«فى كل خطوة فى «جمهورية شبرا» حكاية مختلفة، ربما تتشابه فى مظهرها، لكن فى جوهرها نوع آخر من التعب، حينما تستمع إليها من صاحبها يختصرها لك فى سطور، لكن ما بين السطور سنوات من الحرمان والركض وراء لقمة العيش».
ونحن نسير فى دهاليز هذه الجمهورية العريقة، سمعنا صوتا يجأر بقوة «أيوا جاى.. هنا عمك حازم رئيس جمهورية نفسه»، قادنا الصوت إلى «نصبة» يقف عليها رجل خمسيني، ترتسم على وجهه الابتسامة وهو يتبادل الإفيهات مع زبائنه «عندك واحد شاى وصلحه»، رفع ظهره وقال: «كنت أعمل فى السياحة، خباز وحلواني، أيام ما كان فيه سياحة، وكان البقشيش بالعملة الصعبة، انضربت السياحة ورجعت تانى لشبرا، ولم أجد أمامى سوى المقهى لأعمل به، حتى أتمكن من تلبية متطلبات منزلى، فلدى ٣ أبناء أكبرهم بنتى تدرس فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتحتاج مصاريف كثيرة، والحمد لله ربنا بيبعت لكل واحد رزقه، لكن علينا السعى، فالحياة الآن لا تحتاج الكسل لو خسرت عمل أبحث عن آخر، ولو سد أمامك طريق أقصد غيره ولا تظل تندب حظك فأنت مسئول عن أسرة، والمهم فى الحياة أن يكون حالك كله على مياه بيضا».