الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

أحمد عرابي.. الزعيم المناضل

أحمد عرابي
أحمد عرابي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خاض الزعيم أحمد عرابي نضالا كبيرا ضد الاحتلال الإنجليزي على مصر والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الجمعة 21 سبتمبر من العام 1911م، ويعد أحد رواد الحركة الوطنية في مصر.
ولد عرابي في 31 مارس لعام 1841 م بمحافظة الشرقية، وطلب من أبيه عمدة القرية الالتحاق بالجامع الأزهر فأجاب طلبه وأرسله إلى القاهرة فدخل الأزهر في نوفمبر 1849م، وحفظ القرآن وأجزاء من التفسير والفقه.
تولى سعيد باشا حكم مصر في 1854 وأمر بانضمام أولاد المشايخ وأقاربهم إلى العسكرية، وكان عرابي يبلغ من العمر آنذاك الثالثة عشرة من عمره، فما كان منه إلا أن التحق بالمدرسة الحربية، وتميز عرابي بذكائه الشديد وسرعة البديهة، ما دفعه للارتقاء في السلك العسكري نحو الرُتب المتقدمة في سن صغيرة، حيث أصبح نقيبا وهو في العشرين من عمره. 
خاض عرابي العديد من التجارب العسكرية والمدنية التى شكلت في قناعته ومبادئه في تكوين رغبته بأنه لابد لمصر من أن تتحرر من الاستعمار والاحتلال الأجنبي.
تعمقت العلاقة بين عرابي وسعيد باشا، حيث وثق فيه كثيرا لدرجة أنه كان يأخذ رأيه ويشاركه في ترتيب المناورات الحربية، وزادت العلاقة بينهما المبنية على ثقة كبيرة حتى أهداه نسخة من أندر الكتب حول تاريخ نابليون بونابرت باللغة العربية. 
اختلفت الأمور في الجيش عقب وفاة سعيد باشا والذي كان أثره السيء على الأحوال العسكرية في البلاد، خاصة بعد تولي الخديوي إسماعيل الحكم خلفه، فعاد مرة أخرى إلى سياسة التفرقة بين المصريين والشراكسة في الجيش، والذي تسبب في احتجاج عرابي ومجموعة أخرى من ضباط الجيش، خاصة بعد إصدار عثمان رفقي ناظر الجهادية –وزير الدفاع- قرارات متحيزة إلى الضباط الشراكسة وظالمة للمصريين منها استبدال بعض كبار القادة من المصريين بآخرين من الشراكسة في مواقع قيادية بالجيش إلى جانب مجموعة أخرى من القرارات الظالمة للضباط المصريين، مما أشعل الخوف داخل قلب عرابي والضباط من عودة عصر المماليك من جديد. 
قدم عرابي ومجموعة من الضباط المصريين بعض المطالب إلى عثمان رفقي وكان بينها المساواة بين المصريين والشركس، زيادة عدد الجيش المصري ومجموعة من الطلبات الأخرى بهدف بناء جيش قوي من المصريين.
رفض رفقي هذه الطلبات وقبض الخديوي على عرابي وغيره من الضباط، حتى تدخل القنصل الفرنسي استجابة لطلب عرابي لفض هذا الصراع، ووافق الخديوي على مطالبهم وأمر بتشكيل حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، وفيها عرابي وزيرا للدفاع لما رآه الخديوي من التفاف الشعب حوله.
قامت الثورة العرابية على يد عرابي وأصحابه بهدف إعطاء الضباط الوطنيين حقوقهم، والتخلص من الحكم الاستبدادي وحصول الشعب على حريته المسلوبة وامتدت الثورة لتصبح حركة قومية عامة انضم إليها كافة الطبقات من المجتمع.
واستمرت المعارك والأحداث، ولكن انتهت بفشل الحركة العرابية بسبب تعاون الخديوي مع بريطانيا والتدخل الأجنبي، حتى قامت بريطانيا بنفيه وزملائه عام 1882 إلى سريلانكا ومجموعة من المدن الأخرى.
عاد عرابي بعد 20 عاما بسبب مرضه الشديد وفارق الحياة عام 1911 تاركا أثرا في السياسة المصرية، ونموذجا قوميا يُحتذى به على مر السنوات وذلك عن عمر ناهز 70 عاما.