكل «أوديو» من خلال سماعات يستمعون من خلالها بعض العروض المسرحية فى أى مكان أو فى الشارع، ويقدم المسرح السويسرى كافة الأشكال المسرحية منها المسرح الكلاسيكي، والوثائقي، الهواة، والمعاصر ذات التقنيات الحديثة والجودة العالمية، بالإضافة إلى مسرح ذوى الاحتياجات الخاصة وهو للمخرجة «شارون بيل» قدمنا من خلال هذا المسرح عرضا مسرحيا وكان أبطاله من ذوى الاحتياجات الخاصة وحقق نجاحا باهرا جماهيريا ونقديا ما يقرب لمدة ١٠ سنوات، وكانت من أنجح المسرحيات بسويسرا، فالمسرح السويسرى يمتلك التنويعات الكثيرة وكل هذه التنويعات تجدها فى المسرح والثقافة الألمانية وأى أعمال أخرى فى الداخل والخارج.
■ ما القضية التى تشغلك الآن وتود العمل عليها؟
- القضية التى تشغلنى هى كيفية وصول المسرح لجميع الطبقات، فأغلب الجمهور الذى يحضر المسرح هو من الفئات المتعلمة والطبقات الفوق متوسطة والمتوسطة، وأريد من المجتمع ككل أن يكون لديه القابلية على مشاهدة المسرح، فالموضوع ليس مقتصرا على الطبقة الفوق متوسطة والمتعلمة فقط، ولكن الأمر يتطلب كل الطبقات بما فيها الطبقة الفقيرة، أن يصل لها المسرح والفن والثقافة، فالمسرح البحرينى يقتصر على شريحة معينة من الجمهور، وبالفعل الكثير منهم غير قادرين على مشاهدة المسرح، لأن الموضوع يختص بطبقة محددة ومعينة، وأسعى لتحقيق وصول المسرح لكل الطبقات والمهمشين.
■ كيف ترى المسرح العربى فى الوقت الراهن؟ 
- المسرح العربى لا يختلف كثيرا عن المسرح العالمي، ويحمل نفس التنوع والاختلافات فى قوالبه المسرحية، ولكن المسرح العربى يحمل تيمات ومصادر مختلفة من حيث المكان، والشكل المسرحي، والتمويل، فالمسارح العربية تختلف تمويليا عن الأوروبية، والجمهور يختلف من مكان لآخر.
■ كيف ترى تجربة شباب الكتاب المسرحيين؟ 
- هناك تجارب كثيرة شبابية جيدة فى الكتابة المسرحية، ودائما ينظر شباب الكتاب إلى كبار الكتاب المسرحيين أمثال صلاح عبدالصبور، توفيق الحكيم وغيرهما من كبار كتاب العالم الأوروبى والعربي، أنهم مثلهم الأعلى ويتخذونهم قدوة لهم، والكثير من هؤلاء الشباب يمتلكون نصوصا جيدة وعروضا مسرحية قوية يشيد بها الكثير من المسرحيون ويسعون دائما للوصول إلى مكانة هؤلاء الكُتاب الكبار.
■ مَن أبرز الكتاب المسرحيين الذين تأثرت بكتاباتهم؟ 
- رحيل «فريش» و«ديورنمات» خَلق فراغا فنيا فى المشهد المسرحى السويسري، وذلك جعل الأجيال المقبلة تجد صعوبة كبيرة فى كتابة أعمال مسرحية تملأ ذلك الفراغ، ولكن أرى أن من أبرز الكتاب هم الكاتب السويسرى المعاصر «لوكاس بيرفوس» صاحب رواية «مائة يوم» وله العديد من الأعمال ترجمت إلى العربية، والحائز على جائزة برلين الأدبية فى العاصمة الألمانية، والكاتبة «كلاريبيا أليجريا» وأعمالها لم تترجم بسبب بعض القيود على مسرحياتها وعدم نشرها.
■ ما مشروعك الثقافى الذى تعمل عليه حاليا؟ 
- أعمل حاليا ببرنامج مسرحى بإذاعة سويسرا، بالإضافة إلى ورشة الكتابة المسرحية، التى يقدمها مع اللاجئين السوريين، وسوف أعمل خلال الفترة المقبلة بأكاديمية الفنون بـ «زيورخ» وسوف أقوم بتدريس بعض ورش الكتابة المسرحية وإعطاء الفرصة للاجئين السوريين وكيفية تعليمهم الفنون.