الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

بابلو نيرودا.. النضال شعرا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا لا يدربون المروحيات على جني العسل من أشعة الشمس؟، أين ترك البدر، كيس طحينه الليلة؟، إذا مت، ولم أعلم بموتي، فمن أسأل عن الوقت؟، إنه بابلو نيرودا الإنسان، والشاعر المناضل شعرا، بكلمات أقوى من الرصاص كان يجوب المدن، بحثا عن العدالة والحرية، والجديد الذي ربما مات قبل أن يجده.
وقال عنه رينيه دي كوستا في كتابه "شعر بابلو نيرودا" الصادر عام 1979: "تم اعتباره ذات مرة بأنه بيكاسو الشعر، بتلميح إلى قدرته السريعة لأن يكون على الدوام في طليعة التغيير، وكان هو نفسه قد ألمح مرارا إلى نضاله الشخصي ضد نمطه، وإلى حاجته المستمرة للبحث عن نظام جديد في كل كتاب يكتبه".
ويصادف اليوم 23 سبتمبر، ذكرى وفاته، وقد ولد في قرية صغيرة تقع وسط شيلي في الثاني عشر من يوليو 1904، ليبدأ كتابة الشعر في سن العاشرة، ونشر أولى محاولاته الأدبية "مقالة" عام 1917، أما مجموعته الشعرية الأولى "إقامة في الأرض" 1933 قدم فيها رؤيته، عن ولادة الفاشية الأوروبية، ولقد تنكر للديوان خلال فترته الماركسية، إلا أنه عاد عام 1960، ووافق على ضم بعض قصائده.
زار نيرودا كوبا 1942، وقرأ هناك ولأول مرة قصيدته "نشيد حب إلى ستالينجراد" التي مجد فيها الجيش الأحمر وقتاله في ستالينجراد، التحق نيرودا بالحزب الشيوعي، وفي عام 1945، انتخب نائبا، وقام بمهاجمة الرئيس كونزالس فيديلا في الجرائد، وهرب إلى المكسيك إثر استلام الجناح اليميني المتطرف لمقاليد الحكم، وسافر إلى الاتحاد السوفيتي، واستقبل بحفاوة، وتنقل في معظم بلدان أوروبا الشرقية، وقد شكل الاتحاد السوفياتي لنيرودا بلدا مهما حيث المكتبات والجامعات والمسارح مفتوحة للجميع.
وكتب نيرودا في منفاه "النشيد الشامل" 1950، وهو عمل مؤلف من 340 قصيدة، ناقش فيها تاريخ أمريكا اللاتينية من خلال وجهة نظر ماركسية، وأظهر معرفته العميقة بتاريخ وجغرافيا وسياسات القارة، وكانت الموضوعة المركزية هي النضال من أجل العدالة الاجتماعية.
فلم يكن الشعر بالنسبة لنيرودا مجرد تعبير عن العواطف والمسائل الشخصية، بل هو "نداء عميق يتعالى في الإنسان ومن هناك ينبعث الطقس الديني والترانيم وكذلك محتوى الديانات" وهذا ما أكده نيرودا في كتابه "ذكريات عام "1974.