الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

العزلة وتلف خلايا المخ وارتكاب الجرائم.. على مخاطر "الأستروكس"

الاستروكس
الاستروكس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأستروكس.. يُعد أخطر أنواع المخدرات على الإطلاق وأكثرها تأثيرًا وانتشارًا في الفترة الأخيرة، خاصة في الأحياء الشعبية لرخص ثمنه، حيث يحتوي على مركبات دوائية منها مواد الهيوسين والهيوسيامين والاتروبين، وتعد من أخطر المواد المخدرة.
وبدأ الأستروكس فى الانتشار في مصر مُنذ عامين تقريبًا، كما أن هناك عددا كبيرا من الشباب في مصر تحت سيطرة هذا المخدر القاتل، خاصة بين أعمار من 16 إلى 28 عامًا، حيث يقدر بعض الأخصائيين في مجال الطب النفسي أن نسبة تعاطي وإدمان الاستروكس فى مصر تصل إلى 40%، ما دفع الجهات المعنية فى تقليل هذه النسبة عن طريق التوعية بمخاطر وأضرار الأستروكس فى الجامعات والمدارس المصرية.
ويُستخدم الاستروكس عن طريق التدخين، وينتشر منه نوعان، الأول؛ ذو اللون الأخضر، وهو عبارة عن مكونات من "البردقوش" تضاف إليها المادة المخدرة الفعالة عن طريق الرش، أما النوع الثاني من الاستروكس فهو عبارة عن مادة "التبغ ولد فيرجينيا"، ويضاف أيضًا إليها المادة المخدرة الفعالة.
وتكمن كارثة الأستروكس فى طريقة تصنيعه، حيث تتم إضافة مبيدات حشرية إلى تركيبته، التي يجري رشها على العشب بطريقة عشوائية.
وتظهر أعراض الاستروكس سريعًا فى الدقائق الأولى من التدخين، حيث يدخل المتعاطى إلى مرحلة اللاوعي أو بما يشبه الحلم أو الصرع، فضلًا عن هلوسات سمعية وبصرية، ويصاحب هذه المرحلة رغبة ملحة بعمل أي شيء لدرجة تصل إلى القتل والاغتصاب.
ومؤخرًا أدرجت وزارة الصحة مواد تصنيع الاستروكس بالقسم الثانى من الجدول الأول الملحق بقانون المخدرات رقم 182 لسنة 1960، مما يُعتبر خطوة جيدة لتحجيم جريمة الاتجار فى تلك المواد المخدرة، خاصة وأن جميع قضايا التعاطى والاتجار فى الاستروكس كانت تُحفظ فى النيابة ويتم إخلاء سبيل المتهمين لعدم إدراجه ضمن جدول المخدرات.
"البوابة نيوز" ترصد أهم الجرائم التي كان وراءها "الاستروكس" وأهم المخاطر الصحية والنفسية الناتجة عن تعاطيه:
أبرز جرائم الأستروكس
شهدت منطقة الأميرية بالقاهرة، بداية العام الجاري، جريمة قتل بشعة بعدما ذبح عامل شقيقه بمطواة؛ بسبب رفضه إعطاءه نقودًا لشراء مخدر الاستروكس، حيث اعترف "رمضان. ع"، 21 سنة عاطل، أمام النيابة قائلا: "أنا حرمته من حياته زي ما حرمني من المخدرات"، وتابع حديثه: "رفض إعطائى أموالا لشراء الاستروكس".
وفى مايو الماضي، تمكنت مباحث القاهرة من كشف لغز العثور على جثة "م. س. ع"، 29 سنة، داخل سيارته بمنطقة النزهة، وتبين أنه توفيَّ نتيجة تعاطيه جرعة زائدة من الاستروكس، وعثرت الشرطة على جثة الشاب فوق مقعد القيادة، وعلى فمه آثار رغوات بيضاء، وجثته سليمة ولا توجد عليها آثار عنف، وأثبتت بطاقات هوية الشاب، أنه يعمل فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان يقضى إجازته بالقاهرة.
وفي دار السلام فى القاهرة، تشاجر أب مع زوجته من أجل الحصول منها على 200 جنيه لشراء الاستروكس، وعندما حاولت ابنته فض التشاجر بينهما طعنها والدها بسكين، فلفظت أنفاسها الأخيرة فى الحال، وبعد ضبط الأب وعرضه على الطب الشرعى جاء تقرير المخدرات بأنه مدمن للاستروكس.
وفى منطقة بولاق الدكرور، عثرت الأجهزة الأمنية، نهاية الشهر الماضي، على جثة متفحمة داخل شقة عامل فى مطعم كبابجي، وتوصلت التحريات لأن الجثة لسائق "توك توك" وأن صاحب الشقة وراء ارتكاب الواقعة، وبالقبض عليه علمت أجهزة الأمن أن زوجته على علاقة غير شرعية مع سائق التوك توك وقام بتطليقها قبل الواقعة بـ15 يومًا، ثم ذهب للمجنى عليه وأثناء جلوسهما ضرب المتهم المجنى عليه على رأسه ثم قيده بالحبال وأشعل فيه النيران حتى تم ضبطه، وبعرضه على الطب الشرعى أيضًا تبين أنه مدمن للاستروكس.
