اختلطت الدماء بالدموع حزنًا على رحيل الحاج "مندي" في قرية الإخصاص بمدينة الصف، فيما نزل الخبر كالصاعقة على الأهالي بعد العثور على المجني عليه مقتولًا وغارقًا في دمائه.
"البوابة نيوز" انتقلت إلى مكان الواقعة لتكشف كواليس الحادث من مسرح الجريمة على لسان الأهالي وشهود العيان.
"الحقوني.. زوجي مقتول"، دوي نداء زوجة المجني عليه بين جنبات القرية ليهرع سكانها إلى مكان الواقعة، ويقول "عصام" من أهالي المنطقة: "اكتشفنا القتيل غارقًا في دمائه أمام منزله، وعليه علامات ضرب في رأسه، وكانت الدماء تنزف بغزارة حول رقبته".
وأضاف: "ملابس المجني عليه كانت متسخة، مما يدل أنه كان في شجار مع أحد، فضلًا عن علامات الخنق حول رقبته بسلك أو حبل، ولم يكن يتخيل أحد في القرية أن يموت الحاج مندي بهذه الطريقة البشعة".
وأشار إلى أن المجني عليه كان ملتزما ولم تكن هناك أي مشكلات بينه وبين أحد في المنطقة على الإطلاق، بالعكس كانت علاقاته جيدة مع الجميع، وكان لديه قهوة صغيرة في منزله الذي شهد الجريمة، وكانت تلك القهوة مفتوحة بصورة مستمرة، وكان يجلس فيها، فى الأوقات التي لم يكن يعمل بها على السيارة الخاصة به، كما كافح كثيرا من أجل تعليم أبنائه، فهو لدية 5 بنات وابن صيدلي.
وتابع "كان يعمل مزارعًا وقد قام ببناء ذلك المنزل الذى شهد الجريمة بجوار أرضه حتى يقوم بوضع المحصول به، ولكنه لا يقيم فى ذلك المنزل على الإطلاق، حيث أن إقامته الدائمة فى منزل آخر فى وسط القرية.
وأوضح أنه احتفل بزفاف نجله قبل مقتله بيومين ولم يكن أحد يدري أن نهايته قد أوشكت.
أما عن المتهم، فقد أكد "محمد"، أحد الأهالي، أنه يعمل سمكري وورشته بالقرب من منزل وقهوة المجني عليه، كما أن الشائع بين أهالي المنطقة أن المتهم يتعاطى المواد المخدرة، كما أن تصرفاته ليست طبيعية و" مختل نفسيًا "، وعمرة لا يتعدى الـ17 عاما، والجميع كان يتجنب الحديث معه، وقد استغل حب المجنى عليه للسهر ليلًا لحراسة أرضه وقهوته وورش الجيران محاولًا سرقته.
وعن حقيقة ما حدث في تلك الليلة الدموية، فقد اشار إلى أن المتهم حاول سرقة المجني عليه، وعقب اكتشاف الضحية له، نشبت مشاجرة بينهما، قام خلالها المسن بضرب المتهم الذي كان يحاول سرقة الخردة من المسن، فقام المتهم بضربة باستخدام " قالب طوب"، كما ان القي عليه التليفزيون فوق رأسه، فسقط المسن داخل "مجرى المياه" وقام المتهم بعدها بخنقه حتى الموت.
وأكد الجيران والأهالي أن الضحية كان محبوب من الجميع في المنطقة كلها، لحسن معاملته الجميع وأخلاقه الحسنة، وكان يقوم بحراسة كل الورش الموجودة في المنطقة من السرقة، كما أنه كان يستمع للقرآن الكريم على مدار الـ 24 ساعة، وكان يقوم بتشغيل السماعات بصوت مرتفع.
وورد بلاغ إلى قسم شرطة الصف، يفيد العثور على جثة مسن مقتول ومقيد بالحبال، وعلى الفور انتقل رجال المباحث، وبين وجود جثة المجنى عليه ومصاب بجرح غائر بالرأس، كما تبين أن وراء ارتكاب الواقعة عاطل بغرض سرقته، وتم ضبط المتهم وأعترف بإرتكابه الواقعة وأثناء محاولة سرقته شاهده المجنى عليه وأراد الاستغاثة وفضح أمره فقتله ولاذ هاربا، وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.
