الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

بالفيديو.. الـ«تجريف» يقتل فرحة «السائرون على الماء»

لقطة من الفيديو
لقطة من الفيديو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حين تنظر إليهم عن بُعد، تعتقد أنهم يعيشون حياة سعيدة مليئة بالفرح والسرور والهدوء، والتي من الممكن أن يُحسدون عليها، فمساكنهم بسيطة لا تتجاوز الأمتار، و"القناعة والرضا والأمل"، قانونهم السامي في الحياة؛ ومتكؤهم لمثابرة الأوضاع الضنكة؛ ولكن حين تحدثهم عن قرب ويسترق السمع لجزء ضئيل من حياتهم، يكُن لسان حالك المنطوق الشعبي: "الكعكة في يد اليتيم عجبة"، إنهم "السائرون على الماء" الصيادون في نهر النهل.
بين شاطئين وسماءٍ تعلوهم، تكمُن أغلب تفاصيل حياتهم اليومية، بحثًا عن "اللحم الطيب"، كما ذكره الله في كتابه المقدس "القرآن الكريم" - السمك - آملين أن يُرزقون بقوت أطفالهم؛ الذي لا يتجاوز الجنيهات؛ ولكن وزارة الري والمسطحات المائية كان لها رأي آخر في تحديد هذا الرزق، بحملات الـ "تجريف" الجائرة على حق هؤلاء البسطاء.
يروي "محمد الصياد"، في حديثه لـ "البوابة نيوز"، عن مأساته في عرض الماء بسبب "تجريف النيل"، قائلًا: هناك أنواع عدة لاصطياد السمك من الماء، ولكن نعمل بالشباك، والتي تنقسم لنوعين "خشن وناعم"، وتتكون من ثلاث طبقات، الأولى تعرف بلغة الصيادين بـ "الماجة"، لتلتقط السمكة، أما الثانية: تحكم السمك في الشباك، والثالثة: لنزع السمكة من الشباك وتتجمع من الأعلى بخيط به قطع من "الاسفنج" تسمى "الفل" لكي تطفو الشبكة على سطح الماء.
ويضيف، "نرمي الشبك على شكل حلقة على سطح الماء، فيبدأ الطرف العلوي من الشباك يطفو، ويسقط الطرف السفلي لوجود "التقال"، ثم نأتي بعصى طويلة، نغرسها بقوة في قاع النيل ليهرب السمك ويُعلق في الشبك، تلك هي حيلة الصيد.
ويكمل "الصياد": بالرغم من عملية الصيد المجهدة التي نكررها كثيرًا يوميًا، فإن الشباب لا تجود؛ إلا بـ "سمكتين"، نظرًا لتدهور الثروة السمكية منذ أن بدأت وزارة الري بـ "تجريف النيل"، حيث تأتي "جرافات" عملاقة لتنظيف "برور النيل"، من الحشائش؛ ثم يقومن بإلقاء هذه الحشائش إلى قاع النيل بدلًا من إعدامها، الأمر يقتلون صغار السمك، وبلغة الصيادين "الزريعة"، بالإضافة إلى تقطع شباك التي يبلغ ثمن أقل جودة 1000، مما يدفعنا لشراع شباك جديد كل أسبوع.
ويختتم الصياد حديثه: "مش لاقيين ناكل ولا نأكل أولادنا، إللي ربنا بيرزق بيه بنشتري بثمنه شبك، نروح فين؟ نعمل إيه؟!!"