الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء: دروس «كربلاء» أسقطت أكاذيب الإخوان وتيارات الإسلام السياسي .. والجماعة الإرهابية والشيعة يزجون بأنصارهم في صراعات للوصول لـ«السلطة».. وإيران لا تفوت فرصة لتنفيذ أجندتها التخريبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أن «يوم عاشوراء»، الذى يوافق 10 محرم، هو مناسبة لجميع المسلمين، إذ حث «النبى الكريم» على صيامه، بعدما رأى يهود المدينة يصومونه احتفالًا بنجاة «النبى موسى» من قوم فرعون، فإن رجال الدين الشيعة فى إيران، وعلى رأسهم الخميني، استغلوا هذه المناسبة الدينية، لأغراض سياسية بحتة، سواء للوصول إلى السلطة وإحكام قبضتهم فى الداخل، أو تصدير ثورتهم الهدامة للخارج، عبر تزييف الحقائق حول واقعة مقتل الإمام الحسين بن علي، فى 10 محرم فى موقعة كربلاء عام 61 هجريًا، والترويج أن ما قام به ثورة سياسية ضد الظلم، لتعبئة الشعب الإيرانى للخروج على نظام الشاه السابق محمد رضا بهلوي، وإقامة حكم نظام الملالى المتشدد.



,قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بـ«الأهرام»، إنه تم تزييف التاريخ الإسلامى من منطلق واقعة «كربلاء» الشهيرة، لحساب أغراض السلطة والهيمنة على الحكم، تحت غطاء دينى بزعم وراثة النبوة فى الحكم، وهذا التوجه الكارثى لم يقتصر على الفكر السياسى الشيعى، الذى بلوره الخمينى، حديثًا، تحت عنوان ولاية الفقيه فقط، إنما استوحاه كذلك الفكر السياسى السنى، وطبقه تحت عنوان الحكم، بما أنزل الله، وهى النظرية التى تطورت حديثًا على يد الباكستانى أبو الأعلى المودودى الباكستانى، والإخوانى سيد قطب.
وأضاف النجار فى تصريحات لـ«البوابة»، أن التحريف والتزييف يكمن فى الحالتين بصفة عامة ويرتبط بشكل رئيسى بعدة نقاط مفصلية مهمة، الأولى، أن خروج الحسين بن على، رضى الله عنهما، إلى الكوفة، لم يكن سوى اجتهاد شخصى فردى، عارضه فيه كبار الصحابة، ومنهم عبدالله بن عمر وابن عباس ومحمد ابن الحنفية وغيرهم.
ثانيًا إن هناك شخصية موازنة فى التاريخ الإسلامى، وليست بعيدة عن الحسين، انحازت لوجهة النظر الأولى فى موقف سابق عن «معركة كربلاء» عندما تنازل الحسن بن على، عن الحكم، نظير توحيد كلمة المسلمين، وعدم الدخول فى حروب داخلية المستفيد منها فقط هم أعداء الخارج، فى وقت كان «الحسن» يمتلك القوة اللازمة لإخضاع «جيش معاوية»، بعكس الحال الذى كان عليه «الحسين»، حيث لم يخرج معه سوى قلة وانتهى إلى أن أهل بيته فقط، هم من واصلوا معه المسير والقتال.
ويرتبط بهذه الجزئية أمر مهم وهو ثناء الرسول، صلى الله عليه وسلم، على فعل الحسن السياسى عندما تنبأ بما سيفعله من فوق المنبر، فى مقابل أنه لم ترد بالسيرة ولا بالسنة آثار نبوية تخص مدح مواقف الحسين السياسية سوى المحبة الفطرية من الجد للحفيد.
ثالثًا، إن «الحسين»، رضى الله عنه، نفسه قام بمراجعة مواقفه بعد مقتل ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبى طالب، وتأكده بأن موازين القوى ليست فى صالحه، وحينئذ حول وجهة القضية والصراع من شأن عام يهم المسلمين والامة إلى قناعة شخصية ومسير فردى للدفاع عن موقف خاص به، ففى أعقاب مقتل مسلم، أمر «الحسين» من تبعه من عموم المسلمين بالعودة، فرجع غالبيتهم بل أمر بعدها أهل بيته بالعودة، لأنه ذاهب فقط فى هذه الحال ليس لتولى السلطة بناء على بيعات أهل الكوفة، التى ثبت له خذلانهم له، نما صارت القضية لديه هو الدفاع عن موقفه الشخصى برفضه إعطاء البيعة لـ«يزيد»، وهو الموقف الذى لم يتنازل عنه.
 وتابع النجار: «الدروس هنا واضحة أولها أن القضية ليست الا خلاف سياسى على السلطة والحكم ولو كان الأمر دينيًا مقدسًا لما اختلف الصحابة والتابعون بشأنه، الثانى أن القضية العامة تؤخر عندما يظن قائد كيان ما أن موازين القوى مختلة وأن هناك ضررًا واقعًا بعموم الجمهور، أما ما يرتكبه قادة الإسلام السياسى السنى والشيعى، فالعكس تمامًا مما قام به الحسين الذى تقدم هو وأهل بيته فقط للدفاع عن موقفه الخاص، وسرح المسلمين عندما ظهر أن القضية العامة، وهى الحاكمية وولاية الرمز الدينى ستضر بالأمة وستوقع مئات الآلاف من القتلى».
واستطرد: «فى حروب إيران وقبلها فى الثورة الخمينية وفى رابعة بالنسبة للإخوان، وقبلها الصراع الدائر على مدى عقود بغرض الاستيلاء على السلطة، تحت دعوى الاقتداء بالحسين، وهذا ادعاء كاذب ومزيف، يحشد تيار الإسلام السياسى السنى والشيعى الجماهير ويزجون بهم فى الصراعات والمحارق، ويقتل الملايين فى الوقت الذى يحرصون على نجاتهم الشخصية ونجاة ذويهم حتى تتاح لهم فرصة الصعود على جثث الضحايا إلى سدة السلطة.
وهذا من السهل رصده بالنظر لحال قادة الإخوان الهاربين بقطر وتركيا، فجميعهم بداية من يوسف القرضاوى لأصغر قيادى هناك، يؤمن حمايته وحماية أهل بيته فى الوقت الذى يحرضون فيه عموم المسلمين والعرب فى سوريا وليبيا ومصر واليمن، على النزول والخروج والتمرد المسلح ومواجهة السلطة ومؤسسات وأجهزة الدولة بقوة السلاح، وهو العكس تمامًا مما قام به الحسين، رضى الله عنه، عندما حرص على حماية عموم المسلمين وتقدم هو فقط وأهل بيته».


