الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

ماي تنتقد رفض الاتحاد الأوروبي خطتها حول "بريكست" وتلوّح بالانسحاب من المفاوضات

رئيسة الوزراء البريطانية
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتقدت رئيسة الحكومة البريطانية الجمعة رفض الاتحاد الأوروبي خطتها حول بريكست، معتبرة أن ذلك "غير مقبول" ملمحة الى احتمال الانسحاب من المفاوضات.
وفي بيان متلفز من مقر الحكومة في داوننغ ستريت قالت ماي إن المباحثات وصلت إلى "طريق مسدود" قبل ستة أشهر من موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأسابيع فقط من الموعد الأقصى لإبرام اتفاق ينظم عملية الخروج، محملة بروكسل المسؤولية.
وتابعت ماي "طوال هذه العملية، تعاملت مع الاتحاد الأوروبي بكل احترام. لكن المملكة المتحدة تتوقع معاملة بالمثل. والتوصل الى علاقات جيدة بنهاية هذه العملية يتوقف على ذلك".
وتأتي تصريحات ماي إثر عودتها من قمة للاتحاد الأوروبي الخميس في سالزبورغ رفض خلالها القادة الأوروبيون مقترحاتها بشأن مستقبل العلاقات الاقتصادية البريطانية والحدود الإيرلندية.
والجمعة أبدى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك "ثقته بإمكانية التوصل لتسوية ترضي الجميع" بعد رفض قمة سالزبورغ مقترحات ماي، التي كان اعتبر الخميس أنها "لن تنجح".
واعتبرت الصحافة البريطانية الجمعة ان رئيسة الوزراء تعرضت "للاذلال" من قبل القادة الاوروبيين قبل أيام من اجتماع لحزب المحافظين الحاكم حيث يقود المشككون بالاتحاد الأوروبي حملة من أجل دفع ماي للتشدد في مفاوضات بريكست.
وقالت ماي "ليس مقبولا أن يتم ببساطة رفض مقترح الطرف الآخر من دون شرح مفصل ومقترحات مقابلة. نحتاج الآن لأن نسمع من الاتحاد الأوروبي ما هي المسائل الحقيقية وما هي البدائل التي يقترحونها حتى نتمكن من مناقشتها".
وأضافت رئيسة الوزراء البريطانية "بالانتظار، علينا أن نواصل العمل من أجل إعداد أنفسنا (لاحتمال) عدم التوصل إلى اتفاق".
- يرتكبون خطأ -
وكان من المفترض ان تشكل قمة سالزبورغ نقطة انطلاق في المفاوضات، لكن القادة الأوروبيين رفضوا خطة ماي وطالبوها بإعداد اقتراح بديل لطرحه في القمة المقبلة للتكتل أواسط تشرين الأول/أكتوبر المقبل.
ولتعزيز الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية ربطا عقد قمة خاصة أواسط تشرين الثاني/نوفمبر لإبرام الاتفاق بتحقيق تقدم الشهر المقبل.
وكانت ماي أصرت في مؤتمر صحافي عقدته قبيل مغادرتها سالزبورغ على أن خطتها هي "الاقتراح الوحيد المطروح على الطاولة".
والجمعة قالت ماي إن اقتراح الاتحاد الأوروبي بقاء بريطانيا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية أي عمليا السوق الأوروبية المشتركة مع حرمانها من أي حق في تعديل الأنظمة سيشكل "استهزاء" بنتيجة الاستفتاء الذي أجري في 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقالت ماي إن ربط التكتل طرحه إبرام اتفاقية تجارة حرة بإبقاء إيرلندا الشمالية ضمن الاتحاد الأوروبي "أمر لا يمكن لأي رئيس حكومة بريطانية أن يقبله".
وتعترض لندن على خطة "شبكة الأمان" التي يطالب بها التكتل وتقوم على إبقاء إيرلندا الشمالية ضمن الاتحاد الجمركي وفق القواعد الأوروبية طالما المفاوضات مستمرة حول اتفاق تجاري.
وتابعت ماي "إذا اعتقد الاتحاد الأوروبي أنني سأقبل بذلك فهم يرتكبون خطأ جوهريا".
وأعلنت انها ستقدم مقترحات بديلة حول الحدود الإيرلندية.
- مقيّدة حزبيا -
وكان الاتحاد الأوروبي أبدى سابقا معارضته لاقتراح ماي، إلا أن اللهجة المتشددة في قمة سالزبورغ فاجأت العديد من المراقبين، في حين تحدث بعض الصحف عن تعرض ماي ل"كمين".
والجمعة قال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار "قد تكون أشيعت أجواء بأن ماي ستقدم اقتراحا أكثر إيجابية من الطرح الذي تقدم، لكنني لا أعتقد أن أحدا في الاتحاد الأوروبي أو في إيرلندا يتحمل المسؤولية".
وأقر فارادكار بصعوبة المفاوضات بين بريطانيا وإيرلندا لكنه أكد إصراره على إبرام اتفاق.
وأقر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الجمعة بصعوبة مفاوضات بريكست، لكنه قال إن الطرفين يحققان تقاربا.
وقال يونكر لصحيفة "داي برس" النمسوية "علينا أن نكون حذرين، مثل حيواني قنفذ متحابّين عليهما الحذر عندما يحتضنان بعضهما لئلا يتسببا لبعضهما بخدوش".
وقال سايمون آشروود، استاذ العلوم السياسية في جامعة ساري لوكالة، فرانس برس إن نية الاتحاد الأوروبي "مساعدة ماي للحصول على هامش مناورة أكبر في بلادها قد زالت".
وأشار آشروود إلى تراجع هامش المناورة داخليا امامها.
ولإبرام أي اتفاق حول بريكست يتعين الحصول على موافقة مجلس العموم حيث لا تحظى ماي سوى بغالبية ضئيلة ستكون مهددة إذا قرر المشككون بالاتحاد الأوروبي المضي قدما بمعارضتهم للاتفاق.
وأضاف آشروود أن ماي "مقيّدة داخليا من قبل حزبها بما يجعلها غير قادرة على تقديم تنازلات".
ورحّب المشككون بالاتحاد الأوروبي باللهجة المتشددة التي اعتمدتها ماي الجمعة لكنهم أكدوا مجددا معارضتهم خطتها التجارية التي يعتبرون أنها تقوّض استقلال بريطانيا.
ووصف زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن استراتيجية التفاوض التي تعتمدها رئيسة الوزراء بأنها "كارثة".
وقال كوربن إن "المناورات السياسية للاتحاد الأوروبي وحكومتنا يجب ان تتوقف لأن عدم التوصل لاتفاق ليس خيارا".