ولقى شاب مصرعه أثناء تناوله الاستروكس، حيث أصيب بدوار وسقط من شرفة شقته بالطابق الثالث بمدينة نصر منذ شهرين، وأثارت الواقعة الفزع بين المواطنين قبل تلقى قسم أول مدينة نصر بلاغًا بسقوط شاب من عقار توفى على أثره نتيجة إصابته بكسر فى الجمجمة ونزيف داخلى، وتبين من التحريات والتحقيقات أن المتوفى كان يعانى من الإدمان، وتم ضبط مخدر الاستروكس فى طيات ملابسه وأنه كان يتعاطى المخدر أثناء وجوده فى شرفة شقته وتسبب فى إصابته بدوار، فاختل توازنه وسقط جثة هامدة.
مخاطر تعاطي الأستروكس
يأتي في مقدمة أضرار تعاطي الأستروكس أنه يعمل على الوصول إلى مركز خلايا مخ الانسان بشكل سريع جدًا بفعل ما يحتويه مخدر الأستروكس من مواد كيميائية سامة تسيطر على خلايا الدماغ، ويُعد إدمان هذا المخدر أمر سهل لكل من قرر تعاطي الأستروكس حتى ولو على سبيل التجربة، حيث يظل المريض بحاجة إلى تزايد هذه الجرعة وإذا لم يحصل عليها لأي سبب من الأسباب يتعرض المدمن لأعراض انسحابية قاسية جدًا، قد لا يتحملها المريض ويلجأ إلى الانتحار.
وأثبتت بعض الدراسات على مادة الأستروكس المخدرة أن أضرار البانجو والحشيش لا تتعدى 10% من أضرار مادة الإستروكس المخدرة، وذلك فى الواقع يرجع إلى المركبات الكيميائية التي يحتويها مخدر الأستروكس، حيث يتسبب الاستروكس فى ضرر جسيم على ذاكرة الإنسان.
ويتسبب الاستروكس في فقدان الشهية، حيث يجعل المتعاطي يشعر بعدم الرغبة فى تناول الطعام، ويؤدي ذلك إلى إحداث ضعف عام فى جسم المدمن، وبالتالي يؤدي إلى الهزال وإنحدار صحة المدمن بشكل عام.
ويتعرض مدمن أو متعاطي الأستروكس إلى تلف فى خلايا المخ وتعطيل المهام الرئيسية الحيوية للجهاز العصبى للإنسان، كما يتعرض المتعاطين أو المدمنين إلى خطر الإصابة بالغيبوبة فضلًا عن؛ خطر الاصابة بالجلطة العصبية أو الجلطة فى القلب، ومن الممكن أيضًا أن يتعرض مدمن الاستروكس إلى خطر الإصابة بالسكتات الدماغية التي قد تؤدي إلى وفاة المريض.
كما يتسبب الاستروكس في التعرض لالتهابات حادة فى المعدة نتيجة لحدوث اضطرابات في الجهاز الهضمي، فضلًا عن أعراض الجنون والهلوسة السمعية والبصرية والشعور بالارتباك والحيرة من أضرار الأستروكس وحدوث نوبات ذعر وتشنجات عصبية لمريض الأستروكس.
كما يعاني مدمني الاستروكس من صعوبة وثقل فى تحريك الأطراف، وقد تصل هذه الحالة إلى ألم حاد في المفاصل والعضلات، وذلك بالطبع يكون نتيجة لسيطرة هذا المخدر على مفاصل وعضلات جسم الإنسان، وامتصاص الأستروكس للمواد التى تدعم العظام وتجعلها تنمو مثل الكالسيوم والحديد من الجسم.
أضرار الاستروكس النفسية والإجتماعية
يعتبر مخدر الأستروكس من المخدرات التي تترك تأثير شديد على نفسية المدمن وعلى رأسها؛ الشعور باللامبالاة الدائم من أضرار تعاطي الأستروكس، حيث لا يبالي متعاطي الاستروكس ولا يهتم حتى بشئونه الشخصية وحياته العلمية والدراسية، ولا يهتم أيضًا بسير حياته الاجتماعية وعلاقاته مع الآخرين، فيبتعد عن أسرته وأصدقائه وجميع معارفه القدامى المقربين منه.
ويأتي على رأس الأضرار النفسية لتعاطي الاستروكس الشعور بالإكتئاب، حيث يشعر مدمن الأستروكس بانعدام الرغبة في الحياة، فهو لا يطيق الحياة لحظة بدون تعاطي هذا المخدر الذي يذهب العقل ويجعل المدمن يرى ويسمع ويشعر بأشياء غير واقعية.
كما يميل مدمني ومتعاطي الاستروكس إلى العزلة والبعد عن التجمعات والمناسبات الإجتماعية من أضرار الأستروكس الإجتماعية التي تصيب المريض، ويفضل مدمنو المواد المخدرة البعد عن الآخرين خوفًا من الإنتقاد أو خوفًا من المساءلة، وحبًا للوحدة والانعزال.
ويعيش متعاطي الاستروكس في حالة من اليأس من الحياة، ويكون لديه شعور دائم بأنه على وشك الموت، وذلك بالطبع نتيجة للتأثير السلبى الذى يسببه إدمان الاستروكس على صحة وعافية الإنسان، والتدهور البشع الذى يسببه هذا المخدر فى صحة الإنسان، وبالتالي يشعر المريض دائمًا بالضعف ويشعر ايضًا أنه على وشك الاحتضار والموت.