الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

«لعنة الميراث».. فتش عن المرأة.. «فرويز»: النساء سبب الحرب.. و«نبيلة سامي»: تمييز الآباء بين الأبناء.. و«قانونيا» السجن مصير "الحارم"

الميراث - تعبيرية
الميراث - تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت الأيام الماضية عددا من الجرائم البشعة داخل الأسرة الواحدة بسبب الميراث، فحينما يستولى طرف على ميراث الآخر ويحرمه من تمكينه من الحصول على حقه فى التركة، تصبح أطراف العائلة ذئابا تنهش لحوم بعضها البعض للحفاظ على حقهم واسترداد إرثهم، فيتحول الميراث إلى لعنة تحل على العائلة، تطال الأخضر واليابس، وتصل إلى قطع الرقاب. 
«البوابة» تلقي الضوء على أبشع الجرائم التى حدثت بين العائلات نتيجة الاستحواذ على الميراث خلال الفترة الأخيرة.



الإخوة الأعداء «مذبحة الحوامدية»
شهدت منطقة الحوامدية بالجيزة منذ أيام مذبحة جديدة، حيث أقدم مزارع على قتل ٣ من أفراد عائلته، وأصاب ٣ آخرين بواسطة أعيرة نارية من بندقية خرطوش، بسبب الخلاف على الميراث.
لم تمر على مذبحة الحوامدية سوى بضعة أيام، إلا ويلقى مصطفى. ش، ٥٥ عاما، تاجر سيارات، مقيم بعزبة الماكنة بقرية ميت علي، بمحافظة المنصورة، مصرعه على يد نجل شقيقته، بعدما نشب بينهما خلاف على قطعة أرض ميراث، واحتد الخلاف حتى وصل إلى قتل أحدهما الآخر. وفى منتصف شهر أغسطس الماضٍى، أقدم ٤ أشقاء على قتل شقيقهم الأصغر، بمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، بحجة أنه رفض بيع التركة وتقسيم الميراث بنية الاستحواذ عليها.

الطمع 
تستدعى جرائم الميراث العديد من التحليلات النفسية والاجتماعية والقانونية. يقول الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، لـ«البوابة»، إن النساء يلعبن دورًا كبيرًا فى دس أفكار مسممة لدى عقول أزواجهن. 
وأضاف «فرويز»، أن الزوجة تعطى لزوجها انطباعا بأن أشقاءه يريدون الاستحواذ على الميراث ويجب عليهم الدفاع عن حقهم من أجل مستقبل أولادهم، مشيرًا إلى أن الزوج يشعر بضعف شخصيته، فيحاول أن يظهر عكس ذلك فيبدأ كل بإعلان الحرب على باقى أطراف العائلة. ويضيف «فرويز»، أن تلك الشخصيات شخصيات «تشككية» عديمة الثقة بنفسها، موضحًا أنهم مهما حصلوا على حقوقهم فلا يزال لديهم شعور بأن الطرف الآخر قد حرمهم من حقهم الكامل، بالإضافة إلى أنها شخصيات توصف بـ«الطماعة» وتريد أكثر مما تستحق. 

«الأنا العليا» وفى هذا السياق قالت الدكتورة نبيلة سامى، أستاذة علم الاجتماع، لـ«البوابة نيوز»، إن تفاقم الجرائم العائلية بسبب الميراث يرجع إلى سوء التنشئة، وبث الأنا العليا لدى الأبناء منذ الصغر، بالإضافة إلى تمييز الأهل بين الأشقاء ما يخلق لدى الابن المنبوذ نوعا من الانتقام عقب وفاة والديه فيحارب من أجل الحصول على الميراث. وأضافت «سامى»، أن غياب الوازع الدينى، وعدم الرضا بشرع الله، بالإضافة إلى الخضوع لأهوائنا الشخصية كل تلك الدوافع عملت على غياب الضمير بين الأشقاء وأفراد العائلة، مشددة على ضرورة توجيه الأبناء إلى التخلى عن الأنانية والمساواة بينهم وتنمية المبادئ والأخلاق المجتمعية لديهم. وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن تتحلى الأسرة بالتربية الدينية حتى ترضى بشرع الله.
«عقوبة حرمان الميراث»
أما عن عقوبة الحرمان من الميراث يقول المستشار القانوني، محمد صبرى الشرنوبي، لـ«البوابة نيوز»، إن القانون رقم ٢١٩ لسنة ٢٠١٧ صدر بتعديل بعض أحكام القانون رقم ٧٧ لسنة ١٩٤٣ بشأن المواريث. وأضاف «الشرنوبى»، أن عقوبة الامتناع عمدًا عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعى فى الميراث، أو حجب سند الميراث أو الامتناع عن تسليمه حال طلبه من قبل أى من الورثة الشرعيين، هى الحبس مدة لا تقل عن ٦ أشهر بالإضافة إلى غرامة لا تقل عن ٢٠ ألف جنيه ولا تتجاوز ١٠٠ ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين.
ولفت المستشار القانونى، إلى أنه فى حالة العودة والإصرار على عدم تسليم الميراث فيعاقب بالحبس مدة سنة، مشيرًا إلى أنه يجوز صلح الطرفين أمام النيابة العامة أو المحكمة وتقضى الدعوى الجنائية صلحًا، أما فى حالة إذا ما تم التصالح بين الطرفين أثناء تنفيذ العقوبة فتأمر النيابة العامة بوقف التنفيذ.