الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ستات مصر ينصرن الدستور ويقهرن الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ استفتاء 19 مارس لعام 2011 على التعديلات الدستورية التى أجرتها لجنة طارق البشرى كانت المرأة المصرية الابرز فى مشاهد لجان الاستفتاء والانتخابات التى جرت طوال الاعوام الثلاثة الماضية، كما اقتسمت مع الرجل ميادين ثورة 30 يوينو التى احتشد فيها المصريون بعد مرور اقل من شهرين على حكم الجاسوس الخائن مرسى .
المرأة كانت العنوان الأول الذى اهتمت به احزاب وقوى الاسلام السياسى ، فى ممارستها للعملية السياسية وان كان مبعث ذلك الاهتمام هو الاستغلال للفقر والحاجة وقلة الوعى ، بالاضافة للغمامة التى غشت وعى كثيرين وكان منهم مثقفون وسياسيون .
ومن الاهمية بمكان أن نتأمل حجم وكيفية مشاركة المرأة فى العمليات الانتخابية التى جرت بعد 25 يناير 2011م، معظم تقارير الرصد الحقوقية والصحفية لاستفتاء 19 مارس وانتخابات مجلسى الشعب والشورى المنحلين ، لفتت الى مشاركة المرأة بشكل بارز واقبالها على عملية التصويت ، بل ان بعضها ذكر تقدم المرأة من حيث المشاركة.
وكانت المرأة خاصة فى العشوائيات والمناطق الاكثر فقرا المنتشرة على اطراف المحافظات والمدن الهدف الاول لآلة الدعاية الاخوانية والسلفية ، فمع أكياس السكر والزيت وورقة مالية لاتزيد قيمتها على خمسين جنيها ، كانت بعض العبارات الدينية المكفرة للمنافسين ، او المحذرة من شيوع الرذيلة مايقدم لزوم التحفيز واتمام حلقة تزييف الوعى؛ وفوق ذلك كله كانت عناصر الاخوان والسلفيين توفر وسائل النقل الى حيث مقار لجان الاستفتاء او الانتخابات.
مشاركة النساء الفقيرات كانت الصورة الأبرز، وساهمن بقوة فى فوز نعم باستفتاء 19 مارس واكتساح مرشحو الاسلام السياسى فى برلمان 2012 المنحل، الملاحظ ان الدعاية الاسلامية بسكرها وزيتها وشعاراتها الزائفة ، لم تستطع خداع الاحياء الشعبية التقليدية وان لم يظهر ذلك واضحا الا مع انتخابات الرئاسة .
رغم الفقر وانعدام التعليم ساهم اداء النواب الاسلاميين فى برلمان 2012 المنحل فى تثقيف وتوعية غالبية المصريين وفى مقدمتهم نساء العشوائيات فقد ادركن ان من اختاروهم انما يتاجرون بالدين ولا شغل لهم فى واقع الحال الا الحديث عن المرأة بوصفها عورة ، ورأوا بأعينهم ان النائب الاخوانى او السلفى لايخدم الا عناصر تنظيمه من ابناء الحى .
ولأن المرأة فى العشوائيات كغيرها تمتلك هذا التأثير على من حولها من رجال ، ابناء كانوا او اشقاء او ازواجا وحتى آباء" فالرجل المصرى وإن بدا ذكوريا الا انه يعتقد ان الحكمة تسكن عقل امرأته " المهم ان امرأة العشوائيات انتقلت بوعيها وتأثيرها الى الصف المناهض لحكم الاسلاميين ؛ وهذا ماعكسته نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2012م، وكذلك نتائج الاستفتاء على دستور العار الذى صاغته الجماعة الارهابية واحلافها من عناصر القوى الاسلامية .
كلنا يذكر كيف وضع نظام مرسى الخائن العراقيل امام نساء مصر كى لايدلين بأصواتهن فى الاستفتاء على دستور العار؛ وشهدت معظم اللجان سواء فى المناطق العشوائية او الشعبية او الراقية انتظام سيدات مصر فى طوابير ربما كانت الاطول فى التاريخ الديمقراطى لمصر، ولم يختلق عناصر الارهابية العراقيل آنذاك إلا لأنهم أدركوا الخطر الذى اضحت تمثله المرأة المصرية على شرعيتهم .
ستات مصر كن ايضا فى مقدمة جميع التظاهرات التى هتفت ضد حكم المرشد وكن من دفع الثمن الاكبر ، فهم من تحملن غزوات التحرش الجماعى التى نظمتها ميليشيات جماعة الاخوان وحلفاؤها الاسلاميون فى مختلف الميادين لتشويه ثورة المصريين ضد حكم الخونة ، وهن ايضا من تلقين صفعات ورصاص عناصر الجماعة من أشباه الرجال والمخنثين .
وحتى بعد ثورة الثلاثين من يونيو تظل المرأة المصرية العنوان الاكبر فى الحرب على الارهاب ، فهى من لم تخش تهديدات جماعة الاخوان باثارة الفوضى وتنفيذ عمليات ارهابية كبيرة، وربما كانت اقوى تلك التهديدات والاكثر ارعابا لأى أم التهديد بشن عمليات ارهابية مع بداية العام الدراسى، ومع ذلك دفعت الام المصرية بأولادها الى المدارس واصرت على مواجهة الارهاب بممارسة الحياة كاملة دون خوف او تردد.
تخيلوا لو ان الام المصرية خشيت من نزول ابنائها للمدارس والجامعات او منعتهم من ارتياد السينما والذهاب الى النادى وطالبت رجال العائلة صباح مساء بالحذر كلما ذهبوا الى اشغالهم كيف ستكون الحياة فى مصر .
لا يقل دور الست المصرية ايزيس اهمية عن دور قوات الجيش والشرطة فى مواجهة الارهاب ، فهى من تهزمه مجتمعيا بالدفىء والحب والجمال الذى لم تحظ بمثله امرأة فى الدنيا لذلك هى سيدة العالم ، وسيؤكد مشهد الاستفتاء على دستور ثورة 30 يونيو ان المراة المصرية هى من ستحسم النتيجة لصالح الوطن بما يتراوح حول نسبة الـ 80% وانها ستكون صاحبة الفضل الاول فى اتمام خارطة المستقبل .