الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف على أقدم مدرسة للفتيات في مصر.. كان بها 200 تلميذة و15 معلمة

مدرسة السنية
مدرسة السنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ربما وأنت تمر في 1 شارع الكومي بمنطقة السيدة زينب القاهرة، تقع عيناك على إحدى المدارس التي تحتفظ بطراز معماري مميز، فتدرك أنك أمام مدرسة تاريخية أطلق عليها المدرسة السنية.
في أوائل القرن التاسع عشر، كان تعليم البنات لدي عامة المصريين من الأمور غير المرغوبة، ولما وصل «محمد علي» إلى سدة الحكم حاول تغيير هذا الأمر وتكسير تلك التقاليد الجامدة، ففتح مدرسة «الولادة»، لكن الأمر لم يكن سهلا كما كان يتصور، فلم يتقدم أحد من المصريات للمدرسة، مما دفعه لإلحاق فتيات من السودان والحبشة بها، وربما كان سبب فشل تجربة «محمد علي» أنه لم يكن مقتنعا تمام بالفكرة، ظل الأمر هكذا حتى جاءت صحوة «رفاعة الطهطاوي» و«علي مبارك» ومنادتهما بضرورة تعليم المرأة، لكن دعوتهما هي الأخرى لم تلق قبولا في عهد «عباس الأول»، لكنها أتت ثمارها في عصر الخديوي إسماعيل.
وأنشأت زوجته جشمة آفت هانم أفندي، أول مدرسة للبنات، بأن اشترت قصرا قديما في القاهرة، وأمرت بتحويله إلي مدرسة للبنات تضم مائتي تلميذة للقسم الداخلي، ومائة أخرى للقسم الخارجي، وافتتحت هذه المدرسة في 3 مارس عام 1873 باسم المدرسة السيوفية، ثم تغير اسمها بعد ذلك إلى المدرسة السنية 1873، وفي هذا الوقت كان مصطلح الدائرة السنية يستخدم للإشارة إلى أملاك الخديوي إسماعيل.
وصاحب لفظ السنية كثير من الكلمات مثل: الإرادة السنية- السلطنة السني، ضمّت المدرسة الفتيات من مختلف الطبقات الاجتماعية، لأنها كانت مدرسة مجانية لا تقبل الرسوم المادية من أولياء الأمور، بجانب البعد عن التمييز المذهبي والاجتماعي، كمّا ضمّت 15 معلمة، منهن الناظرة واثنتان إفرنجيات، من خيرة المدرسات، إلا أنه في البداية لم يقبل الأهالي إرسال بناتهن إلى المدرسة، لشدة تسلط الأوهام الموروثة المقبولة بلا تمحيص على العقول.
ونتيجة لتشجيع الخديوي إسماعيل لفكرة تعليم البنات وتشجيع زوجته للأسر المصرية الراقية علي إرسال بناتها إلي المدرسة التي أنشأتها، أرسلت بعض هذه الأسر بناتهن للدراسة مما أدي إلي نجاح هذه المدرسة في تأدية رسالتها، وأدي إلي أن تخطو فكرة تعليم الفتاة خطوات لم يعد بعدها مجال للرجوع إلي الوراء، ونتيجة للإقبال علي هذه المدرسة أمر الخديوي إسماعيل بإنشاء مدرسة أخري للبنات علي غرار السيوفية ووصل عدد البطالبات بها إلى 200 فتاة.
وبدأ عدد الطالبات في التزايد، وكان التعليم في كلتا المدرستين مدته خمس سنوات يتمثل في تدريس القراءة والكتابة والحساب والرسم والجغرافيا وأشغال الإبرة والطبخ والغسيل والتدبير المنزلي بالإضافة إلي تعلم اللغتين التركية والفرنسية، وتلقين القرآن الكريم للطالبات المسلمات، ونتيجة لإقبال بنات الوجهاء والكبراء علي هاتين المدرستين أمر الخديوي إسماعيل بإنشاء مدرسة ثالثة تكون من العظمة والبهاء، بحيث يقتصر دخولها علي بنات العائلات الرفيعة.
واستمرت الأمور علي هذا الحال، ثم تعثرت في الفترة الأخيرة من عصر «إسماعيل» نتيجة للأزمة المالية التي تعرضت لها مصر، ثم جاءت الثورة العرابية وأعقبها الاحتلال الإنجليزي فتباطأت حركة النهضة في سيرها وشغل المصريون بمشاكلهم، وتعثر تعليم الفتاة في خطاه، ولم تفكر الحكومة في رفع تعليم الفتاة إلى أبعد من مقرر الشهادة الابتدائية وبعض القشور بمدارس المعلمات حتي برز بعض المفكرين الذين نادوا بضرورة تعليم المرأة والنهوض بشئونها، وكان علي رأس هؤلاء قاسم أمين، وبعد أن افتتحت الجامعة المصرية الأهلية أبوابها في عام 1908، رأت ضرورة الأخذ بيد المرأة والارتقاء بها علميًا وأدبيًا فأنشأت الجامعة في عام 1910 فرع نسائي، « لتدريس محاضرات خاصة بالسيدات، ولكن هذه التجربة لم يقدر لها الدوام لاعتراض العديد من الرجال عليها، واستمر الحال علي ذلك المنوال حتي فتحت الجامعة الحكومية أبوابها، وقبلت الطالبات أعضاء في الأسرة الجامعية رغم ثورة الرأي العام.