الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

باحث أثري يكشف مراحل التعليم في مصر القديمة

 مراحل التعليم في
مراحل التعليم في مصر القديمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن المصريين القدماء قسموا المراحل التعليمية إلى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى وكانت هذه المرحلة ينبغي أن يتعلم فيها الصبي مبادئ القراءة والكتابة، فإذا ما انتهي من ذلك زودته المدرسة بلون من الثقافة وقسط من المعرفة.
وأضاف عامر، وكان يتم ذلك كله في طور الصبا وفي دار للتعليم يسمونها "قاعة الدرس" يتهجى فيها الصبي مفردات اللغة ويتمرن على رسمها ونسخها، بالإضافة إلى تعلم بعض مبادئ اللغة وقواعدها، ونجد أنه لم تكن أبواب المدرسة مفتوحة أمام جميع أبناء الشعب وإنما كان مقصورًا على أبناء أمراء الأقاليم وكبار موظفي الدولة، وفي نهاية عصر الدولة القديمة قد تغير الحال في البلاد ولم يعد هناك من قيود الحياة الطبقية ما يعوق النشء عن زيارة المدرسة، إلى أن وصلنا للدولة الحديثة فلم يتغير الوضع بل أصبح المجال يتسع أمام المتعلمين في كسب العيش عن طريق تلك الوظيفة، وفي تلك المرحلة كانت مدة التعليم تتراوح ما بين إلى أربع إلى خمس سنوات.
وتابع: أن المرحلة المتوسطة من التعليم تعتبر امتدادا للمرحلة الأولى، لأن ذلك كان الغرض منه التوسع في التعليم عامةً أو الحظوة بلون من التخصص ويبدو أن نظامها قد كان يتيح للتلاميذ أن يجمعوا بين ما ينبغي لهم من ألوان الدراسة النظرية وما يبتغون من الدرسة العملية، وكانت إدارات الحكومة ودواوينها المختلفة، هي التي تتكفل بتنظيم الدراسة في هذه المرحلة، وكان التلاميذ في هذه المرحلة يجودون في الكتابة ويحسنون النسخ ويحظون بمزيد من المعرفة ويستطيعون في نفس الوقت أن يَلموا ببعض أسرار الوظائف الحكومية وممقتضياتها، ولدينا وثائق من عصر الرعامسة ما يرسم لنا صورة تلك المرحلة.
وأشار عامر، إلى أن المرحلة الثالثة من التعليم عند القدماء فقد كانت مرحلة الاستزادة من الدرس والتحصيل وتعمق والتوسع فيه فهي تقابل في عصرنا الحالي مرحلة الدراسات العليا وكان مقرها عند القدماء المصريين تَدعي "دار الحياة" وكانت من ملحقات دور العبادة، وكان لدار الحياة عندهم مقام كبير فيها يلتقي الأئمة من كتاب مصر وأكثرهم علمًا وأغناهم معرفة وأوسعهم ثقافة وفيها تؤلف الكًتب وتَدون الرسائل وتنسخ النصوص ويتم تصنيفها وترتيبها وتبويبها فنري منها الديني والقانوني والطبي والسحري والفلكي، ونجد أن "دار الحياة" كانت تشبه إلى حد كبير ما يسمي "GYMNASIUM" في بلاد أوروبا، ودارًا للتدوين والنسخ كالتي يسميها الغربيون "SERIPTORIUM" مجمعًا للكتاب في آن معًا.
واستطرد عامر، أن المصريين القدماء قد عرفوا "دار الحياة" منذ أيام الدولة القديمة وقد حملت اسم "بر عنخ"، وقد اشتهرت المعابد المصرية ونخص منها بالذكر "دار أون" في عين شمس، بالإضافة إلى مدرسة الطب في "سايس" صان الحجر تستقبلان الطلاب من الغرب، وكان من أشهر دور العبادة في مصر في "أبيدوس"، ونجد أن خطوات التعليم ومناهجه تهدف إلى أغراض أساسية ثلاثة هي تعليم الكًتاب، وتقويم السلوك، ثم التدريب المهني، ولم تكَن هذه الأغراض منفصلة بعضها عن البعض.