الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أهلًا بالمدارس.. "البوابة نيوز" في "الفجالة".. "كراسة وقلم" و"مقلمة" و"لانش بوكس" بـ 15 جنيهًا.. "جمال": "شنطة المقتدرين بتتكلف أربعة أضعاف العادية"

الفجالة
"الفجالة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدأ ماراثون الدراسة، أو «شبح» المصروفات الذى تحمل همه كل أسرة، لا يخلو بيت من وجود إما أبناء أو أحفاد فى المراحل التعليمية المختلفة، ولا بد من شراء المستلزمات الدراسية التي يحتاجها أي طالب مقبل على الدراسة، ومهما بلغ حجم المصروفات، فلا غنى عن تلك الأدوات الأساسية أو حتى الإضافية ما دام المعلمون يفرضون على التلاميذ توفيرها، فجميع طلباتهم مجابة «أحلامهم أوامر».
لا يحمل أولياء الأمور عبء المصاريف، قدر ما يحملون هم النجاح. وفى هذه النقطة كان لا بد أن تكون لنا جولة فى منطقة «الفجالة»، والمشهورة على مدار سنوات عديدة بأنها المقصد، أو الباب الذى يطرقه التجار وأولياء الأمور، لشراء مستلزمات الدراسة، فيها يتوافر جميع الأدوات الدراسية «من الإبرة للصاروخ»، فهناك يبيع التجار مستلزمات «الغلابة» وأدوات «ولاد الذوات».

العلم فى الراس والكراس
بعد ساعات ليست بقليلة من التجول بهذه المنطقة، ومراقبة حركة البيع والشراء التقينا بـ«عم محمد»، رب أسرة مكونة من ٣ أطفال فى مراحل تعليمية مختلفة، ممسكًا بعدد من الأكياس فى قبضة يده وبداخلها أنواع مختلفة من الكراسات والأقلام، وعن زيارته للفجالة يقول إنه تمكن فقط من تلبية الاحتياجات الأساسية لأبنائه بعد إنفاقه مبلغًا وقدره ألف جنيه، والذى يعتبر كبيرًا بالنسبة له، وذلك لكونه من أبناء الطبقة تحت المتوسطة، مضيفًا هذه العبارة «لسه ناقص شوية حاجات كمان.
يقول «عم محمد» إنه لا يوفر لأبنائه «زمزمية ولانش بوكس» فبإمكانهم اصطحاب زجاجات مياه وأكياس الطعام معهم، ويكتفى الرجل البسيط بشراء الكشاكيل والأقلام من الأنواع متوسطة السعر والجودة.
وتابع أنطونيوس عزت أحد أولياء الأمور: «بنزل هنا مرة كل سنة قبل الدراسة أجيب كشكول سلك كبير لكل ابن، وبجيب كل ألوان الأقلام الجاف، ولما الأولاد يدخلوا المدارس بيعرفوا فى أول أسبوع طلبات المدرسين كلها وبنزل هنا أشتريها أو بجيبها من أى مكتبة قريبة لو معنديش وقت، بس ميزة الفجالة أن فيها كل حاجة ممكن الأولاد يحتاجوها فبتوفر عليا التعب».
وتختتم سعاد فهمى: «كنت نازلة الفجالة هنا زي كل سنة وقابلت في طريقى كشك كلنا واحد للمستلزمات الدراسية في رمسيس، خدت جولة جواه فيه كل حاجة بأسعار مخفضة ودستة الكشاكيل والكراسات ب٢٢ج، والزمزمية ب٣٠ج واللانش بوكس ب١٥ج، بس فى أدوات خلصانة من الزحمة، فخدت فكرة عن الأسعار وجيت هنا الفجالة لقيت الفرق بسيط بس مع الكمية هيفرق كتير فجبت الأدوات الأساسية من هنا، وهجيب الكماليات من هناك بسعر مدعم».
بمجرد الدخول إلى سوق الأدوات الدراسية، نجد عددا من البائعين يملأون المكان، منهم من يمتلك محلا خاصا به ومنهم من يقف وأمامه مجموعة من المستلزمات يضعها على «فرشة»، تجد تلك الأم تمسك بطفليها فى يدها ليختارا ما يرغبان فى شرائه من بين هذا الكم الهائل من الكشاكيل والأقلام، وتجد هذا الأب يختار مع ابنته الصغيرة لون «المقلمة» التى تتماشى مع طفولتها، أردنا من خلال جولتنا فى هذه المنطقة إلقاء نظرة على شنطة الأسرة محدودة الدخل، وما تحتويه من أدوات ومعرفة الأشياء التى غابت عن هذه الشنطة واختفى دورها بسبب ارتفاع الأسعار. 
وفى هذا الإطار يقول صابر رفعت أحد تجار المواد الدراسية بمنطقة الفجالة، إن الأسعار ارتفعت قليلًا عن العام الماضي، كما تنوعت أشكال الكراسات والكشاكيل العادية «بدون سلك»، ويبدأ سعر الدستة من ٢٢ج ليصل إلى ٥٠ج، ويختلف من حيث عدد الورق وجودته، كما تتوافر أقلام بسعر مخفض ويصل سعر الـ٥٠ قلما إلى ٣٥ج فقط.
وتابع: «بنبيع جميع الأنواع والأسعار، بس فى نفس الوقت بنخلى همنا على الغلابة، وبنحاول نوفر لهم حاجات رخيصة بجودة كويسة عشان خاطر نفرح ولادهم الصغيرين ولما يدخلوا المدرسة ميحسوش بفرق بينهم وبين زمايلهم، أجدد حاجة دلوقتى كشاكيل محمد صلاح، وعندنا مقلمة ولانش بوكس وزمزمية بـ١٥ج القطعة، وكراسة الرسم بالألوان بتاعتها بنبيعها بـ١٥ج عشان نفرح ولادنا».
واختتم: «زمان كنا بنسمع إن في ناس بتحوش الكشاكيل من السنة للسنة، خايفة من زيادة الأسعار، لكن من خلال شغلى اكتشفت أن الأب والأم بيبقى كل همهم يفرحوا ولادهم، ويفتحوا نفسهم على المذاكرة والمدرسة، فبيجيبوهم معاهم هنا فى الفجالة كل سنة يشتروا الحاجة اللى تعجبهم، بس كل اللى بيعملوه بيخيروهم بين الأدوات اللى فى مقدرتهم عشان الطالب يمشى وهو مبسوط».