من جانبه، قال هشام البقلى، الباحث المتخصص فى الشأن الإيرانى، ان طهران تستغل كل الأحداث سواء دينية أو اجتماعية لتأجيج الأزمات وإحداث الفتن، فهذا أمر طبيعى بالنسبة للسياسة الإيرانية. 
وأضاف البقلى فى تصريحات لـ«البوابة»، أنه قبل أعوام، حاولت إيران مرارًا وتكرارًا تأجيج الأزمات أثناء موسم الحج، لإحراج السعودية، دون النظر إلى هذه المناسبة المقدسة. 
وتابع: «ممارسات الضرب واللطم خروج عن الشرع والدين، وهى تقاليد شيعية ما أنزل الله بها من سلطان، والرسول الكريم نهى عن اللطم والتصرفات التى تؤذى الإنسان الذى كرمه الله تعالى». 


وفى السياق ذاته، قال الباحث الجزائرى بوزيدى يحيى، إن الشيعة تدعى أن «عاشوراء» هى بالأساس ذكرى مقتل الحسين، رضى الله عنه، ولا يلتفتون لكونها قبل ذلك ذكرى نجاة النبى موسى من فرعون، وأن صيامها هو الأصح، كما أمر بذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويضيفون بأن ما حصل فى كربلاء فيه الكثير من الدروس والعبر التى يجب على الأمة تعلمها وفى مقدمتها الثورة على الظلم ورفضه، غير أن الواقع الذى نشهده يكذب كل هذه الادعاءات فعلى العكس من كل تلك الشعارات نجد الكثير منهم يدافع عن الظلم والطغيان الذى تمارسه إيران التى يدعى مرشدها على خامنئى أنه نائب الإمام الغائب.