الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

وزير الزراعة السوداني لـ"البوابة نيوز": عازمون على تحقيق الأمن الغذائي بالتعاون مع مصر.. هدفنا توفير المحاصيل للمناطق التي تشهد حروبا.. الخلافات العربية لا بد من تجاوزها

وزير الزراعة السوداني
وزير الزراعة السوداني في حواره لـ"البوابة نيوز"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تولى المهندس حسب النبي موسى، وزير الزراعة السوداني، مهام منصبه الجديد بقرار جمهوري من الرئيس السودانى عمر البشير منذ أيام قليلة، وكانت أول مهمة خارجية له هى زيارته للقاهرة، ليترأس أعمال اجتماع لبحث سبل القضاء على الجوع بالمنطقة العربية، بمقر الجامعة العربية.
والتقت «البوابة نيوز» الوزير السوداني، فى أول حوار له عقب توليه مهام منصبه، والذى أكد فيه عزمه على توطيد العلاقات الراسخة والمتينة بين مصر والسودان، مشددا على أن الخلافات بين الدول العربية ليست هى الأساس وإنما مجرد «سحابات صيف»، لا بد من تجاوزها، وإلى نص الحوار: 



■ ما خطتك لتعزيز التعاون مع مصر، خاصة أنك بدأت أولى مهامك الجديدة بزيارة القاهرة؟
- نحن عازمون على توطيد العلاقات الراسخة والمتينة بين مصر والسودان، وتعزيز التعاون بين الجانبين، خاصة فى المجال الزراعى لتحقيق الأمن الغذائى، الذى يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
■ ترأست اجتماعا بالجامعة العربية لبحث سبل القضاء على الجوع فى المنطقة، فهل يمكن الوصول إلى هذا الهدف على أرض الواقع؟
- بالطبع، فالوطن العربى يمتلك الكثير من الموارد الطبيعية والبشرية، وبالتالى نحتاج إلى تعزيز التعاون والتكامل بين الدول العربية للقضاء على الجوع، فالمنطقة العربية غنية بمواردها التى يمكن من خلالها تحقيق الأمن الغذائي.
■ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
- من وجهة نظرى يمكن تحقيق ذلك من خلال الاستغلال الأمثل لهذه الموارد الطبيعية والكوادر البشرية التى تتوفر فى الوطن العربي، فعلى سبيل المثال لدينا فى السودان الأراضى الزراعية متوفرة وبمساحات شاسعة وكذلك المياه، كما أن هناك بعض الدول العربية التى تمتلك أيضا مساحات شاسعة جدا من الأراضي، وهناك أيضا التمويل وكذلك الخبرات اللازمة المتوفرة فى الوطن العربى وعلى رأسها مصر، وبالتالى إذا استغللنا كل هذه الموارد الاستغلال الأمثل فيمكن أن ننجح فى القضاء على الجوع.
■ وكيف يمكن التكامل بين الدول العربية لمواجهة الجوع؟
- لا بد من وجود عمل جماعي، نحدد فيه مسئولية كل المشاركين معنا من الدول والمنظمات سواء شعبية أو فنية، وكذلك المنظمات التابعة للجامعة العربية، حتى نستطيع القيام بعمل جماعى لتنفيذ خطة محددة وبرنامج زمنى محدد للقضاء على الجوع فى المنطقة، وتحقيق الأمن الغذائى وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، وهى جميعها قضايا تحتاج الى تضافر وتكامل الجهود العربية. 
■ ما تقييمك لأداء الدول العربية فى هذا الشأن؟
- فى الحقيقة أن معظم الدول العربية نجحت فى تحقيق أهداف الألفية، فيما يخص التعامل مع قضية الجوع، واعتمدت نظم إدارة مائية وزراعية ونظما لضمان وصول الطعام للأشخاص الذين يعانون من الجوع، ولكن للأسف ما زالت المنطقة العربية تعانى من ضعف مستوى وفهم التعامل مع ملف الأمن الغذائى والتغذية السليمة، وهو ما يتطلب إيجاد رؤية أكثر عمقا فى فهم العلاقة التكاملية غير القابلة للتجزئة، لتحقيق هدف القضاء على الجوع وإيجاد الحلول الممكنة فى ظل التحديات القائمة.
■ هل هناك خطة استراتيجية لسد الفجوة الغذائية، خاصة فى الدول التى تشهد الصراعات والنزاعات المسلحة؟
- بالطبع، هدفنا توفير المحاصيل والغذاء للمناطق التى تشهد الهشاشة والحروب والسعى سياسيا لأن نصل إلى نهاية هذه الحروب التى أعتبرها حروبا مخلقة وليست أصيلة فينا، ونحن نسعى الآن لتشكيل لجان لإنهاء الخلافات.



■ التقيت خلال زيارتك للقاهرة بالأمين العام للجامعة العربية أحمدأبوالغيط، فكيف كان اللقاء؟ 
- بالفعل التقيت الأمين العام، وتشرفت بهذا اللقاء فى أول يوم عمل لى رسميا فى التكليف الجديد للوزارة، وقد أكد الأمين العام دعمه الكامل لتعزيز التعاون كذلك دعمه لعمل اللجنة العربية للقضاء على الجوع. 
■ وهل تباحثت معه بشأن مبادرة الرئيس عمر البشير، حول الأمن الغذائى التى عرضت على القمة العربية مؤخرا، وآلية تنفيذها؟
- ناقشنا الخطة التى قدمها رئيس السودان لتوفير الأمن الغذائى للدول العربية، والمبادرة السابقة للمملكة العربية السعودية، وأرى أنه لا بد أن نخرج بخطة تنفيذية لتحقيق الأهداف المرجوة.
■ ولكن فى ظل الخلافات السياسية الراهنة، هل هناك ترى امكانية لتحقيق التكامل والتعاون اقتصاديا؟
- من وجهة نظرى أنها ليست خلافات عربية فى حد ذاتها، إنما سحابات تعبر، لكن على المستوى الفنى سنعمل فى ظل أى سحابة عابرة، ونستغل هذه السحابة كظل لنا لتوفير الراحة لتنفيذ أعمالنا.
■ وما خطتك لدعم قطاع الزراعة السوداني؟
- زرعنا هذا العام أكثر من ٥٤ مليون فدان بولايات السودان المختلفة، زراعة مطرية، وهذه كلها محاصيل حبوب زيتية كمرحلة أولي.
وأولويات الوزارة فى هذه المرحلة تتمثل فى تحدى حصاد الموسم الزراعي، وأرى أن الموسم الزراعى يبشر بإنتاجية عالية، كما أن الوزارة تعمل حاليا على التحضير للموسم الشتوي، وذلك بتوفير التمويل اللازم ومدخلات الإنتاج الزراعي، وتم توفير الكميات المطلوبة من الوقود لإنجاح عمليات الحصاد، كما تم توفير كل الكميات التى تم الدفع بها لوزارة النفط سابقًا، وستعمل الوزارة بالتنسيق مع الجهات المختصة لتوفير الحصة المطلوبة من الوقود للموسم الشتوي.
كما أننا مستعدون لتقديم الدعم والسند فيما يصلح القطاع الزراعي، خاصة أن التحدى الماثل الآن، هو موسم الحصاد الذى يتطلب الإعداد والترتيب له مجهودًا كبير بجانب ضرورة إعلان الأسعار التركيزية للموسم الصيفي، لذلك فإن التوظيف الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية يقود لتحقيق الرفاهية، ولذلك نحن مستعدون بالكامل لتنفيذ البرامج والخطط التى تحقق ذلك فى السودان.