أدوات مدرسية لـ«أولاد الذوات» فقط
جمال: «شنطة المقتدرين بتتكلف أربعة أضعاف العادية»
حقائب مدرسية كبيرة، مزودة بالعديد من الجيوب، يخبئها التجار بداخل محلات الأدوات المدرسية خوفًا على مشاعر أبناء الفقراء غير القادرين على شرائها، فإذا عرف هؤلاء ثمنها لن يستطيعوا شراء محتوياتها، دائمًا ما نلاحظ «أولاد الذوات»، حاملين ذراعيها على أكتافهم، مرتدين ملابسهم المدرسية المصممة على الطراز الحديث مطبوع على صدورهم أسماء مدارسهم الدولية والخاصة، وبمجرد الخروج من باب المنزل يصعدون إلى «الباص» المدرسى المخصص لتوصيلهم من البيت إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا.
ويبقى المستوى الاجتماعي حاجزًا يفصلهم عن باقي الطلبة، ليس فقط في اختلاف نوعية المدارس، ولكن لهؤلاء أدوات مدرسية معينة صممت خصيصًا من أجلهم، ورغم تأدية تلك الأدوات نفس المهام التي تقوم بها غيرها من المستلزمات الدراسية، إلا أنهم لا يتنازلون عن شراء كل ما هو جديد ليواكبوا «الموضة»، باحثين عن التميز.
وعن الأدوات المدرسية التي اعتاد أولاد الذوات على شرائها يقول جمال أبو طاقية أحد تجار الفجالة والعامل بذلك المجال منذ ٢٠ عامًا: «دايمًا بيجيلى هنا أولاد الناس أو أولياء أمورهم، يطلبوا حاجات معينة بعينها المدرسة هى اللى طلبتها منهم، يعنى فى كراسات رسم بـ ٥ج، هما يقولوا لا عاوزين من اللى بـ٢٥ج، وطبعًا المنتج بيختلف من حيث عدد الورق وجودته، خصوصًا فى المنتجات اللى ممكن تأثر على صحتهم زى اللانش بوكس والزمزمية، لا يمكن يشتروا منها غير الأنواع المستوردة عشان جودتها».
واختتم: «صحيح كل الأدوات المدرسية بتأدى نفس الغرض، لكن فى منتج أحسن من منتج تانى وطالما والد الطالب مقتدر مش بيستخسر فيه، خصوصا لو المدرسة هى اللى طلبت الحاجات دي، يعنى ممكن أدوات شنطة أولاد الذوات تتكلف أربعة أو خمسة أضعاف ثمن شنطة الغلابة لكن فى الآخر اللى بيفرق فى التعليم دماغ الطالب، واهتمامه بمذاكرته، هو ده اللى بيقوده للنجاح والتفوق».