الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جميل راتب.. الفنان المحارب

جميل راتب
جميل راتب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحل عن عالمنا الفنان المخضرم جميل راتب، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 92 عامًا، ومن المثير أنه قضى أكثر من ثلثي عمره في عالم الفن قدّم خلالها سجلا حافلًا من الأعمال المميزة.
اسمه بالكامل جميل أبو بكر راتب، ولد في 28 نوفمبر عام 1926 بالقاهرة، لأبٍ مصري، وأمه ابنة شقيق هدى شعراوي، أنهى التوجيهية في مصر، وكان عمره وقتها 19 عامًا، تخرّج في مدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد عام من التحاقه بالمدرسة سافر لاستكمال دراسته الجامعية في فرنسا، بمنحة للدراسة في مدرسة السلك السياسي.
لم يلتحق بالمدرسة، وقرر دراسة التمثيل في السر بعيدًا عن عائلته التي كانت ترفض عمله بالفن، وبسبب ذلك تم إيقاف المنحة التي كانت تبلغ 300 جنيه، عندما علمت أسرته بالأمر قطعت علاقتها به، ولكي يستمر في دراسة التمثيل عمل في مهن كثيرة، منها «شيال» في سوق الخضار وكومبارس، ومترجم، ومساعد مخرج.
عمل الفنان الراحل جميل راتب مساعد مخرج في فيلم «زيارة السيدة العجوز»، لأنطوني كوين، والتي مثّلها على المسرح في مصر فيما بعد مع سناء جميل، من إخراج محمد صبحي، تزوج من فتاة فرنسية كانت تعمل بالتمثيل، واعتزلته بعد ذلك، وتفرغت للعمل مديرة إنتاج، ثم منتجة منفذة، ثم مديرة مسرح «الشانزليزيه»، وكان يزورها بين حين وآخر، ولا توجد معلومة موثقة حول انفصالهما.
أول عمل شارك فيه جميل راتب كان عام 1941، مع توجو مزراحي الذي شاهده في مسرحيات الجامعة فطلبه لتمثيل مشهد واحد مع ماري منيب في «الفرسان الثلاثة»، لكن عائلته أصرّت على حذف المشهد الخاص به، في بداية الأربعينات حصل على جائزة الممثل الأول، وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر.
كان أول ظهور سينمائي له عام 1946، من خلال فيلم «أنا الشرق»، من بطولة الممثلة الفرنسية كلود جودار، وجورج أبيض، وحسين رياض، وتوفيق الدقن، ثم عاد إلى فرنسا مرة أخرى، شاهده الكاتب الفرنسي أندريه جيد، في «أوديب ملكًا» فنصحه بدراسة فن المسرح في باريس، وهو ما قام به بالفعل.
عام 1951 جاء إلى مصر ثانية مع الفرقة الفرنسية الكوميدية «فرانسيز»، التي كان عضوًا فيه، لتقديم عروض مسرحية متنوعة، شارك في عرض مسرحية «الوريث» مع تلك الفرقة الفرنسية عام 1952. 
نشرت إحدى الصحف الفرنسية في ذلك الوقت تقريرًا يشيد بأداء «راتب»، وقالت في تقريرها: «عندما يؤدي (راتب) دوره على الخشبة في مسرحية الوريث فإنه يخطف أنظار الحضور بأدائه القوي وعينيه الحادّتين».. استقر في مصر منتصف السبعينيات، وبدأ الظهور في السينما المصرية منذ ذلك الحين بشكل أكبر.
كان فيلم «الصعود إلى الهاوية»، الذي قدمه عام 1978، نقطة التحول الرئيسية في مشواره السينمائي، حيث أدى دور «أدمون»، حصل عن دوره في الفيلم على جائزة الدولة تسلمها من الرئيس الراحل أنور السادات كأحسن دور ثانٍ، كان عضوًا في حزب التجمع، وكان المنتجون يرفضون التعامل معه لذلك السبب، وظل شهورًا بلا عمل حتى فاز بالجائزة فانهالت عليه العروض.
خاض تجربة الإخراج المسرحي في مسرحيات «الأستاذ»، و«زيارة السيدة العجوز» و«شهرزاد»، وشارك بدور صغير، عام 1962، في الفيلم الأمريكي الشهير Lawrence of Arabia.18. رشحه صلاح أبو سيف، عام 1975، في فيلم «الكداب»، ثم أدى نجاحه في الدور إلى أن تلقّى عددًا كبيرًا من العروض. قدم عام 1985 واحدًا من أهم أدواره السينمائية، في فيلم «الكيف»، مؤديًا دور «سليم البهظ»، وفي عام 1994 بدأ مشواره مع سلسلة أجزاء مسلسل «يوميات ونيس»، من بطولة الفنان محمد صبحي، حيث قدم دور «أبو الفضل جادالله» والد «ونيس»، ونجح في دوره نجاحًا كبيرًا جعله يرتبط بأذهان عدد كبير من الأجيال.. قدم بقية أجزاء المسلسل في أعوام 1995، 1996، 1997، 1998، 2009، 2010. 
عاد مرة أخرى للظهور مع الفنان محمد صبحي، في دور «أبو الفضل جادالله»، عام 2012 في مسلسل «ونيس والعباد وأحوال البلاد»، غاب لمدة عامين، ثم عاد في رمضان 2014، وشارك في مسلسل «شمس» من بطولة ليلى علوي، التي كانت تقول في كل لقاءاتها: «أشارك جميل راتب في بطولة شمس».
قام مهرجان القاهرة السينمائي بتكريمه عن مشواره الفني الطويل، الذي قدم خلاله أفلامًا مصرية وعالمية، كان مرشحًا لدور خالد صفوان في فيلم «الكرنك»، الذي قدمه الفنان كمال الشناوي، لكن غرابة «لكنته» في ذلك الوقت حرَمَته من الدور، قدّم 7 أفلام فرنسية، و3 أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك.