السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الربان نثنائيل يوسف يكتب: القربانة بحسب طقس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
القربانة بحسب طقس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية



أولًا: شكل البرشانة

امتاز السريان عن غيرهم من الطوائف المسيحية بقصي البرشانة، قد يكون السبب لأنها كنيسة رسولية تقليدية محافظة، فقد استلمت عن آبائها الميامين قصي البرشانة بأشكالها الأربعة على مدار السنة.
على سبيل المثال تبدأ السنة الكنسية السريانية الأرثوذكسية في أحد تقديس البيعة (الكنيسة ). فخصص آباء الكنيسة قصي البرشانة على النحو التالي.
من تقديس الكنيسة حتى عيد القيامة: أن تكون صور القصي على شكل الطفل؛ لأن ميلاد الرب يتوسط هذه الفترة.(انظر الشكل 1).



خميس الأسرار: أن تكون صور قصي البرشانة على شكل حمل؛ رمزًا للحمل الذي كان يرفعه اليهود ذبيحة للرب في عيد الفصح، أما في العهد الجديد فالسيد المسيح هو الحمل الذي يرفع خطايا العالم (يو1: 29 ). فوضع جسده المقدس محمل الحمل المذبوح.(انظر الشكل 2).



من عيد القيامة حتى عيد الصليب: يأخذ شكل الصليب الذي عُلِّق عليه الرب يسوع.(انظر الشكل 3).



من عيد اكتشاف الصليب حتى تقديس الكنيسة: تكون صورة قصي البرشانة على شكل إنسان وهو إيماننا بأن الرب يسوع المسيح الذي قام من بين الأموات، قام بجسد ممجد وليس هيولي وصعد إلى السماء بجسده الذي اتخذه من العذراء مريم. وهكذا يُمثل قصي البرشانة سيرة الرب يسوع 1- ميلاده. 2- أكله الفصح مع تلاميذه. 3- صلبه. 4- صعوده إلى السماء بالجسد.(انظر الشكل 4).

يسأل البعض إن كان يسوع شرب من الخمر وأكل الفصح أم لا؟
لو تمكّنا من الرجوع إلى التاريخ لما اهتممنا بأمرٍ كهذا، لكن البعض يتشكك، فماذا تفعل؟ سوى الرجوع إلى الكتاب المقدس والتمحيص به عساك أن تجد دليلًا هنا وهناك يرضي النفوس العطشى إلى معرفة شيء جديد عن السيد المسيح.
يقول الكتاب المقدس في سفر العدد إن الرب أوصى الشعب اليهودي أن يمارسوا عيد الفصح في كل سنة في وقته المحدد في الرابع عشر من شهر نيسان إلى الواحد والعشرين منه. (عد 9: 2 ). وكل من لا يأكل منه يوصي الناموس بأن يهلك ذلك الشخص من شعبه. (عد 9: 13 ). ولهذا السبب ذكر لنا البشير لوقا بأن أهل يسوع (والديه) كانوا يذهبون إلى أورشليم في عيد الفصح من كل سنة، وكانت هذه الحادثة ويسوع في الثانية عشرة من عمره (لو 2: 41 ). أهو من المعقول إذًا أن لا يتذوق السيد المسيح في طفولته من خروف الفصح طيلة هذه السنين، ولماذا لم يتناوله؟ أكان ينقص بأكله من الطعام الذي حلّله للإنسان منذ أيّام نوح؟ (تك 9: 3). أليس هو من باركه وطهره في الرؤيا التي تراءت لهامة الرسل بطرس. (أع 10: 15 ).
أما الحادثة الأكثر وضوحا، جاءت في بشارة متى عندما تقدم التلاميذ إلى يسوع في أول أيام الفطير قائلين له: أين تريد أن نُعدّ لك الفصح لتأكل؟ فقال لهم: اذهبوا إلى المدينة إلى فلان وقولوا له. المعلم يقول إن وقتي قريب، عندك أصنع الفصح مع تلاميذي، ولما كان المساء اتكأ مع الإثني عشر، وفيما هم يأكلون قال: الحق أقول لكم إن واحدًا منكم يسلمني. (مت 26: 17- 20). ولقد قال لهم: كم اشتهيت أن أتناول عشاء هذا الفصح معكم قبل أن أتألّم، أقول لكم: لا أتناوله بعد اليوم حتى يتم في ملكوت الله. (لو 22: 15- 16 ). أفلا يعني هذا أن الرب قد تناول سابقًا من هذا الفصح!
هذا بالنسبة لتناول الفصح أما عن الخمرة، فلقد كانت أولى عجائب الرب يسوع في قانا الجليل عندما حوَّل الماء إلى خمر (يو2: 1- 11 ). وبعد بدء بشارة الرب يسوع، وفيما هو يعلِّم قال لليهود: جاء يوحنا (المعمدان) لا يأكل ولا يشرب فيقولون فيه شيطان، جاء ابن الإنسان يأكل ويشرب فيقولون فيه هوذا إنسان أكّول وشرّيب خمر. (مت 11: 18 ). وعندما قدس الرب في العلية الخبز والخمر قال: خذوا هذه الكأس واقتسموها بينكم، أقول لكم: لا أشرب بعد اليوم من عصير الكرمة حتى يجيء ملكوت الله. أي بعد شربه الخمر التي أعطاها لتلاميذه لن يشربها بعد ذلك اليوم حتى يجيء ملكوت الله.