تستقبل المعاهد والكليات الأزهرية، غدا الأحد، طلابها مع بدء العام الدراسي الجديد، ومن المقرر أن يتناول اليوم الأول لما يقرب من 10 آلاف معهد أزهري، التأكيد على بعض القيم التي دعا إليها الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفي مقدمتها الوسطية والمواطنة والتعايش.
وقال الإمام الأكبر، في رسالته إلى أعضاء هيئة التدريس قبل أيام: "إن كان لي من نصيحةٍ لأبناء الأزهر من العُمَداء وأعضاء هيئة التدريس ومُعاونيهم فهي أن تُخصِّصوا اليومَ الأول من العام الدراسي الجديد لنشر الوعي بوسطية هذا الدِّين، وأهميَّة التسامح والسلام المجتمعي، وتحمُّل الطلاب على مختلف أعمارهم المسئوليةَ تجاه دِينهم ووطَنِهم وأمَّتهم، والتأكيد على قِيَمِ المواطنة والتعايش المشترك في نفوس بناتنا وأبنائنا الطلاب".
وشدد "الطيب"، على ضرورة وجود هناك تواصل حقيقي فعال بين الأساتذة والطلاب، وإتاحة مساحة كافية من حُريَّة النِّقاش معهم والاستماع إليهم وتوعيتهم؛ حتى لا يُختطفون من قبل تيَّارات وأفكار ومذاهبَ غَرِيبة عن الأزهر ومَناهجِه، تتربَّصُ بهم، وتُعِدُّ الخططَ لاصطيادهم من أوَّل يوم في الدِّراسة، مضيفًا: "هؤلاء الطلابُ إخوتكم وأبناؤكم، وأمانةٌ في أعناقكم تُسألون عنها أمام الله يومَ القيامة، على أن يكون هذا منهجكم الذي تلتزمون به طوال العام الدراسي".
ودعا إلى الحزم الشديد في التزام الأساتذة بمواعيد المحاضرة واحترام وقت هؤلاء الطلاب، والوفاء بأمانةِ الأزهر ومنهجه التعليمي والأخلاقي، واستشعار الوفاء ورد الجميل للأزهر الشريف، الذي لم يَبخل يومًا على أبنائه، ولا يزال يَعملُ ليلَ نهارَ من أجل دعمِهم والرُّقي بهم، ولوطنهم العزيز الذي نفخر جميعًا بالانتماء إليه، ونسعد بتقدمه ورقيه ورفعته، ولأمتهم الإسلامية وللعالم أجمع الذي ينظرُ إلى الأزهر الشريف وعلمائه وطلابه وخرِّيجيه نظرةَ تقديرٍ وإجلالٍ واحترامٍ، ويُعول عليهم كثيرًا في نشر رسالة التعايش والمحبَّة والسلام".
وأكد شيخ الأزهر ضرورة تدريب الطلاب على احترام المعلم والأستاذ، والالتزام بأخلاق طُلاب العلم الحقيقيِّين، وغرس الانتماء لمنهج الأزهر الذي حَفِظ اللهُ به الأمَّةَ على مَدارِ أكثر من ألفِ عام، ولا تَترُكوا الطلابَ يُستَدرَجوا للتعلُّم في مراكزَ أجنبيَّةٍ تعملُ جاهدة لهدم الأزهر واستهداف ما يَزرَعُه فيهم من قِيَمٍ حميدةٍ، واستبدالها بثقافةِ التشدُّد والتطرُّف التي هي بعيدةٌ كُلَّ البُعدِ عن رسالة الأزهر ومناهجه.
واختتم "الطيب" رسالته بدعوة أعضاء هيئة التدريس ومُعاونيهم إلى أن يكونوا النموذج والقدوة في الالتزام والتحدُّث باللغة العربية الفُصحَى، والأمانة في شغل عقول الطلاب بالعلم والتعلُّم وحُسن الأدب والرِّفق بهم واحتضانهم، وأن يكونوا دائمًا قدوةَ للطلاب في السلوك والعمل والانضباط.
من جهته، قال الشيخ علي خليل، القائم بأعمال رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إن اليوم الدراسي الأول، سيشهد التأكيد على دور الأزهر باعتباره منارة الوسطية والإسلام الصحيح، في غرس قيم المواطنة والتعايش والتسامح بين طلابه، مشيرًا إلى أن هناك منشورًا باسم القائم بأعمال وكيل الأزهر، عُمم بكافة المعاهد الأزهرية، بتخصيص اليوم الدراسي الأول بأكمله للحديث عن تلك القيم.
وأشار خليل، في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، إلى أن دعوة الإمام الأكبر وجهت إلى الكليات، وعمم بها منشور من القطاع إلى كل المعاهد، والتي يبلغ عددها 10 آلاف معهد، تضم قرابة مليونين و100 ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية، سيجسدون النموذج المشرف في وسطية الأزهر.
وأضاف: "سنحرص خلال اليوم بأكمله، على أن يعطي كل معلم طلابه نموذجًا من قيم المواطنة، والانتماء، وحب الوطن، وحب الأزهر، والتعايش السلمي، وتقبل الآخر والتعامل معه، إلى جانب قيم السلام، وأن يفخر بكونه طالبًا ينتمي إلى المؤسسة الأزهرية باعتبارها رمزًا للإسلام الوسطي الصحيح.
