رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البابا فرنسيس: اسعوا لتكونوا على الدوام فقراء في المسيح ومعوزين لرحمته

 البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبل البابا فرنسيس أمس، في قاعة الكونسيستوار، في القصر الرسولي أسقف وكهنة أبراشية فالينسيا.
قال البابا فرنسيس بابا الفاتيكان خلال كلمته التي القاها ونشرتها الصفحة الرسمية للفاتيكان منذ قليل، بان "فالينسيا أرض القدّيسين تحتفل هذا العام بيوبيل أحدهم، وهو القدّيس فينسينتيه فيرّير الذي عمل والتزم بكامل قواه من أجل وحدة الجماعة الكنسيّة؛ وهذا القدّيس يقترح على الكهنة ثلاث أدوات أساسيّة للحفاظ على الصّداقة والاتّحاد مع يسوع المسيح: الأداة الأولى هي الصّلاة كغذاء لكلِّ كاهن، والثّانية هي الطّاعة لدعوة التّبشير بالإنجيل لكلِّ خليقة، والثّالثة هي الحريّة في المسيح لكي يتمكّن الكاهن هكذا من أن يشرب كأس الرّبّ في جميع الحالات.
وأضاف فرنسيس بان الكاهن هو رجل صلاة، فهو الذي يتكلّم مع الله بأسلوب شخصيّ ويتشفّع عند قدميه من أجل حياته ومن أجل شعبه. فالكاهن بدون حياة صلاة لا يصل بعيدًا في مسيرته؛ والشّعب الأمين يملك حسًّا قويًّا ويمكنه أن يميّز إن كان راعيه يصلّي ويعيش علاقة مع الرّبّ. الصّلاة هي الواجب الأوّل للأسقف والكاهن، لأنّهما من علاقة الصّداقة هذه مع الله ينالان القوّة والنّور الضروريَّين لمواجهة أي عمل رسوليّ. وفي هذا السّياق، يقترح علينا القدّيس فينسينتيه فيرّير صلاةّ بسيطةً: "سامحني يا ربّ، لديّ هذا النّقص وهذه الخطيئة، ساعدني". إنّها صلاة صادقة وحقيقيّة، تُرفع في الصّمت وتحمل معنًى جماعيًّا، لأنّ حياة الكاهن الداخليّة تؤثِّر على الكنيسة بأسرها بدءًا من مؤمنيه.
وتابع فرنسيس، أمّا الجانب الثّاني، فهو الطّاعة لدعوة التحدث بكلمة الله لكلِّ خليقة. إنَّ الرّبّ يدعونا إلى الكهنوت لكي نكون شهودًا له أمام العالم ولكي ننقل فرح الخبر السار لجميع البشر؛ هذا هو هدف وجودنا. وهذا الأمر يتطلّب مسؤوليّة كبيرة لأنّه يستلزم استعدادًا وتحديثًا لما تعلَّمناه والتزمنا به. وبالتّالي، لا يمكننا تركها في صندوق الذّكريات بل ينبغي علينا أن نعيد إحياء دعوة الرّبّ التي استحوذت علينا وجعلتنا نتخلّى عن كلِّ شيء من أجله.
وأستطرد فرنسيس الكاهن هو حرٌّ بقدر ما يتّحد بالمسيح وينال منه القوّة للخروج للقاء الآخرين. وفي هذا السّياق، يقدّم لنا القدّيس فينسينتيه فيرّير صورةً جميلةً عن الكنيسة التي تخرج وتنطلق إذ يقول: "إن كانت الشّمس ثابتة في مكان واحد فلن تعطي الدّفء للعالم؛ بل سيحترق جزءً فيما سيبقى الجزء الآخر باردًا... لذلك تنبّهوا لكي لا تُعيقكم الرّغبة في الرّفاهيّة"؛ لأنّنا مدعوّون للخروج لكي نقدِّم الشّهادة ونحمل للجميع حنان الله.
وانّي أرغب في هذه اللّحظة أن أشكركم على كلّ من تقومون به في هذه الأبرشيّة لصالح الأشدّ حاجة؛ ولاسيّما على السّخاء والمحبّة في استقبال المهاجرين، إذ يجدون فيكم جميعهم يدًا صديقة ومكانًا يمكنهم أن يختبروا فيه القرب والحبّ.
وفي ختام لقائه مع الاساقفة شكرهم على هذا المثل وهذه الشهادة التي تقدمونها وغالبًا في غياب الوسائل والمساعدة، وإنّما وعلى الدّوام بأغلى ثمن، لا امتنان المقتدرين والرّأي العام، وإنّما ابتسامة عرفان الجميل على وجوه العديد من الأشخاص الذين أعدتم إليهم الرّجاء. استمرّوا في حمل حضور الله إلى العديد من الأشخاص الذين يحتاجون إليه؛ فهذا هو أحد التّحدّيات التي ينبغي على الكاهن أن يواجهها اليوم. أبقوا أحرارًا من روح العالم فهو يحاول أن يربطنا في هذا العالم ويبعدنا عن الله والإخوة جاعلًا منّا مجرّد عبيد؛ ومن هنا يأتي جزء كبير من الشّهادة السّيئة. ولذلك يمكننا أن نسأل أنفسنا: ما هو غنانا الحقيقيّ؟ أين وضعنا قلوبنا؟ كيف نسعى لنملأ فراغنا الدّاخليّ؟ أجيبوا في داخلكم، واسعوا لتكونوا على الدّوام فقراء في المسيح ومعوزين لرحمته، لكي تقدّموا أمام العالم شهادة ليسوع الذي افتقر لأجلنا وأغنانا بفقره.